العصبية المفرطة

العصبية المفرطة وطرق التخلص منها

العصبية المفرطة هي استجابة انفعالية زائدة عن الحد تجاه مواقف قد لا تستدعي كل هذا الانفعال. في هذه الحالة، تكون ردود الفعل مبالغًا فيها مقارنة بحجم الموقف، ويشعر الشخص بالضيق أو الانزعاج بشكل مفاجئ وسريع.

رغم أن العصبية شعور طبيعي في بعض الظروف، إلا أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى مشاكل على المستوى النفسي والاجتماعي، خاصة عندما تصبح نمطًا متكرّرًا يصعب السيطرة عليه.

ما هي أعراض العصبية الزائدة؟

العصبية المفرطة تظهر بأشكال متعددة، تختلف من شخص لآخر بحسب السبب أو الظروف، ومن أبرز العلامات الشائعة:

  • الشعور بالانفعال والضيق بسهولة
  • العدوانية أو نوبات غضب غير مبررة
  • تقلب المزاج السريع
  • التعرق وتسارع ضربات القلب
  • الأرق أو اضطراب النوم
  • صعوبة في التركيز أو التشويش الذهني
  • التعب العام دون سبب عضوي واضح
  • الحساسية الزائدة تجاه النقد أو المواقف
  • تسارع في التنفس

تجدر الإشارة إلى أن الشخص قد يبدو طبيعيًا معظم الوقت، ولكن عند مواجهة موقف محدد، تنقلب حالته بشكل مفاجئ ويبدأ بإظهار هذه الأعراض بشكل غير متناسب مع الحدث.

ما الذي يسبب العصبية المفرطة؟

العوامل التي تؤدي إلى العصبية المفرطة كثيرة، وقد تكون نفسية، سلوكية أو حتى جسدية، ومنها:

 ضغوط الحياة اليومية

التعرض المستمر للمشكلات، سواء في العمل أو العلاقات، يسبب تراكمًا للتوتر، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للانفعال والانفجار من أقل استفزاز.

قلة النوم

النوم غير الكافي أو المتقطع يجعل الدماغ أكثر حساسية للمنبهات، ويزيد من احتمالية الغضب أو فقدان السيطرة على الأعصاب.

الجوع أو انخفاض السكر في الدم

عندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يحدث خلل في توازن هرمونات الجسم، مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يزيد من احتمالية الغضب والتوتر.

 الإفراط في الكافيين

شرب كميات كبيرة من القهوة أو مشروبات الطاقة يُنشط الجهاز العصبي بشكل مفرط، مما يؤدي إلى العصبية والانفعال المفاجئ.

هل ترتبط العصبية بحالات صحية أو نفسية؟

نعم، في بعض الحالات تكون العصبية عرضًا لمشكلة أعمق مثل:

  • الاكتئاب أو القلق المزمن
  • الألم الجسدي أو الأمراض المزمنة
  • آثار جانبية لبعض الأدوية
  • متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (PMDD)
  • اضطرابات النوم
  • الإدمان أو الانسحاب من مواد معينة

كيف يمكن التعامل مع العصبية المفرطة؟

معظم الناس يتعلمون العصبية وتصبح من السلوكيات الملازمة لهم كرد فعل على مواقف الحياة، وهذا يعني أنه يمكن التدرّب على تغيير هذا النمط. إليك بعض الطرق المفيدة:

1. راجع طريقة تفكيرك

غالبًا ما يكون غضبك نتيجة لتفسيرك السلبي للأحداث. بدلًا من الاستسلام للمشاعر، حاول أن تسأل نفسك: “هل فعلاً هذا يستحق كل هذا الانزعاج؟” درّب عقلك على النظر للأمور بمنظور أكثر هدوءًا وتقبّلًا.

2. اضبط أهدافك اليومية

تراكم المهام دون تنظيم يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا. قسّم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة قابلة للتحقيق. كل إنجاز بسيط يمنحك شعورًا بالراحة والثقة.

3. خصص وقتًا للراحة والاسترخاء

الإجهاد المستمر يغذي العصبية. احرص على تخصيص وقت منتظم للراحة وممارسة أنشطة ممتعة، مثل المشي في الطبيعة، القراءة، أو قضاء وقت هادئ دون هاتف أو أجهزة.

4. اعتنِ بنومك ونظامك الغذائي

نم جيدًا وتجنب السهر الطويل، وتأكد من تناول وجبات متوازنة دون الإفراط في الكافيين أو السكريات. هذه العوامل تساعد في تنظيم حالتك المزاجية.

قد يهمك: العلاج بالتعرض

الخلاصة

العصبية المفرطة ليست مجرد “طبع حاد”، بل حالة يمكن فهمها وإدارتها بالتدريب والممارسة. من خلال الانتباه للأفكار، ونمط الحياة، والرعاية الذاتية، يمكنك بناء استجابة أكثر هدوءًا للمواقف، وتحسين جودة علاقاتك وحياتك النفسية. إذا كانت العصبية تؤثر بشكل كبير على يومك أو علاقاتك، فقد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي للمساعدة بشكل احترافي.

المراجع:

  1. https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/anger/managing-anger/
  2. https://www.nhs.uk/mental-health/feelings-symptoms-behaviours/feelings-and-symptoms/anger/
Tags: No tags

Comments are closed.