الاحتراق الوظيفي (Burnout) هو حالة من الإرهاق الجسدي والنفسي والعاطفي يظهر نتيجة ضغط العمل المستمر، وغالبًا ما يُصاحبه مشاعر الإحباط والتعب الدائم وفقدان الدافع. إذا لم يُعالج مبكرًا، قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وتدهور الحالة النفسية، بل وحتى مشاكل صحية مزمنة. في هذا المقال نوضح خطوات عملية وفعالة للتخلص من الاحتراق الوظيفي.
اعترف بأنك مرهق
الخطوة الأولى نحو التعافي هي الاعتراف بالمشكلة. تجاهل أعراض مثل التعب المستمر، قلة التركيز، التوتر، أو حتى الشعور بالفراغ قد يؤدي إلى تفاقم الحالة. لا تعتبر الإرهاق عيبًا أو علامة على الفشل، بل هو إشارة مهمة بأنك بحاجة إلى التغيير وإعادة التوازن.
أعد تقييم أولوياتك
توقف لحظة واسأل نفسك: هل ما أقوم به يوميًا يعكس ما أريده في حياتي؟ عندما تتعارض مهامك مع قيمك أو أهدافك، يبدأ شعور الإحباط بالتسلل. رتب أولوياتك، وركز على ما يهم فعلاً، وتخلّ عن المهام الثانوية التي تستهلك وقتك دون نتيجة حقيقية.
مارس الرفض بذكاء
قول “لا” هو مهارة عليك تطويرها، لا يمكن أن تكون متاحًا دائمًا لكل شيء ولكل أحد. حدد حدودك الشخصية والمهنية بوضوح، ولا تشعر بالذنب عندما ترفض مهمة إضافية تفوق قدرتك. صحتك النفسية أهم من رضا الجميع.
ضع جدولًا واقعيًا
تخطيط يومك بشكل متوازن يخفف من الضغط النفسي. لا تملأ جدولك بالمهام بلا توقف. بدلاً من ذلك:
- اترك فترات راحة منتظمة خلال اليوم
- حدد أوقاتًا واضحة لبداية ونهاية العمل
- تجنب العمل خارج أوقات الدوام إن أمكن
اهتم بنفسك خارج بيئة العمل
ما تفعله خارج العمل لا يقل أهمية عمّا تقوم به داخله. خصص وقتًا للعناية بصحتك النفسية والجسدية:
- مارس الرياضة بانتظام
- احرص على النوم الجيد (7–8 ساعات يوميًا)
- تناول طعامًا صحيًا
- شارك في أنشطة ممتعة أو هوايات تحبها
اطلب الدعم عند الحاجة
لا تتحمل الضغط وحدك. مشاركة ما تمر به مع أشخاص تثق بهم – سواء زملاء، أصدقاء، أو مختص نفسي – يساعد في تخفيف العبء النفسي. وفي بيئة العمل، قد يكون من المفيد التواصل مع مديرك أو الموارد البشرية لتعديل المهام أو ساعات العمل إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضًا: التعامل مع الأطفال في فترة الحرب
خذ إجازة حقيقية
أحيانًا، أفضل ما يمكنك فعله هو الابتعاد. إجازة قصيرة بلا رسائل بريد إلكتروني ولا مكالمات عمل تمنحك فرصة لإعادة التوازن واستعادة النشاط. احرص على أن تكون الإجازة خالية من الشعور بالذنب أو التفكير في المهام المؤجلة.
فكّر في خيارات بديلة
إذا استمر الاحتراق رغم كل المحاولات، فقد تكون الوظيفة نفسها لا تناسبك. في هذه الحالة:
- جرّب تعديل مسؤولياتك
- فكّر في الانتقال لقسم آخر
- أو حتى التوجه لفرصة جديدة أكثر انسجامًا مع قيمك ومهاراتك
الخلاصة
الاحتراق الوظيفي لا يجب أن يُستهان به. مع الوقت، يمكن أن يؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، وعلاقاتك، وجودة حياتك. تذكر أن الوقاية تبدأ من وعيك الذاتي، وحرصك على التوازن بين العمل والراحة. لا تتردد في التغيير إذا تطلب الأمر، فالصحة دائمًا في المقام الأول.
المراجع: