العلاج النفسي، هو أحد الأساليب العلاجية التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص على فهم مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم، وتعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.
ولكن لماذا العلاج النفسي يعتبر مهم ولا ينبغي إهماله؟ سيُجيبنا على هذا السؤال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال.
أهمية العلاج النفسي: لماذا لا ينبغي إهماله؟
يعد العلاج النفسي حجر أساسي لعلاج العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية، فهو يهدف إلى إتاحة الفرصة للشخص لمعرفة مشاعره وأفكاره التي تؤثر عليه بشكلٍ سلبي، ومساعدته في التغلب عليها بأفضل الطرق.
كما يتم تقديم الدعم له لمواجهة صعوبات الحياة، وتحقيق السلام النفسي، كما أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إهمال العلاج النفسي لبعض الحالات المتقدمة من الاضطرابات النفسية إلى تفاقمها لذلك ينبغي اللجوء للعلاج النفسي في أسرع وقت ممكن.
ما هي فوائد العلاج النفسي؟
للعلاج النفسي العديد من الفوائد والتي تتضمن:
- تحسين مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين، وقبول الذات واحترام الذات.
- القدرة على تغيير السلوكيات والعادات المدمرة للذات.
- تعبير أكثر ملاءمة والقدرة على السيطرة على العواطف.
- التخفيف من الاكتئاب أو القلق أو غيرها من الاضطرابات النفسية.
- تعزيز الثقة ومهارات اتخاذ القرار.
- القدرة على السيطرة على التوتر بشكل أكثر فعالية.
- تحسين القدرة على حل المشكلات وحل النزاعات.
أنواع العلاج النفسي
تتعدد أنواع العلاج النفسي، وعادًة ما يعتمد اختيار نوع العلاج على نوع الاضطراب النفسي وظروفه الخاصة وتفضيلاته.
في بعض الأحيان قد يختار الطبيب الجمع بين أساليب مختلفة من العلاجات لتلبية احتياجات المريض الذي يتلقى العلاج على أفضل وجه.
تتضمن أنواع العلاج النفسي ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأشخاص على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات غير الصحية، واستبدالها بأفكار وسلوكيات أفضل وأكثر صحة وإيجابية.
يمكن أن يساعد أيضًا على التركيز بشكل أفضل على المشكلات الحالية وكيفية حلها. وغالبًا ما يتضمن ذلك ممارسة مهارات جديدة يتم تعليمها للشخص من قِبل الطبيب النفسي ليطبقها في حياته اليومية عندما يواجه أعراض مزعجة.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص المصاب بالاكتئاب على التعرف على أنماط التفكير أو السلوكيات غير المفيدة أو التي لا يستطيع التكيف معها وتغييرها والتي تساهم في الإصابة بالاكتئاب، ويُصبح قادرًا على التخلص منها.
يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في علاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات، بما في ذلك:
- الاكتئاب.
- القلق.
- الاضطرابات المرتبطة بالصدمات.
- اضطرابات الأكل.
قد يهمك: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي.
العلاج النفسي التفاعلي (IPT)
هو شكل من أشكال العلاج النفسي قصير المدى، فهو يساعد المرضى على فهم المشكلات الشخصية الأساسية المزعجة، مثل:
- الحزن المستمر.
- حدوث تغيرات اجتماعية أو مهنية.
- الصراعات مع العائلة أو الأصدقاء.
يمكن أن يساعد الأشخاص على تعلم طرق صحية للتعبير عن المشاعر وطرق تحسين التواصل وكيفية ارتباطه بالآخرين، وغالبا ما يستخدم هذا النوع من العلاج النفسي لعلاج الاكتئاب.
العلاج السلوكي الجدلي
هو نوع محدد من العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تنظيم العواطف بشكل أكثر فعالية.
غالبًا ما يستخدم لعلاج:
- الأشخاص الذين يعانون من أفكار انتحارية مزمنة.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة.
يُساعد هذا النوع من العلاج على تعلم مهارات جديدة لمساعدة الأشخاص على تحمل المسؤولية الشخصية لتغيير السلوك غير الصحي أو التخريبي، كما أنه ينطوي على كل من العلاج الفردي والجماعي.
العلاج النفسي الديناميكي
يركز هذا النوع على العمليات اللاواعية لدى المريض والتي تظهر في سلوكه الحالي.
حيثُ يتم العمل مع الطبيب النفسي لتحسين الوعي الذاتي وتغيير الأنماط العميقة حتى يتمكن الشخص من تولي مسؤولية حياته بشكل كامل.
يهدف هذا العلاج إلى إراحة المريض من الضغوطات النفسية والذهنية.
العلاج النفسي الداعم
يساعد العلاج النفسي الداعم المرضى على التعامل مع المشكلات المتعلقة بحالاتهم الصحية النفسية والتي تؤثر بدورها على بقية حياتهم.
وذلك من خلال الإرشاد والتشجيع على الآتي:
- تعزيز احترام الذات.
- تعلم كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.
- تقليل القلق.
- تحسين الأداء الاجتماعي.
العلاج بالتعرض
العلاج بالتعرض (Exposure Therapy) وهو أحد أشكال العلاج السلوكي المعرفي، يُمكن أن يُساعد في التغلب على المخاوف وما يثير القلق.
يتضمن هذا العلاج تعريض الشخص تدريجيًا في بيئة آمنة وتحت إشراف الطبيب للمحفز، وتدريبه على كيفية السيطرة على قلقه، والتخلص من السلوكيات القهرية.
قد يكون العلاج بالتعرض مفيدًا في الحالات التالية:
- الخوف المرضي (الفوبيا).
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
العلاج الأسري
العلاج الأسري هو أيضًا نوع من أنواع العلاج النفسي يستهدف عمليات التفاعل والتواصل داخل الأسـرة.
يركز هذا العلاج بشكلٍ عام على فهـم العلاقات بين أفـراد الأسـرة وكيفية تأثيرهم على بعضهم البعض.
الهدف من العلاج الأسري هو تحقيق الشفافية في العلاقات وتشجيع التقارب، وتتضمن أهم أجزاء العلاج الأسري ما يلي:
- المشاركة: وهي المرحلة الأولى من العلاج وتتضمن مشاركة أفراد الأسرة في الجلسة.
- إعادة صياغة العلاقات: ويتضمن الانتقال من تحديد المشكلة بطرق فردية إلى إنتاج حلول تعتمد على العلاقات والتفاهم.
- تغيير السلوك: إذ أن الهدف هو تغيير سلوك أفراد الأسرة من خلال تعليمهم مهارات جديدة وتعزيز التغييرات الفردية في السلوك.
- إعادة الهيكلة: ويعني تغيير الطريقة التي يتم بها توجيه نظام الأسرة، وتعديل المعتقدات الأساسية وقواعد الأسرة.
___________________________________________________
ملخص المقال: مع ضغوطات الحياة التي نواجهها أصبح العلاج النفسي مهم في حياتنا لنواجه الصعوبات التي نواجهها والتي قد تؤدي بنا إلى الإصابة بالمشاكل النفسية.
تهدف العلاجات النفسية إلى إتاحة الفرصة لمعرفة المشاعر والأفكار التي تؤثر بشكلٍ سلبي على حياة الشخص، ومساعدته في التغلب عليها بأفضل الطرق.
المراجع:
- What is Psychotherapy? (n.d.). https://www.psychiatry.org/patients-families/psychotherapy#:~:text=Psychotherapy%20can%20help%20not%20only,emotional%20well%2Dbeing%20and%20healing.
- L. (2024, January 10). 8 Benefits of Mental Health Counseling | Montare Behavioral Health. Montare Behavioral Health. https://montarebehavioralhealth.com/blog/8-benefits-of-mental-health-counseling/
- Mph, A. O. P. (2023, December 16). What Are the Different Types and Benefits of Therapy? Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/benefits-of-therapy-5219732