الذهان (Psychosis) ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض لحالات نفسية معقدة مثل الفصام، أو اضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب الذهاني. يعاني الشخص المصاب من تغيرات في التفكير والإدراك، وقد يرى أو يسمع أشياء غير موجودة (هلوسات) أو يعتقد بأفكار غير واقعية (ضلالات). التعامل مع مريض الذهان يتطلب مزيجًا من الفهم، الصبر، والدعم الفعّال.
فيما يلي سبع طرق عملية للتعامل مع مريض الذهان تساعده على العيش بكرامة وتوفر له الأمان والدعم الذي يحتاجه.
1. حافظ على هدوئك… فالتوتر لا يُساعد
عندما يعاني شخص ما من نوبة ذهانية، فإن أسوأ ما يمكن فعله هو الرد بانفعال أو بصوت مرتفع. الغضب أو الجدال قد يزيد من حدة الأعراض. احتفظ بنبرة صوت هادئة وواضحة، وتجنّب التعليقات الساخرة أو التهكم، حتى لو كانت أفكاره تبدو غريبة أو غير واقعية بالنسبة لك.
التواصل الهادئ يفتح باب الثقة، ويمنح المريض شعورًا بالأمان.
2. استمع دون أن تجادل في المعتقدات الذهانية
مريض الذهان قد يعتقد أن هناك من يلاحقه أو أن لديه قدرات خارقة. في مثل هذه الحالات، لا تحاول إقناعه بأن أفكاره غير صحيحة. بدلاً من ذلك، يمكنك القول:
“أفهم أن هذا يبدو حقيقيًا جدًا بالنسبة لك، هل ترغب في أن تخبرني أكثر؟”
الهدف هنا هو الإنصات دون إطلاق أحكام، مما يساعدك على كسب ثقته وتشجيعه على التواصل.
3. لا تتركه وحيدًا أثناء النوبات الحادة
في حال ظهور أعراض ذهانية شديدة، مثل الهلوسة أو السلوك العدواني، من المهم أن لا يُترك المريض بمفرده. الوجود مع شخص موثوق يمكن أن يخفف من شعوره بالخوف أو الارتباك. إذا لاحظت خطرًا على النفس أو الغير، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية الطارئة.
4. وفّر بيئة هادئة وخالية من الضغوط
الضوضاء، الإضاءة القوية، أو الفوضى يمكن أن تُفاقم الأعراض الذهانية. حاول أن تُبقي البيئة المحيطة بالمريض مريحة، منظمة، وبسيطة. تقليل المحفزات الحسية يمكن أن يساعده على التهدئة.
5. شجّعه على العلاج دون إجباره
من الطبيعي أن يرفض بعض مرضى الذهان العلاج، خصوصًا إذا لم يكونوا مدركين لحالتهم (فقدان البصيرة). حاول إقناعه بلطف بأن العلاج سيساعده على الشعور بالتحسن، وتحدث عن الفوائد بشكل إيجابي. قد يكون من المفيد عرض الذهاب معه إلى الطبيب أو المختص النفسي، كنوع من الدعم المعنوي.
6. تعرّف على حالته جيدًا
القراءة عن الذهان، أنواعه، وأعراضه سيساعدك على فهم سلوك المريض بشكل أفضل. هذا الفهم يمنحك أدوات فعالة للتعامل معه دون خوف أو حكم مسبق، ويجعلك أكثر قدرة على التمييز بين ما هو عرض مرضي وما هو سلوك عادي.
7. اعتنِ بنفسك أنت أيضًا
مساعدة شخص يعاني من الذهان قد تكون مرهقة عاطفيًا ونفسيًا. لذلك، من الضروري أن تهتم بصحتك النفسية وتطلب الدعم إن شعرت بالإجهاد. لا تتردد في التحدث إلى مختص نفسي، أو الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة لأسر المرضى النفسيين.
خلاصة
التعامل مع مريض الذهان يتطلب الكثير من الوعي، الصبر، واللطف. لا تبحث عن “شفاء فوري”، بل ركّز على التقدّم التدريجي والدعم المستمر. تذكّر أن الذهان ليس اختياره، وأن التعاطف الصادق منك قد يكون فارقًا كبيرًا في رحلته نحو الاستقرار والتحسّن.
قد يهمك: كيف اعرف اني مصاب بوسواس النظافة
المراجع: