اكتئاب فقدان الوظيفة

كيف أتخلص من اكتئاب فقدان الوظيفة؟

فقدان الوظيفة يمكن أن يكون أحد أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته المهنية والشخصية. فبجانب المشاكل المالية، قد يؤدي هذا الحدث إلى صدمة نفسية تتمثل في مشاعر الحزن، والإحباط، والقلق، وفقدان الثقة بالنفس، بل وقد يتطور الأمر إلى ما يعرف بـ “اكتئاب فقدان الوظيفة”. ولكن رغم صعوبة هذه المرحلة، فهي ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية جديدة وفرصة للتغيير والنمو.

في هذا المقال، سنتحدث عن خطوات عملية ونفسية للتعامل مع اكتئاب فقدان الوظيفة والتغلب عليه.

تقبل المشاعر ولا تنكرها

من الطبيعي أن تشعر بالحزن، أو الغضب، أو حتى الخوف بعد فقدانك لوظيفتك. هذه المشاعر لا تدل على ضعفك، بل هي رد فعل إنساني طبيعي. لا تحاول إنكارها أو كبتها، بل اسمح لنفسك بعيشها والتعبير عنها بطريقة صحية، مثل الكتابة أو التحدث مع صديق مقرّب أو معالج نفسي. تقبلك لهذه المشاعر هو الخطوة الأولى نحو التعافي.

فصل هويتك الشخصية عن وظيفتك

كثير من الناس يربطون قيمتهم الذاتية بوظائفهم، وعند فقدانها يشعرون وكأنهم فقدوا جزءًا من أنفسهم. لكن الحقيقة أن وظيفتك لا تعرّفك بالكامل. أنت أكثر من مجرد عمل: أنت إنسان له قيم، وطاقات، ومواهب، وعلاقات. تذكّر أنك لا تزال تملك الكثير لتقدّمه للحياة، حتى وإن لم تكن موظفًا حاليًا.

حافظ على روتين يومي منتظم

الفوضى في الوقت بعد فقدان العمل قد تؤدي إلى الشعور بالفراغ والتشويش. لذلك من المهم أن تضع لنفسك جدولًا يوميًا يتضمن الاستيقاظ في وقت محدد، ممارسة الرياضة، تناول وجبات صحية، والبحث عن فرص جديدة. وجود روتين يساعدك على الشعور بالتحكم ويخفف من وطأة الاكتئاب.

مارس الرياضة والنشاط البدني

النشاط البدني، حتى ولو كان بسيطًا مثل المشي نصف ساعة يوميًا، يساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، والتي تقلل من الشعور بالاكتئاب والتوتر. كما أن ممارسة الرياضة تحسّن جودة النوم وتزيد من الطاقة الذهنية والجسدية، مما يعزز من قدرتك على التعامل مع الضغوط.

استثمر في تطوير نفسك

قد تكون هذه فرصة ذهبية لتطوير مهاراتك، أو تعلم مهارات جديدة تفتح لك أبوابًا في مجالات لم تكن تتخيلها من قبل. هناك الكثير من المنصات التعليمية المجانية والمدفوعة التي تقدم دورات في مجالات متعددة، مثل البرمجة، التسويق، التصميم، واللغات. كل مهارة جديدة تكتسبها تزيد من فرصك في سوق العمل وتعزز ثقتك بنفسك.

ابقَ متصلاً بالناس

العزلة الاجتماعية تزيد من حدة الاكتئاب. حاول أن تبقى على تواصل مع العائلة والأصدقاء، وشاركهم بما تمرّ به. ولا تخجل من طلب المساعدة النفسية إذا شعرت بأن الأمور تزداد سوءًا. كما يمكنك الانضمام إلى مجموعات دعم أو مجتمعات مهنية تساعدك في تبادل الفرص والخبرات.

أعد تقييم أهدافك المهنية

فقدان الوظيفة قد يكون فرصة لإعادة التفكير في مسارك المهني. اسأل نفسك: هل كنت راضيًا عن وظيفتك السابقة؟ هل هناك مجال تحب أن تجرّب العمل فيه؟ هل تفكر في إطلاق مشروع خاص؟ هذه الأسئلة قد تساعدك على إعادة توجيه حياتك المهنية بشكل أكثر اتزانًا ورضا.

تحلَّ بالإيمان والأمل

من المهم أن تؤمن بأن هذه المرحلة، مهما كانت صعبة، ستمر. الحياة مليئة بالتقلبات، وفقدان الوظيفة لا يعني نهاية المطاف. ربما تكون هذه بداية جديدة لمسيرة أفضل. كثير من الناجحين في الحياة مرّوا بفترات صعبة، وكان فقدان الوظيفة نقطة تحوّل فتحت أمامهم أبوابًا لم يكونوا ليدخلوها لولا تلك اللحظة.

قد يهمك: هل هوس السرقة يعتبر مرض نفسي؟

References:

  1. Smith, M., MA. (2025, January 6). Job loss and unemployment stress – HelpGuide.org. HelpGuide.org. https://www.helpguide.org/mental-health/stress/job-loss-and-unemployment-stress

7 ways to mentally bounce back after losing your job – Headspace. (n.d.). Headspace. https://www.headspace.com/articles/bounce-back-after-losing-job

الشك المرضي

كيف يكون الشك المرضي؟

الشك غريزة طبيعية يمتلكها الإنسان لحمايته من الخطر والخداع، كما تساعده على التمييز بين الصواب والخطأ، والحقيقة والباطل. ولكن حين يتحول الشك من مجرد أداة إلى نمط تفكير دائم وغير منطقي، يصبح ما يُعرف بـ”الشك المرضي”، وهو حالة نفسية معقدة تؤثر على علاقات الإنسان ومزاجه، وتؤدي إلى تدهور نوعية حياته.

تعريف الشك المرضي

الشك المرضي هو اضطراب نفسي يتسم بانعدام الثقة المفرطة بالآخرين دون وجود أدلة كافية تبرر ذلك. يكون الشخص المصاب بهذا النوع من الشك دائم الارتياب، يفسر تصرفات الآخرين بشكل سلبي، ويعتقد أنهم ينوون إيذاءه أو خيانته حتى وإن لم يظهر أي دليل على ذلك. وغالبًا ما يكون هذا الاضطراب مرتبطًا بما يُعرف بـ”اضطراب الشخصية الزورانية” (Paranoid Personality Disorder).

مظاهر الشك المرضي

الشك المرضي يمكن أن يتجلى في مظاهر متعددة تؤثر على مختلف جوانب حياة الشخص. من أبرز هذه المظاهر:

  • الغيرة المرضية: حيث يعتقد الشخص أن شريك حياته يخونه باستمرار، رغم عدم وجود أي دلائل، ويبدأ في التجسس عليه، ومراقبة تصرفاته، وطرح الأسئلة المتكررة.
  • انعدام الثقة: لا يثق الشخص بأحد، سواء في الأسرة أو بين الأصدقاء أو في مكان العمل، ويفسر كل تصرف على أنه محاولة للإساءة إليه أو التآمر ضده.
  • المبالغة في التحليل: يقوم الشخص بتحليل كل كلمة أو نظرة أو تصرف بطريقة سلبية، وكأن الآخرين يخفون نوايا سيئة تجاهه.
  • الانطواء والعزلة: بسبب عدم ثقته بالناس، يفضل الشخص المصاب بالشك المرضي الابتعاد عن الآخرين، وقد يشعر بالاضطهاد أو التآمر ضده.
  • العدوانية والتوتر: في كثير من الأحيان، يتصرف الشخص بعصبية وعدوانية تجاه الآخرين، خاصة إذا شعر أنهم يشكون في نواياه أو لا يصدقونه.

أسباب الشك المرضي

تتنوع أسباب الإصابة بالشك المرضي بين عوامل نفسية وبيئية وبيولوجية. من بين أبرز هذه الأسباب:

  • الخبرات السابقة: مثل التعرض للخيانة أو الخداع في الماضي، سواء في الطفولة أو في العلاقات العاطفية أو العملية.
  • البيئة الأسرية: النشأة في بيئة تسودها الشكوك، أو مع والدين يعانيان من نفس المشكلة.
  • العوامل الوراثية: تشير بعض الدراسات إلى وجود عوامل جينية قد تلعب دورًا في الإصابة بالاضطرابات الزورانية.
  • الضغوط النفسية: مثل الفشل، أو فقدان الثقة بالنفس، أو التعرض لضغوط مستمرة تؤدي إلى فقدان التوازن النفسي.

تأثير الشك المرضي على الحياة اليومية

الشك المرضي يؤثر بشكل كبير على علاقات الشخص الاجتماعية، خصوصًا العاطفية والمهنية. فالعلاقات الزوجية، على سبيل المثال، قد تنهار بسبب الغيرة المفرطة وانعدام الثقة. كذلك، قد يُنظر إلى الشخص في بيئة العمل على أنه شخص سلبي أو يصعب التعامل معه. كما أن الشك المرضي يؤثر سلبًا على الصحة النفسية، ويزيد من القلق والتوتر، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الاكتئاب والعزلة

علاج الشك المرضي

يمثل علاج الشك المرضي تحديًا كبيرًا، نظرًا لأن المصابين به غالبًا لا يدركون أن لديهم مشكلة، بل يرون أن الخلل في سلوك الآخرين. هذا النمط من التفكير يجعل من الصعب عليهم التفاعل الإيجابي مع العلاج أو الالتزام به.

طرق العلاج تتضمن:

العلاج النفسي

العلاج النفسي يُعد الركيزة الأساسية في التعامل مع الشك المرضي، إذ يهدف إلى مساعدة المريض على فهم أفكاره غير المنطقية والتعامل معها. من خلال جلسات منتظمة، يتعلم الفرد مهارات لتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين قدرته على التواصل، وبناء علاقات اجتماعية مستقرة. يُعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من أكثر الأساليب فعالية، حيث يركّز على تعديل أنماط التفكير المشوّهة التي تغذي الشك المزمن.

العلاج الدوائي

في الحالات الشديدة أو عندما يكون الشك مصحوبًا باضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق، يمكن اللجوء إلى الأدوية. قد يوصي الطبيب بمضادات الاكتئاب، أو مضادات الذهان، أو المهدئات، بحسب الحالة. لكن يُشدد دائمًا على أن تكون الأدوية مكمّلة للعلاج النفسي، لا بديلاً عنه.

قد يهمك: صفات الشخصية التجنبية

المراجع:

  1. Rowe, S. (2021, September 14). How Can OCD Make you Doubt your Reality? Psych Central. https://psychcentral.com/ocd/obsessive-compulsive-disorder-and-uncertainty#:~:text=One%20of%20the%20most%20commonly,and%20response%20prevention%20(ERP).

Lpc, S. Q. (2024, October 15). Dealing with Doubt. NOCD. https://www.treatmyocd.com/blog/dealing-with-doubt

العلاج السلوكي المعرفي

ما هو العلاج السلوكي المعرفي؟

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد أشهر أنواع العلاج النفسي وأكثرها فاعلية، ويعتمد على الدمج بين الأساليب المعرفية (التي تركز على طريقة التفكير) والأساليب السلوكية (التي تركز على الأفعال والسلوكيات). ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة الأفراد على التعرف إلى الأفكار السلبية أو غير المنطقية وتغييرها، ومن ثم تحسين المشاعر والسلوكيات الناتجة عنها.

وقد تم تطويره استنادًا إلى مبدأ أن الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات مترابطة مع بعضها البعض، وأن تعديل أحد هذه العناصر يمكن أن يؤثر على العنصرين الآخرين بشكل إيجابي.

لماذا يُستخدم العلاج المعرفي السلوكي؟

يُعتبر العلاج المعرفي السلوكي من الأساليب الفعّالة لعلاج مجموعة واسعة من المشكلات النفسية. يُفضل هذا النوع من العلاج بسبب قدرته على مساعدتك بسرعة في تحديد التحديات التي تواجهها والتكيف معها بشكل عملي. مقارنةً ببعض أنواع العلاجات الأخرى، غالبًا ما يتطلب العلاج عددًا أقل من الجلسات، كما أنه يُقدّم بطريقة منظمة وواضحة.

يُعد العلاج المعرفي السلوكي أداة فعالة للتعامل مع العديد من التحديات العاطفية والنفسية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد في:

  • السيطرة على أعراض الاضطرابات النفسية
  • الوقاية من عودة أعراض الاضطرابات النفسية
  • علاج الحالات النفسية عندما لا تكون الأدوية الخيار الأنسب
  • تعلم تقنيات التكيف مع الضغوط الحياتية
  • تطوير أساليب للتحكم في العواطف
  • حل المشكلات في العلاقات وتعزيز مهارات التواصل
  • التعامل مع الحزن أو الخسارة العاطفية
  • التغلب على الصدمات النفسية الناتجة عن الإساءة أو العنف
  • التكيف مع الأمراض المزمنة أو الطبية
  • السيطرة على الأعراض البدنية الحادة المرتبطة بالضغط النفسي

استخدامات العلاج السلوكي المعرفي

يُستخدم العلاج المعرفي السلوكي على نطاق واسع نظرًا لفعاليته المثبتة في معالجة مجموعة متنوعة من الصعوبات الانفعالية والسلوكية. تشير الأبحاث إلى أن هذا النوع من العلاج يعد فعالًا جدًا في علاج العديد من المشكلات الشائعة، بما في ذلك:

  • الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع
  • الاضطراب ثنائي القطب
  • أنواع الرهاب المختلفة
  • إدارة الغضب
  • اضطرابات الأكل
  • اضطراب الوسواس القهري (OCD)
  • اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD)
  • فرط استخدام العقاقير والكحوليات
  • مشكلات العلاقات الشخصية
  • ضعف الثقة بالنفس
  • السلوكيات التكرارية المتمثلة في أذية الجسد مثل شد الشعر وخدش الجلد (BFRBs)

كيف يعمل العلاج المعرفي السلوكي؟

تتضمن خطوات العلاج السلوكي المعرفي ما يلي:

  • الجلسة الأولى: يبدأ العلاج بجلسة تمهيدية مع المعالج، حيث يتم تحديد التحديات التي يواجهها المريض، مثل أفكاره، مشاعره البدنية، وسلوكياته.
  • تحليل الأفكار والسلوكيات: يعمل المعالج مع المريض لتحليل هذه المجالات، لاكتشاف إذا كانت الأفكار غير واقعية أو غير مفيدة، وتحديد طريقة فعّالة لتغييرها.
  • وضع الخطة العلاجية: بعد تحليل الحالة، يتم وضع خطة علاجية مفصلة، حيث يطلب المعالج من المريض التمرين على التغييرات في حياته اليومية.
  • متابعة التقدم: في الجلسات التالية، يقوم المعالج بمتابعة تطور المريض والتزامه بالخطة العلاجية.
  • الجلسة النهائية: تدريب الأفراد على تطبيق المهارات التي اكتسبوها خلال الجلسات في حياتهم اليومية، مما يساعد على إدارة المشكلات ومنع تأثيرها السلبي على حياتهم بعد العلاج.

عادة ما يستغرق العلاج بين 6 إلى 20 جلسة، حيث تتراوح مدة كل جلسة بين 45 إلى 60 دقيقة. يختلف عدد الجلسات بناءً على الحالة الخاصة بكل مريض.

قد يهمك: الفصام

المراجع:

  1. Cognitive behavioral therapy – Mayo Clinic. (n.d.). https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/cognitive-behavioral-therapy/about/pac-20384610

Website, N. (2025b, April 15). Cognitive behavioural therapy (CBT). nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/talking-therapies-medicine-treatments/talking-therapies-and-counselling/cognitive-behavioural-therapy-cbt/#:~:text=Cognitive%20behavioural%20therapy%20(CBT)%20is,mental%20and%20physical%20health%20problems.

الشخصية التجنبية

صفات الشخصية التجنبية

يُعد اضطراب الشخصية التجنبية، أو ما يُعرف أيضًا باضطراب الشخصية الاجتنابية (بالإنجليزية: Avoidant Personality Disorder)، أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بالخجل الشديد والانطواء، إلى جانب الميل لتجنب العلاقات الاجتماعية نتيجة الخوف العميق من الرفض أو النقد، والشعور المستمر بالنقص وضعف الكفاءة الذاتية.

الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب غالبًا ما تكون لديهم حساسية مفرطة تجاه تقييم الآخرين، ويشعرون بالقلق حيال تقبلهم اجتماعيًا. هذا الأمر قد ينعكس سلبًا على حياتهم اليومية، فيُفضّلون العزلة وقد يرفضون فرصًا مهمة، مثل حضور مقابلات العمل أو الانخراط في أنشطة جماعية أو مهنية، خوفًا من الإحراج أو الانتقاد.

في هذا المقال يستعرض الدكتور أحمد دبور أبرز صفات الشخصية التجنبية، وأسبابها المحتملة، وتأثيرها على الحياة اليومية، بالإضافة إلى طرق التعامل معها.

الخوف المفرط من الرفض

واحدة من السمات الأكثر وضوحًا في الشخصية التجنبية هي الخوف الشديد من الرفض أو الانتقاد. فالشخص الذي يعاني من هذه السمة يتجنب المواقف الاجتماعية أو المهنية التي قد تعرضه لأي نوع من النقد، حتى لو كان نقدًا بنّاءً.

هذا الخوف لا يكون مؤقتًا أو ناتجًا عن موقف معين، بل هو شعور دائم يصاحب الفرد في مختلف مراحل حياته. وقد يؤدي ذلك إلى تجنب الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى النجاح خوفًا من الفشل أو الرفض.

اقرأ أيضَا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

الحساسية المفرطة تجاه النقد

يميل الشخص ذو الشخصية التجنبية إلى تفسير أبسط التعليقات على أنها هجوم شخصي. فهو يتأثر بشدة بأي ملاحظة، حتى لو لم تكن موجهة له بطريقة سلبية. هذا النوع من الحساسية يجعل التواصل مع الآخرين أمرًا مرهقًا، ويزيد من عزلته الاجتماعية. كما قد يشعر بالذنب أو الخجل لفترة طويلة بعد أي موقف يعتقد أنه أخطأ فيه، حتى وإن كان الموقف بسيطًا أو غير مهم.

قلة الثقة بالنفس

تعاني الشخصية التجنبية من انخفاض كبير في تقدير الذات، فصاحب هذه الشخصية غالبًا ما يرى نفسه غير جدير بالمحبة أو غير كفء. وقد يشعر أن الآخرين لا يرغبون في قربه أو أنه غير مرحب به. هذه النظرة السلبية تجاه الذات تُعد من الأسباب الرئيسية وراء التجنب المستمر للعلاقات الاجتماعية، خاصة تلك التي تتطلب تفاعلًا أو مشاركة شخصية.

الانعزال الاجتماعي

يفضل أصحاب الشخصية التجنبية الوحدة والعزلة، ليس لأنهم لا يحبون الآخرين، بل لأنهم يخافون من التفاعل معهم. فهم يتجنبون حضور المناسبات الاجتماعية أو تكوين صداقات جديدة، ويكتفون بعدد محدود جدًا من العلاقات، وغالبًا ما تكون هذه العلاقات مع أشخاص مقربين للغاية ويشعرون معهم بالأمان. هذا الانعزال يمكن أن يؤدي مع الوقت إلى شعور عميق بالوحدة والاكتئاب.

التردد في خوض تجارب جديدة

من صفات الشخصية التجنبية التردد والخوف من تجربة أي شيء جديد. فهم يتجنبون الوظائف أو النشاطات التي تتطلب تواصلًا مباشرًا مع الآخرين، أو تلك التي تستلزم مجهودًا نفسيًا، كاتخاذ قرارات حاسمة أو التعامل مع الغرباء. هذا الخوف يحدّ من قدرتهم على التطور الشخصي أو المهني، ويجعلهم في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها.

الشعور بالقلق خلال التفاعل مع الآخرين

يميل الأفراد المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى الشعور بقلق كبير في المواقف الاجتماعية أو المهنية. فهم عادةً ما يتفادون المشاركة في النقاشات أو بدء الحديث مع أشخاص لا يعرفونهم، ويفضلون البقاء في الظل بدلاً من لفت الانتباه إليهم، نتيجة شعور دائم بعدم الراحة أو الحرج عند التواجد في دائرة الضوء.

الرغبة في العلاقات مقابل الخوف منها

ما يميز الشخصية التجنبية عن غيرها من الشخصيات الانطوائية هو التناقض الداخلي. فالشخص التجنبي يرغب بشدة في إقامة علاقات اجتماعية وشعور بالانتماء، لكنه في الوقت ذاته يخشى أن يكون مرفوضًا أو غير مقبول.

هذا التناقض يولّد معاناة نفسية كبيرة، حيث يجد نفسه دائمًا ممزقًا بين الرغبة في التواصل، والرغبة في حماية نفسه من الألم العاطفي.

أسباب تكون الشخصية التجنبية

لا توجد أسباب واحدة ومحددة لتكوّن هذه الشخصية، ولكن هناك مجموعة من العوامل النفسية والبيئية التي قد تلعب دورًا، ومنها:

  • تجارب الطفولة السلبية: مثل التعرض للتنمر أو الإهمال.
  • البيئة الأسرية القاسية: التي تعتمد على الانتقاد المستمر.
  • عوامل وراثية وبيولوجية: تؤثر على كيمياء الدماغ وطريقة التفكير.
  • الإصابة المبكرة بالقلق الاجتماعي: والذي قد يتطور مع الوقت إلى نمط شخصية تجنبية.

كيف يمكن التعامل مع الشخصية التجنبية؟

يُمكنك التخلص من الشخصية التجنبية من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:

واجه مخاوفك الاجتماعية تدريجيًا

لا تنتظر أن يزول القلق قبل أن تبدأ. جرّب موقفًا اجتماعيًا بسيطًا، مثل:

  • طرح سؤال على زميل
  • شارك برأيك في محادثة قصيرة

اكتب مخاوفك وقم بالرد عليها

مثلًا: “سيرفضونني لأنني ممل”، ثم قم بالرد بطريقة أكثر إيجابية مثل: ليس كل الناس يبحثون عن التسلية، البعض يقدّر الهدوء والصدق.

طوّر مهاراتك الاجتماعية بالتدريب لا بالتجنب

تعلم كيف تبدأ محادثة، كيف تستمع بفعالية، كيف تنهي اللقاء بلطافة، فهذه مهارات تُكتسب، وليست موهبة يولد بها الناس.

اعمل على تحسين صورتك الذاتية

قد ترى نفسك عادًة أقل من الآخرين. درّب نفسك على:

  • التركيز على نقاط قوتك
  • تذكير نفسك بإنجازاتك
  • قبول فكرة أنك لا تحتاج أن تكون “مثاليًا” لتكون محبوبًا

اطلب الدعم النفسي من مختص

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو الأكثر فعالية في علاج الشخصية التجنبية، لأنه:

  • يساعدك على فهم جذور المشكلة
  • يعلّمك كيف تكسر التفكير السلبي
  • يدرّبك على مواجهة المواقف الصعبة بشكل صحيح.

انخرط في أنشطة جماعية تحبها

مثل: التطوع، النوادي، أو حضور دورات متعددة، فـ الاندماج التدريجي يساعدك على بناء علاقات دون ضغط مباشر.

راقب تقدّمك وسجّل إنجازاتك

خصص دفترًا تكتب فيه المواقف التي خضتها، كيف شعرت، وماذا تعلمت. هذا يزيد وعيك بنفسك ويمنحك الدافع للاستمرار.

References:

  1. Avoidant personality disorder. (2025b, January 24). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9761-avoidant-personality-disorder

Quilty, S. (2023, October 12). Avoidant personality disorder. WebMD. https://www.webmd.com/mental-health/avoidant-personality-disorders

عسر المزاج

عسر المزاج: هل يرتبط بالاكتئاب؟

عسر المزاج هو نوع خفيف من الاكتئاب ولكنه يمتد لفترة طويلة، حيث قد تستمر الأعراض عادة لمدة عامين أو أكثر، يُسمى أيضًا اضطراب الاكتئاب المستمر، وتجدر الإشارة إلى أنه قد يُصاب الأشخاص المصابون بهذه الحالة أيضًا بنوبات اكتئاب حاد أحيانًا.

يسبب هذا الاضطراب تأثيرًا سلبيًا على القدرة على العمل والتمتع بالحياة بشكل عام، فعندما يعاني الشخص من عسر المزاج، يفقد اهتمامه بالأنشطة اليومية المعتادة ويشعر باليأس، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيته وتدني تقديره لذاته، كما يسيطر عليه شعور بالعجز والخوف المفرط من انتقاد الآخرين. فما هي الأعراض المصاحبة لعسر المزاج؟ وما هي أسبابه ومضاعفاته؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟

أسباب عسر المزاج

لا يوجد سبب واحد واضح لهذا النوع من الاكتئاب، ولكن يعتقد الأطباء أنه ناتج عن اختلالات كيميائية في الدماغ.

يمكن أن تساهم عدة عوامل في الإصابة بـ عسر المزاج، مثل العوامل البيئية والنفسية والبيولوجية والوراثية، كما يرتبط الإجهاد المستمر والصدمات النفسية بتفاقم هذه الحالة.

على الرغم من أن عسر المزاج قد ينجم عن عوامل وراثية، إلا أنه لم يتم بعد تحديد الجينات المرتبطة به بشكل قاطع.

ما هي أعراض عسر المزاج؟

كما ذكرنا سابقًا فإن عسر المزاج هو حالة أقل شدة ولكنها تدوم لفترة أطول مقارنة بالاكتئاب الحاد، وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكن يمكن أن تشمل ما يلي:

  • مزاج مستمر من الحزن أو القلق أو الشعور بـ “الفراغ”
  • صعوبة في التركيز أو التفكير أو اتخاذ القرارات.
  • انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب الدائم.
  • الشعور بالعجز واليأس.
  • تغيرات في الوزن أو الشهية، سواء بالإفراط في الطعام أو نقصه.
  • اضطرابات في النوم، مثل الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا أو صعوبة النوم، أو النوم أكثر من المعتاد.
  • انخفاض تقدير الذات.

قد يهمك: ما هي إيجابيات وسلبيات التحدث مع النفس؟

طرق التشخيص

لتشخيص عسر المزاج، ينبغي أن يكون الشخص قد عانى من مزاج مكتئب لمدة عامين على الأقل (أو عام واحد للأطفال والمراهقين)، مع وجود اثنين على الأقل من الأعراض المذكورة أعلاه. يجب على الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعانون من هذه الحالة استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.

كيف يتم علاج عسر المزاج؟

يشمل العلاج عادةً خيارًا واحدًا أو مزيجًا من العلاجات التالية:

الأدوية

 تتوفر مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج الاكتئاب، وعادةً ما تستغرق مضادات الاكتئاب من 4 إلى 6 أسابيع حتى تظهر نتائجها بالكامل.

من الضروري الاستمرار في تناول الأدوية حتى لو لم تلاحظ نتائج فورية، من المهم أيضًا مناقشة الأمر مع الطبيب المختص قبل التوقف عن تناول الأدوية. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تغيير الأدوية أو إضافة أدوية إضافية لتحقيق نتائج أفضل.

العلاج النفسي

غالبًا ما يشمل العلاج النفسي العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي بين الأشخاص (Interpersonal psychotherapy)، حيثُ يركز هذا النوع من العلاج على تغيير التصورات السلبية عن الذات والبيئة المحيطة، كما يساعد في تحسين مهارات التواصل والعلاقات الشخصية. أيضًا، يتضمن علاج التوتر وكيفية التعامل مع الضغوط اليومية.

ملاحظة: نظرًا لأن الاكتئاب المزمن قد يستمر لأكثر من 5 سنوات، فقد يكون من الضروري الحصول على علاج طويل الأمد لضمان التحكم في الأعراض وتحسين الحالة النفسية.

المراجع:

  1. Dysthymia. (2024, August 20). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/dysthymia#:~:text=Dysthymia%20is%20milder%2C%20yet%20more,concentrate%2C%20think%2C%20or%20make%20decisions

Persistent Depressive Disorder (PDD). (2025, February 7). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9292-persistent-depressive-disorder-pdd

متلازمة نتف الشعر

كيف اتخلص من متلازمة نتف الشعر؟

متلازمة نتف الشعر، أو ما يُعرف طبياً باسم “هوس نتف الشعر”، هي اضطراب نفسي قهري سلوكي يتميز برغبة متكررة وقهرية في نتف الشعر من فروة الرأس أو الحواجب أو الرموش أو مناطق أخرى من الجسم. حيثُ يعاني المصابون من دافع قوي لنتف شعرهم على الرغم من محاولاتهم المتكررة للتوقف عن هذا السلوك.

أسباب متلازمة نتف الشعر

أسباب الإصابة بـ متلازمة نتف الشعر غير مفهومة بشكل كامل حتى الآن، ولكن تشير الأبحاث إلى أنها قد تكون ناتجة عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية والنفسية.

يُعتقد أن هذا الاضطراب قد يرتبط بالعديد من العوامل، مثل:

  • العوامل الوراثية: يُلاحظ أن متلازمة هوس نتف الشعر قد تكون أكثر شيوعًا في بعض العائلات.
  • العوامل النفسية: قد يعاني المصابون بمتلازمة هوس نتف الشعر من اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب أو اضطرابات التوتر، مما قد يكون عاملاً محفزًا لهذا السلوك.
  • البيئة والتجارب الشخصية: قد تكون بعض تجارب الحياة المؤلمة أو التوترات اليومية محفزات لبدء سلوك نتف الشعر كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية.

كيف اتخلص من متلازمة نتف الشعر؟

على الرغم من أن متلازمة نتف الشعر قد تكون صعبة العلاج، إلا أن هناك عدة استراتيجيات وعلاجات يمكن أن تساعد في التعامل مع هذه الحالة وتقليل الأضرار الناجمة عنها.

العلاج النفسي

وينقسم إلى عدة أنواع:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فاعلية لمتلازمة نتف الشعر.

 يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص على التعرف على الأفكار والمشاعر التي تحفز الرغبة في نتف الشعر. من خلال العلاج السلوكي المعرفي، يتعلم الشخص كيفية استبدال هذا السلوك القهري بسلوكيات أكثر إيجابية وصحية. يمكن أن يتضمن العلاج أيضًا تقنيات للتحكم في التوتر والقلق الذي قد يدفع الشخص إلى نتف شعره.

العلاج بالقبول والالتزام

 يساهم هذا العلاج في مساعدتك على تقبل الرغبة في شد شعرك دون التصرف بناءً عليها.

استراتيجيات التشتت

تعلم كيفية التشتت والابتعاد عن المحفزات التي تؤدي إلى نتف الشعر يعد من أساليب العلاج الفعالة، على سبيل المثال، يمكن أن يحاول الشخص إشغال يديه أو عقله بنشاطات أخرى مثل الرسم، أو اللعب بالكرة، وغيره، يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في إبعاد الشخص عن الرغبة في نتف الشعر.

كما يمكن ارتداء قفازات أو ربط الشعر بطريقة تجعل من الصعب الوصول إليه، قد لا يكون هذا حلًا طويل الأمد، لكنه يمكن أن يوفر فترة من الراحة التي تسمح بتطبيق استراتيجيات علاجية أخرى.

تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر

من المهم معالجة السبب الجذري للاضطراب وهو التوتر والقلق، يمكن استخدام تقنيات مثل: التأمل، التنفس العميق، والتمارين البدنية. للمساعدة في تقليل مستويات التوتر وتحسين الصحة النفسية. كلما قلت مستويات التوتر، تقل فرصة شعور الشخص بالحاجة إلى نتف الشعر كوسيلة للتعامل مع مشاعره.

اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الخوف من المستقبل؟

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يكون العلاج الدوائي ضروريًا، فقد يُستخدم أحيانًا مضاد للاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في التحكم في الأعراض المرتبطة بمتلازمة نتف الشعر.

على الرغم من أن الأدوية قد لا تعالج الاضطراب بشكل مباشر، إلا أنها يمكن أن تساعد في تقليل التوتر أو القلق الذي يؤدي إلى السلوك.

المراجع:

  1. What is trichotillomania? (n.d.). WebMD. https://www.webmd.com/anxiety-panic/trichotillomania#1-6
  2. Trichotillomania (hair-pulling disorder) – Symptoms and causes. (n.d.-b). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/trichotillomania/symptoms-causes/syc-20355188
اضطراب الآنية

ما هي أعراض اضطراب الآنية

يُعتبر اضطراب الآنية (Depersonalization-Derealization Disorder) من الاضطرابات النفسية النادرة التي تؤثر على الشخص بشكل ملحوظ في طريقة إدراكه لواقعه ووجوده الشخصي. يُعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور مستمر أو متكرر بالانفصال عن أنفسهم أو عن العالم المحيط بهم. قد يشعر الشخص وكأنه يراقب نفسه من خارج جسده أو كما لو كان يعيش في حلم أو فيلم. ورغم أن هذه الأعراض قد تظهر على الشخص في لحظات التوتر أو الإرهاق الشديد، إلا أنها تصبح مشكلة عندما تحدث بشكل متكرر أو تؤثر على الحياة اليومية.

وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لا يفقدون ارتباطهم بالواقع، إذ أنهم يدركون أن الأحاسيس أو التصورات غير الواقعية التي يشعرون بها ليست حقيقية.

أعراض اضطراب الآنية

تتضمن أهم أعراض اضطراب الآنية ما يلي:

الشعور بالانفصال عن الذات

إذ أن أحد أبرز الأعراض هو شعور المريض وكأنه يراقب نفسه من خارج جسده. قد يعتقد أنه شخص آخر أو حتى يرى نفسه من زاوية غريبة، كما قد يشعر كأنه مجرد “روبوت” أو أن أفعاله ليست نابعة منه.

التغير في الأحاسيس الجسمانية

قد يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الآنية بأن حواسهم مشوشة أو غير حقيقية، مثل شعور غريب في الجلد أو الأعصاب، أو أنهم لا يستطيعون التفاعل مع الجسم كما هو الحال مع الأشخاص الآخرين.

شعور بالانفصال عن البيئة المحيطة

يعاني الأشخاص من شعور بأن العالم الذي يعيشون فيه غير حقيقي أو بعيد. قد يعتقدون أن الأماكن أو الأشخاص من حولهم يبدون غير واقعيين، كما لو كانوا شخصيات في فيلم أو حلم.

البيئة تصبح مشوهة في نظر المُصاب

قد يشعر البعض أن الأشياء من حولهم تبدو مشوهة أو غير طبيعية، مثل أن الألوان باهتة أو أن الأصوات غير واضحة. قد يشعر الشخص وكأنه يعيش في “واقع موازٍ” أو عالم غير ملموس.

الشعور بالعزلة

الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قد يشعرون بالعزلة التامة عن الواقع، وكأنهم في عالم آخر أو في مكان غير مكانهم الحقيقي.

تشوش في الإدراك الزمني والمكاني

قد يشعر الشخص وكأن الوقت يتسارع أو يتباطأ بشكل غير طبيعي. قد يمر الوقت بسرعة أو يبدو أنه عالق في لحظة معينة.

يمكن أيضًا أن يعاني بعض الأشخاص من فقدان للذاكرة على المدى القصير، حيث ينسون الأحداث التي وقعت مؤخرًا أو يشعرون بتشويش في الأحداث الماضية.

مشاعر القلق والخوف

أحد الأعراض الشائعة لاضطراب الآنية هو القلق المرتبط بتجربة الشعور بالانفصال، قد يشعر الشخص بالخوف من فقدان السيطرة أو بالهلع بسبب الانفصال عن نفسه أو عن العالم المحيط به.

اقرأ أيضًا: اضطراب المزاج الدوري

أسباب اضطراب الآنية

قد يكون اضطراب الآنية ناتجًا عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. بعض الأسباب المحتملة تشمل:

  • التعرض لضغوط نفسية شديدة: مثل فقدان شخص عزيز، أو المرور بتجربة صادمة، أو تعرض الشخص لأزمة حياتية قد تؤدي إلى هذا الاضطراب.
  • التوتر والقلق المزمن: العوامل النفسية مثل التوتر والقلق المستمر يمكن أن تسهم في حدوث اضطراب الآنية.
  • استخدام المواد المخدرة: قد يعاني بعض الأشخاص الذين يفرطون في تناول المخدرات أو الكحول من أعراض الانفصال عن الواقع.
  • الاضطرابات النفسية الأخرى: مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو الاكتئاب يمكن أن تتداخل مع اضطراب الآنية، مما يزيد من حدة الأعراض.

تشخيص اضطراب الآنية

تتضمن طرق تشخيص اضطراب الآنية ما يلي:

عملية التشخيص النفسي

يقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل يتضمن مجموعة استفسارات مفصلة حول الأعراض التي تعاني منها. خلال هذا التقييم، سيبحث المختص عن احتمالية وجود اضطرابات نفسية مصاحبة مثل:

  • حالات الاكتئاب
  • اضطرابات القلق المختلفة
  • اضطراب الوسواس القهري
  • اضطراب الكرب التالي للصدمة
  • اضطرابات في الشخصية

إذا لم يكن هناك تشخيص آخر أكثر وضوحًا، وإذا لم تتناول أدوية قد تؤثر على حالتك النفسية، ولم تكن تجاربك مرتبطة باستخدام مواد تغير المزاج مثل المخدرات أو الكحول، فقد يتم تشخيصك باضطراب الآنية.

الإجراءات التشخيصية

في حال اشتبه الطبيب بوجود اضطراب الآنية لديك، فقد يوجه إليك سلسلة من الأسئلة للكشف عن:

  • طبيعة الأعراض التي تعاني منها
  • معدل تكرار هذه الأعراض
  • مدى تأثير هذه الأعراض على حياتك اليومية وصحتك العامة

علاج اضطراب الآنية

إن من أهم طرق علاج اضطراب الآنية ما يلي:

العلاج النفسي

العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي يُعتبر من أفضل الطرق للتعامل مع اضطراب الآنية، فهو يساعد على فهم وتغيير الأفكار والسلوكيات التي تؤدي إلى الشعور بالانفصال. 

يساعد هذا العلاج في تقليل القلق وتحسين القدرة على التفاعل مع الواقع.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يُوصف الطبيب بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للتخفيف من الأعراض المصاحبة للاضطراب، مثل الاكتئاب والقلق.

التقنيات الاسترخائية

تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمل، واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يساهم في تخفيف أعراض اضطراب الآنية.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

المراجع:

  1. Depersonalization-Derealization disorder. (2025b, January 24). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9791-depersonalization-derealization-disorder

What is depersonalization disorder? (n.d.). WebMD. https://www.webmd.com/mental-health/depersonalization-disorder-mental-health

الاضطرابات الانشقاقية

الاضطرابات الانشقاقية : ماذا تعرف عنها؟

الاضطرابات الانشقاقية هي مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تتميز فقدان الاتصال بين الأفكار والذكريات والعواطف والبيئة المحيطة والسلوكيات، مما يجعله يشعر وكأنه يراقب ما يحدث حوله، منفصلًا عن الواقع، مع إدراك كامل لما يجري في محيطه، لكنه يشعر بالاغتراب الذهني. وغالبًا ما تكون مرتبطة بالصدمات النفسية الشديدة أو الضغوطات الكبيرة.

قد يمر أي شخص بهذه الأعراض في مرحلة معينة من حياته نتيجة لحدث أو صدمة ما، إلا أن هذه الحالة عادة لا تستمر لفترة طويلة، حيث يمكن أن تستمر لبضع ساعات أو أيام أو حتى أسابيع، ليتمكن الشخص بعدها من التعافي من المشاعر السلبية التي تراكمت، ليعود للتواصل مع واقعه كما كان سابقًا.

إلا أنه في حال استمرار هذه الأعراض لعدة شهور فهنا يكون الحاجة للمتابعة مع طبيب نفسي والحصول على العلاج المناسب.

أعراض الاضطرابات الانشقاقية

قد تختلف أعراض الاضطرابات الانشقاقية من شخص لآخر وذلك بحسب نوع وشدة الاضطراب، ولكن بشكل عام قد تتضمن أهم الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الشعور بالانفصال عن الذات والمحيط، إذ يبدو الشخص وكأنه يراقب حياته من بعيد دون أن يشارك في أحداثها.
  • تقمص شخصيات متعددة لا إراديًا (في حالة اضطراب الهوية الانشقاقي)، حيث تتميز كل شخصية بسمات مميزة، مما يؤدي إلى تغييرات واضحة في سلوك وتفكير الشخص.
  • تقلبات مزاجية مفاجئة وحادة.
  • المعاناة من مشكلات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
  • سلوكيات تؤدي إلى إيذاء الشخص لنفسه، وقد تشمل نزعات انتحارية قد تتطور إلى محاولات جادة.
  • فقدان الذاكرة المؤقت تجاه أحداث أو تفاصيل معينة حدثت في الماضي، وقد تتراوح هذه الحالة من دقائق قليلة إلى أشهر أو سنوات.
  • عدم القدرة على التفاعل العاطفي مع المواقف المحيطة، وكأن الشخص يعيش في حالة من الغربة عن ذاته ومشاعره.

أسباب الاضطرابات الانشقاقية

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الاضطرابات الانشقاقية، ولكنها في الغالب ترتبط بالتعرض لصدمات نفسية شديدة، خصوصًا في الطفولة. قد تشمل الأسباب الرئيسية:

  • التعرض للإساءة: سواء كانت جسدية أو عاطفية أو جنسية، قد تؤدي الصدمات المبكرة إلى انفصال أو انشقاق في الوعي كآلية دفاعية ضد الألم النفسي.
  • الضغوطات النفسية: مثل الإجهاد المستمر أو الصدمات الكبيرة التي تحدث في فترات قصيرة، يمكن أن تؤدي إلى انفصال الوعي أو فقدان الذاكرة.
  • الوراثة: قد تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بهذه الاضطرابات.
  • البيئة الاجتماعية والعائلية: العوامل البيئية مثل تربية الطفل في بيئة غير مستقرة أو تعرضه لمواقف تهدد الأمان النفسي قد تساهم في ظهور الاضطرابات الانشقاقية.

طرق العلاج

يعد العلاج النفسي هو العلاج الأكثر فعالية للاضطرابات الانشقاقية. يشمل العلاج:

  • العلاج المعرفي السلوكي: يساعد في تغيير الأنماط السلبية والتفاعلات السلوكية المرتبطة بالصدمات النفسية.
  • العلاج السلوكي الجدلي: لتعزيز الأنماط السلوكية التي تساعد المريض في مواجهة نزعات إيذاء الذات أو الانتحار التي قد تحدث نتيجة لهذه الاضطرابات.
  • الأدوية: في بعض الحالات، يمكن أن توصف أدوية للمساعدة في تقليل القلق والاكتئاب المصاحبين للاضطراب الانشقاقي.

قد يهمك أيضًا: اضطراب المزاج الدوري

المراجع:

  1. Department of Health & Human Services. (n.d.-a). Dissociation and dissociative disorders. Better Health Channel. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/dissociation-and-dissociative-disorders#symptoms
  2. What are dissociative disorders? (n.d.). https://www.psychiatry.org/patients-families/dissociative-disorders/what-are-dissociative-disorders
التفكير الإيجابي

تأثير التفكير الإيجابي على حياتنا

يعتبر التفكير الإيجابي أحد العوامل الأساسية التي تساهم في تحسين نوعية الحياة وتعزيز الصحة العقلية والجسدية. على الرغم من أن التفكير الإيجابي قد يبدو مجرد سمة شخصية أو عادة يمكن اكتسابها، إلا أن تأثيره يمتد إلى جوانب عديدة من حياتنا، سواء في العلاقات الشخصية أو المهنية أو الصحية. إن الـتفكير الإيجابي ليس مجرد تفاؤل، بل هو نمط حياة يعكس كيف نواجه التحديات وكيف نتعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة.

تأثير التفكير الإيجابي على الصحة النفسية

أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون الـتفكير الإيجابي يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، فالتفكير الإيجابي يساعد على تقليل مستوى التوتر النفسي والضغوط اليومية، لأن الشخص الإيجابي غالبًا ما يمتلك القدرة على التعامل مع المشاكل بطريقة هادئة ومتوازنة.

يساعد التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة على تقوية المناعة النفسية، مما يمكن الفرد من مواجهة الصعوبات بشكل أفضل.

من جهة أخرى، يرتبط التفكير الإيجابي بزيادة مستويات السعادة والرفاهية. الأشخاص الذين يتبنون هذا النمط من التفكير عادة ما يشعرون برضا داخلي أكبر، وبالتالي يكونون أكثر قدرة على التفاعل بشكل إيجابي مع محيطهم. كما أن هذا النوع من التفكير يعزز تقدير الذات، مما يجعل الشخص أكثر قدرة على مواجهة التحديات بثقة.

تأثير التفكير الإيجابي على الصحة الجسدية

لا يقتصر تأثير التفكير الإيجابي على الجوانب النفسية فقط، بل يمتد ليشمل الصحة الجسدية أيضًا. ففي دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يركزون على الـتفكير الإيجابي، تبين أنهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية. كما أن الأشخاص الذين يتبنون هذا النمط من التفكير يتمتعون بمناعة أقوى، مما يعني أنهم أقل عرضة للإصابة بالعدوى.

يُعتقد أن التفكير الإيجابي يساعد في تحسين استجابة الجسم للتوتر عن طريق تقليل إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. كما أن الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية في الحياة يتعاملون بشكل أفضل مع الألم ويعانون بشكل أقل من الأعراض الجسدية المرتبطة بالتوتر. الدراسات تشير إلى أن التفكير الإيجابي يمكن أن يعزز من سرعة التعافي بعد الجراحة أو الإصابة.

التفكير الإيجابي في العلاقات الشخصية والمهنية

فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، يساعد التفكير الإيجابي على تعزيز التواصل الفعّال والعلاقات الصحية. الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة إيجابية يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفهمًا ومرونة في التعامل مع الآخرين. هذا يساهم في بناء علاقات قوية ومستدامة، سواء كانت عائلية أو صداقة أو شراكة.

أما في بيئة العمل، فإن الـتفكير الإيجابي يُعد مفتاحًا للنجاح. الأفراد الذين يتبنون هذا النمط من التفكير يكونون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات في مكان العمل، ويظهرون أداءً أفضل في مواجهة التحديات المهنية. كما أن الـتفكير الإيجابي يعزز القدرة على التعاون مع الزملاء، مما يساهم في تحقيق بيئة عمل أكثر إبداعًا وإنتاجية.

اقرأ أيضًا: هل هوس السرقة يعتبر مرض نفسي؟

كيف يمكن تطوير التفكير الإيجابي؟

على الرغم من أن بعض الأشخاص يولدون بنظرة إيجابية، فإن التفكير الإيجابي هو مهارة يمكن تطويرها. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز الـتفكير الإيجابي:

  • التفكير الواعي: قم بملاحظة أفكارك وتحدي الأفكار السلبية. إذا كنت تجد نفسك تفكر بشكل سلبي، حاول إعادة توجيه هذه الأفكار نحو الجوانب الإيجابية.
  • التأمل والتمارين الذهنية: يمكن للتأمل والتمارين الذهنية مثل التنفس العميق أن يساعدا في تهدئة العقل وتعزيز التركيز على الحاضر بدلاً من القلق بشأن المستقبل.
  • الامتنان: قم بتدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان لها كل يوم. هذا يعزز النظرة الإيجابية ويساعد على التركيز على ما هو جيد في حياتك.
  • محيط إيجابي: حاول البقاء بالقرب من الأشخاص الذين يشجعونك ويحفزونك. الدعم الاجتماعي هو أحد العوامل المهمة في الحفاظ على تفكير إيجابي.
  • الرعاية الذاتية: حافظ على صحتك البدنية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

المراجع:

  1. How to stop negative self-talk. (n.d.). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/stress-management/in-depth/positive-thinking/art-20043950#:~:text=Lower%20levels%20of%20distress%20and,from%20cardiovascular%20disease%20and%20stroke
  2. MSEd, K. C. (2023b, May 4). The power of positive thinking. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/what-is-positive-thinking-2794772
الشخص السلبي

ما هي مواصفات الشخص السلبي؟

الشخص السلبي هو شخص يميل إلى التفكير والتصرف بطريقة محبطة في مختلف نواحي الحياة. تمثل هذه الصفات في كثير من الأحيان عقبات أمام النمو الشخصي والمهني، ويمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية. يمكن للصفات السلبية أن تكون نتيجة لتجارب ماضية أو ضغوط نفسية مستمرة، ولكن الأهم من ذلك هو أن الشخص يمتلك القدرة على تغيير هذه الصفات إذا كان مستعداً لذلك.

ما هي مواصفات الشخص السلبي

يتميز الشخص السلبي بالعديد من الصفات والتي قد تشمل:

التشاؤم المستمر

أحد أبرز صفات الشخص السلبي هو التشاؤم المستمر، فهو يرى دائماً الجانب السلبي في كل موقف، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. يشعر الشخص السلبي أن الأمور لا تسير كما ينبغي أو أن الفشل أمر حتمي في كل تجربة جديدة. هذه النظرة السلبية تؤثر على حياته اليومية وقد تمنعه من اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحقيق أهدافه.

الميل للعزلة

عادًة ما يميل الشخص السلبي إلى الانعزال عن الآخرين، حيث يفضل الشخص البقاء وحيداً عن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية. قد يشعر الفرد بأنه ليس لديه القدرة على التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي أو يعتقد أنه لن يتمكن من تكوين علاقات جيدة. الانعزال يمكن أن يزيد من مشاعر الوحدة والعزلة العاطفية، مما يزيد من الانزعاج النفسي.

التهرب من المسؤوليات

أحد مظاهر الشخصية السلبية هو التهرب المستمر من المسؤوليات. الشخص الذي يتصف بهذه الصفة غالباً ما يتهرب من مواجهة المهام اليومية أو الهروب من أي التزامات قد تتطلب منه جهداً إضافياً. قد يكون السبب في ذلك هو الخوف من الفشل أو القلق المستمر بشأن النتائج المحتملة. بدلاً من التعامل مع المواقف، يفضل الشخص التراجع أو تأجيل الأمور.

الغضب بسهولة

عادة ما يكون الشخص السلبي عاطفي بشكل مفرط، وبالتالي قد يعاني من الغضب بسرعة. يمكن أن يتسبب ذلك في مشكلات في العلاقات الشخصية والمهنية، حيث يصبح الشخص سريع الاستثارة ويشعر بالإحباط بسهولة من أشياء صغيرة. هذا النوع من الغضب يمكن أن يؤدي إلى تدمير الثقة بين الأفراد.

الشكوى بشكل مستمر

تتسم الشخصية السلبية بتكرار الشكوى من الظروف أو الأشخاص أو الحياة بشكل عام. كما لا يتوقف هؤلاء الأفراد عن الشكوى، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك. يتوجهون دائماً إلى النقاط السلبية في أي موقف بدلاً من التركيز على الحلول أو الجوانب الإيجابية. هذا التوجه يسبب لهم الشعور بالعجز ويجعلهم يبتعدون عن تحسين أوضاعهم.

قلة الثقة بالنفس

الشخصية السلبية غالباً ما تكون مرتبطة بقلة الثقة بالنفس. الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة قد يشعر أنه غير قادر على النجاح أو إتمام المهام. هذا ينعكس على قراراته اليومية وعلى قدرته في مواجهة التحديات.

قلة الثقة بالنفس يمكن أن يؤدي إلى تجنب المخاطرة أو الإقدام على تجارب جديدة، مما يحد من فرص النمو الشخصي.

اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من اكتئاب ما بعد الاجازة

السلبية تجاه الآخرين

الشخص السلبي غالباً ما يكون لديه نظرة سيئة تجاه الآخرين. فقد يعتقد أن الآخرين يسيئون إليه أو لا يهتمون بمصلحته. هذه النظرة تجعل الشخص يشعر بالقلق والتوتر بشكل دائم، مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية والعملية.

بدلاً من التفكير الإيجابي في الآخرين، يميل الشخص السلبي إلى البحث عن الأخطاء والمشاكل في تصرفاتهم.

الاعتماد على الآخرين

الشخصية السلبية قد تعتمد بشكل مفرط على الآخرين في اتخاذ القرارات أو في الحصول على الدعم العاطفي. هذا التعلق يمكن أن يظهر في العديد من المواقف، مثل انتظار تقييم الآخرين أو طلب الدعم المستمر. الشخص الذي يعاني من هذه الصفة قد يشعر بعدم الأمان في اتخاذ قراراته بمفرده، مما قد يعيق قدرته على النمو الشخصي.

التردد واتخاذ القرارات

من صفات الشخصية السلبية أيضاً التردد الدائم في اتخاذ القرارات. قد يكون هذا بسبب الخوف من اتخاذ قرار خاطئ أو الفشل في التعامل مع العواقب.

كما أن الشخص السلبي غالباً ما يفضل الانتظار لفترة طويلة قبل اتخاذ أي خطوة. هذا التردد يمكن أن يؤدي إلى ضياع الفرص والمواقف المهمة في الحياة.

المبالغة في التفكير السلبي

الشخصية السلبية تتسم أيضاً بالمبالغة في التفكير السلبي. أي موقف صغير أو تحدٍ بسيط يمكن أن يُنظر إليه على أنه أزمة كبيرة لا يمكن التعامل معها. هذا النوع من التفكير يمكن أن يؤدي إلى الشعور المستمر بالتوتر والقلق، مما يؤثر على الأداء العام للشخص في حياته اليومية.

المراجع:

  1. Lian, M. (n.d.). 10 ways to deal with the negative people in your life. Michele Lian. https://www.michelelian.com/blog/how-to-deal-with-negative-people/