الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يسعى دائمًا لبناء علاقات صحية ومثمرة تعزز من جودة حياته. ومع تقدم مهارات التواصل والتفاعل، تظهر أحيانًا أنواع من العلاقة السامة التي تؤثر سلبًا على نفسيتنا وطاقة حياتنا.
هذه العلاقات، التي قد تكون موجودة في مجالات العمل أو في العلاقات العاطفية أو حتى بين الأصدقاء والأقارب، تستنزف طاقتنا وتترك أثرًا عميقًا في مسار حياتنا.
فكيف نميز بين العلاقات الصحية وتلك العلاقات السامة والمؤذية، وكيف يمكننا استعادة التوازن في حياتنا؟ يجيب على هذا السؤال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي.
العلاقة السامة والمؤذية : ما هي؟
هناك بعض السمات التي قد تدل على العلاقة السامة والمؤذية ومنها:
المشاعر السلبية
إذا كنت تشعر بمشاعر الحزن والغضب والقلق والاستسلام بعد التعامل مع شخص ما، فقد تكون هذه العلاقة سامة. إذ ينبغي أن تمنحك العلاقات الجيدة شعورًا بالراحة والإيجابية.
الانتقادات المستمرة
تعرضك للانتقادات المستمرة أو التقليل من شأنك، يعتبر مؤشرًّا قويًّا على سلبية العلاقة. فالعلاقات الصحية تعتمد على الدعم والتشجيع.
عدم الاحترام
في حال كان الطرف الآخر يتجاهل مشاعرك أو احتياجاتك، أو إذا كان هناك عدم احترام لحدودك، فهذا دليل على وجود مشكلة.
التحكم والسيطرة
إذا كان الشخص يحاول التحكم في حياتك أو قراراتك، فهذا سلوك غير صحي. يجب أن تشعر بالحرية في اتخاذ خياراتك.
الشعور بالذنب
إذا كنت تشعر بالذنب باستمرار أو كأنك يجب أن تتبرر لقراراتك، فهذا مؤشر على علاقة سلبية.
عدم التوازن في العلاقة
إن بذل جهدًا كبيرًا في العلاقة بينما الطرف الآخر لا يساهم بالمثل، فهذا قد يعني أن العلاقة غير متوازنة.
الدراما المستمرة
العلاقة المليئة بالصراعات والخلافات المستمرة، فقد تكون سامة. لأن العلاقات الصحية تعني وجود تفاهم وحوار مفتوح.
العزلة
في حال شعرت بأنك تبتعد عن الأصدقاء أو العائلة بسبب العلاقة، فهذا يعد علامة خطيرة. يجب أن تدعمك علاقاتك، لا أن تعزلك.
الشعور بعدم الأمان
إذا كنت تشعر بالخوف أو القلق من ردود فعل الشخص الآخر، فهذا يعني أن العلاقة غير صحية.
قد يهمك أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية
ماذا تفعل عندما تدرك أنك تعيش في العلاقة السامة والمؤذية؟
قد يكون من الصعب تصديق أنك كنت تعيش في علاقة سامة، مع شريك يتلاعب بك ويؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك. وعندما تدرك أن الأمور ليست مجرد مرحلة صعبة، بل تتجاوز ذلك، قد تواجه مشاعر معقدة ومخيفة بشأن البقاء أو المغادرة.
إذا وجدت نفسك في علاقة سامة، إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
كن صادقًا مع نفسك
الخطوة الأولى نحو إنهاء علاقة سامة هي الاعتراف بأنها تؤثر سلبًا على حياتك وأنك تستحق شيئًا أفضل. قد يكون من الصعب مواجهة هذه الحقيقة، خاصةً عندما تكون مشاعرك قوية، ولكن هذا الإدراك يعد ضروريًا لتحقيق رفاهيتك وسعادتك.
فكر في ما يتطلبه الأمر حقًا لتغيير وضعك. هل بذلت ما يكفي من الجهد لتحسين الأمور، أم أنك تعرف بعمق أن الوضع لن يتغير؟
قيّم مستويات سعادتك وثقتك بنفسك
قارن حالتك الحالية مع نفسك السابقة. هل تشعر أن ثقتك بنفسك في تحسن أم تدهورت؟
تواصل مع الأصدقاء أو العائلة
ابحث عن الدعم من أشخاص موثوقين يمكنهم الاستماع إليك دون إصدار أحكام. ربما تكون قد سمعت آراءهم من قبل حول كيفية تعاملك، ووجهات نظرهم تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار.
ضع حدودًا واضحة
حدد معايير واضحة للسلوك الذي تتوقعه من الآخرين، وأخبرهم أنك تستحق أن تُعامل باحترام.
إذا كان الوضع يسمح بذلك، قم بإبلاغ الشخص الآخر عن حدودك بوضوح. أبلغه بالسلوكيات التي تعتبر غير مقبولة وما هي العواقب التي ستترتب على استمرارها. وضع الحدود يعد خطوة أساسية لاستعادة استقلاليتك واحترامك لذاتك.
كن لطيفًا مع نفسك
من الطبيعي أن تشعر بالقلق من الوحدة أو تخشى عدم وجود حب آخر. خذ الأمور خطوة بخطوة ولا تظلم نفسك بسبب المشاعر السلبية.
ركز على نفسك
تجنب إلقاء اللوم على شريكك باستمرار، لأن ذلك يمنحه القوة ويقلل من قدرتك على المضي قدمًا. استعد طاقتك واهتم بنفسك.
عبر عن مشاعرك
عندما يكون ذلك آمنًا ومناسبًا، يمكن أن يساعدك التحدث المباشر حول قرارك بإنهاء العلاقة في إغلاق هذا الفصل. من المهم أن تخطط لهذه المناقشة مسبقًا، وتركز على مشاعرك واحتياجاتك بدلاً من توجيه اللوم للآخر.
أعلن قرارك بوضوح، وكن حازمًا دون الدخول في مفاوضات أو محاولات للإقناع.
المراجع:
- Calm Editorial Team. (2024, March 13). 6 signs of a toxic relationship (and how to end them) — Calm Blog. Calm Blog. https://www.calm.com/blog/toxic-relationships
- Glidertech. (2024, January 8). What are the warning signs of toxic relationships? Relationships Australia NSW. https://www.relationshipsnsw.org.au/blog/warning-signs-of-toxic-relationships/