الغيرة بين الأخوة هي مشاعر طبيعية تظهر بين الأطفال (أو حتى بين البالغين) داخل الأسرة، نتيجة الشعور بالمنافسة على حب واهتمام الوالدين أو التنافس على الموارد مثل الألعاب، الوقت، أو المزايا.
وعلى الرغم من أنها أمر شائع، إلا أن استمرارها دون معالجة قد يؤدي إلى توتر في العلاقة بين الإخوة، وسلوكيات عدوانية أو انسحابية تؤثر على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل.
أسباب الغيرة بين الأخوة
1. التفرقة في المعاملة
من أبرز أسباب الغيرة بين الأخوة أن يشعر أحد الأطفال أن شقيقه يحصل على معاملة خاصة أو مميزة، سواء في العاطفة أو المكافآت أو حتى العقاب.
قد يهمك: صفات الشخص المتنمر
2. الاختلاف في الأعمار أو القدرات
عندما يُقارن الطفل نفسه بأخ أكبر أو أكثر نجاحًا، قد يشعر بالنقص أو التهميش، مما يثير مشاعر الغيرة والتنافس.
3. قدوم مولود جديد
من المواقف الشائعة التي تثير الغيرة؛ شعور الطفل الأكبر بأن المولود الجديد “سحب” الاهتمام من الوالدين، ما يخلق مقاومة أو عدائية تجاه الأخ الأصغر.
4. المقارنة الدائمة من الأهل
قول جمل مثل: “شوف أخوك كيف ذكي!” قد تؤدي إلى مشاعر الغضب والإحباط، وتغرس الغيرة بدلًا من التحفيز.
5. الصراع على الموارد أو الاهتمام
حتى الأمور الصغيرة مثل الألعاب أو الوقت مع الوالدين قد تكون سببًا رئيسيًا لاندلاع مشاعر الغيرة.
كيف تظهر الغيرة بين الإخوة؟
- شكاوى متكررة من عدم العدالة
- سلوك عدواني تجاه الأخوة (ضرب، سخرية، إزعاج)
- محاولات للفت الانتباه عبر سلوك سلبي
- انسحاب اجتماعي أو حزن دائم
- تقليد مبالغ فيه لأحد الإخوة
كيف يمكن التعامل مع الغيرة بين الأخوة؟
1. العدل في المعاملة
لا يعني العدل أن تكون كل الأمور متساوية تمامًا، بل أن يحصل كل طفل على ما يناسب احتياجاته وظروفه. حاول ألا تميّز طفلًا على حساب الآخر.
2. تشجيع الخصوصية والتميّز
ساعد كل طفل على اكتشاف موهبته ونقاط قوته، وامدحه على إنجازاته الخاصة دون مقارنته بإخوته.
3. تعزيز العمل الجماعي
شجّع الأطفال على التعاون في الألعاب أو الأنشطة. العمل المشترك يُخفف من التنافس ويزيد من الترابط.
4. الاستماع والانتباه لمشاعر الأطفال
إذا عبّر الطفل عن غيرته، لا تُقلل من مشاعره. بدلاً من ذلك، استمع إليه وتحدث معه بلغة بسيطة تُشعره بالأمان والتفهم.
5. وضع قواعد واضحة للتعامل
علم أطفالك كيفية التعبير عن مشاعرهم دون أذى أو عدوان. وكن حازمًا عند حدوث تجاوزات.
هل الغيرة بين الأخوة مفيدة أحيانًا؟
نعم، إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي. فالغيرة قد تحفّز الطفل على تطوير نفسه وبذل جهد أكبر لتحقيق أهدافه. المفتاح هو ألا تتحول إلى حقد أو عدوان دائم، بل إلى دافع للنمو والتعلم.
الخلاصة
الغيرة بين الأخوة أمر طبيعي، لكنها تحتاج إلى وعي تربوي لتوجيهها نحو المسار الإيجابي. من خلال العدل، الحوار، والتشجيع الفردي، يمكنك مساعدة أطفالك على بناء علاقة قوية قائمة على الحب لا على التنافس.
المراجع: