العلاج النفسي

أهمية العلاج النفسي: لماذا لا ينبغي إهماله؟

العلاج النفسي

العلاج النفسي، هو أحد الأساليب العلاجية التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص على فهم مشاعرهم وأفكارهم وسلوكياتهم، وتعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.

ولكن لماذا العلاج النفسي يعتبر مهم ولا ينبغي إهماله؟ سيُجيبنا على هذا السؤال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال.

أهمية العلاج النفسي: لماذا لا ينبغي إهماله؟

يعد العلاج النفسي حجر أساسي لعلاج العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية، فهو يهدف إلى إتاحة الفرصة للشخص لمعرفة مشاعره وأفكاره التي تؤثر عليه بشكلٍ سلبي، ومساعدته في التغلب عليها بأفضل الطرق.

كما يتم تقديم الدعم له لمواجهة صعوبات الحياة، وتحقيق السلام النفسي، كما أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إهمال العلاج النفسي لبعض الحالات المتقدمة من الاضطرابات النفسية إلى تفاقمها لذلك ينبغي اللجوء للعلاج النفسي في أسرع وقت ممكن.

ما هي فوائد العلاج النفسي؟

للعلاج النفسي العديد من الفوائد والتي تتضمن:

  • تحسين مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين، وقبول الذات واحترام الذات.
  • القدرة على تغيير السلوكيات والعادات المدمرة للذات.
  • تعبير أكثر ملاءمة والقدرة على السيطرة على العواطف.
  • التخفيف من الاكتئاب أو القلق أو غيرها من الاضطرابات النفسية.
  • تعزيز الثقة ومهارات اتخاذ القرار.
  • القدرة على السيطرة على التوتر بشكل أكثر فعالية.
  • تحسين القدرة على حل المشكلات وحل النزاعات.

أنواع العلاج النفسي

تتعدد أنواع العلاج النفسي، وعادًة ما يعتمد اختيار نوع العلاج على نوع الاضطراب النفسي وظروفه الخاصة وتفضيلاته.

في بعض الأحيان قد يختار الطبيب الجمع بين أساليب مختلفة من العلاجات لتلبية احتياجات المريض الذي يتلقى العلاج على أفضل وجه.

تتضمن أنواع العلاج النفسي ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الأشخاص على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات غير الصحية، واستبدالها بأفكار وسلوكيات أفضل وأكثر صحة وإيجابية.

يمكن أن يساعد أيضًا على التركيز بشكل أفضل على المشكلات الحالية وكيفية حلها. وغالبًا ما يتضمن ذلك ممارسة مهارات جديدة يتم تعليمها للشخص من قِبل الطبيب النفسي ليطبقها في حياته اليومية عندما يواجه أعراض مزعجة.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص المصاب بالاكتئاب على التعرف على أنماط التفكير أو السلوكيات غير المفيدة أو التي لا يستطيع التكيف معها وتغييرها والتي تساهم في الإصابة بالاكتئاب، ويُصبح قادرًا على التخلص منها.

 يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في علاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات، بما في ذلك:

  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • الاضطرابات المرتبطة بالصدمات.
  • اضطرابات الأكل.

قد يهمك: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي.

العلاج النفسي التفاعلي (IPT)

هو شكل من أشكال العلاج النفسي قصير المدى، فهو يساعد المرضى على فهم المشكلات الشخصية الأساسية المزعجة، مثل:

  • الحزن المستمر.
  • حدوث تغيرات اجتماعية أو مهنية.
  • الصراعات مع العائلة أو الأصدقاء.

يمكن أن يساعد الأشخاص على تعلم طرق صحية للتعبير عن المشاعر وطرق تحسين التواصل وكيفية ارتباطه بالآخرين، وغالبا ما يستخدم هذا النوع من العلاج النفسي لعلاج الاكتئاب.

العلاج السلوكي الجدلي

هو نوع محدد من العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تنظيم العواطف بشكل أكثر فعالية.

غالبًا ما يستخدم لعلاج:

  • الأشخاص الذين يعانون من أفكار انتحارية مزمنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية واضطرابات الأكل واضطراب ما بعد الصدمة.

يُساعد هذا النوع من العلاج على تعلم مهارات جديدة لمساعدة الأشخاص على تحمل المسؤولية الشخصية لتغيير السلوك غير الصحي أو التخريبي، كما أنه ينطوي على كل من العلاج الفردي والجماعي.

العلاج النفسي الديناميكي

يركز هذا النوع على العمليات اللاواعية لدى المريض والتي تظهر في سلوكه الحالي.

حيثُ يتم العمل مع الطبيب النفسي لتحسين الوعي الذاتي وتغيير الأنماط العميقة حتى يتمكن الشخص من تولي مسؤولية حياته بشكل كامل.

يهدف هذا العلاج إلى إراحة المريض من الضغوطات النفسية والذهنية.

العلاج النفسي الداعم

يساعد العلاج النفسي الداعم المرضى على التعامل مع المشكلات المتعلقة بحالاتهم الصحية النفسية والتي تؤثر بدورها على بقية حياتهم.

وذلك  من خلال الإرشاد والتشجيع على الآتي:

  • تعزيز احترام الذات.
  • تعلم كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية.
  • تقليل القلق.
  • تحسين الأداء الاجتماعي.

العلاج بالتعرض

العلاج بالتعرض (Exposure Therapy) وهو أحد أشكال العلاج السلوكي المعرفي، يُمكن أن يُساعد في التغلب على المخاوف وما يثير القلق.

يتضمن هذا العلاج تعريض الشخص تدريجيًا في بيئة آمنة وتحت إشراف الطبيب للمحفز، وتدريبه على كيفية السيطرة على قلقه، والتخلص من السلوكيات القهرية.

قد يكون العلاج بالتعرض مفيدًا في الحالات التالية:

  • الخوف المرضي (الفوبيا).
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.

العلاج الأسري

العلاج الأسري هو أيضًا نوع من أنواع العلاج النفسي يستهدف عمليات التفاعل والتواصل داخل الأسـرة.

يركز هذا العلاج بشكلٍ عام على فهـم العلاقات بين أفـراد الأسـرة وكيفية تأثيرهم على بعضهم البعض.

الهدف من العلاج الأسري هو تحقيق الشفافية في العلاقات وتشجيع التقارب، وتتضمن أهم أجزاء العلاج الأسري ما يلي:

  • المشاركة: وهي المرحلة الأولى من العلاج وتتضمن مشاركة أفراد الأسرة في الجلسة.
  • إعادة صياغة العلاقات: ويتضمن الانتقال من تحديد المشكلة بطرق فردية إلى إنتاج حلول تعتمد على العلاقات والتفاهم.
  • تغيير السلوك: إذ أن الهدف هو تغيير سلوك أفراد الأسرة من خلال تعليمهم مهارات جديدة وتعزيز التغييرات الفردية في السلوك.
  • إعادة الهيكلة: ويعني تغيير الطريقة التي يتم بها توجيه نظام الأسرة، وتعديل المعتقدات الأساسية وقواعد الأسرة.

___________________________________________________

ملخص المقال: مع ضغوطات الحياة التي نواجهها أصبح العلاج النفسي مهم في حياتنا لنواجه الصعوبات التي نواجهها والتي قد تؤدي بنا إلى الإصابة بالمشاكل النفسية.

تهدف العلاجات النفسية إلى إتاحة الفرصة لمعرفة المشاعر والأفكار التي تؤثر بشكلٍ سلبي على حياة الشخص، ومساعدته في التغلب عليها بأفضل الطرق.

المراجع:

  1. What is Psychotherapy? (n.d.). https://www.psychiatry.org/patients-families/psychotherapy#:~:text=Psychotherapy%20can%20help%20not%20only,emotional%20well%2Dbeing%20and%20healing.
  2. L. (2024, January 10). 8 Benefits of Mental Health Counseling | Montare Behavioral Health. Montare Behavioral Health. https://montarebehavioralhealth.com/blog/8-benefits-of-mental-health-counseling/
  3. Mph, A. O. P. (2023, December 16). What Are the Different Types and Benefits of Therapy? Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/benefits-of-therapy-5219732
الذهان

كيف يفكر مريض الذهان؟

الذهان

يعاني مريض الذهان من تجربة مرهقة ومعقدة، حيث تتغير وتتشوه الأفكار والتصورات بشكل غير عادي، ويتداخل الواقع بالخيال والوهم.

فمرض الذهان يشكل تحديًا فريدًا للأفراد الذين يعانون منه، حيث يجدون أنفسهم في عوالم داخلية مختلفة تمامًا عن الواقع المحيط بهم، ويواجهون تحديات لفهم العالم من حولهم وفي التفاعل معه بطريقة صحيحة ومستقرة. 

في هذا المقال، يوضح الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي كيف يفكر مرضى الذهان؟  وأعراضه وتأثيراته على حياة المصابين والمجتمع. 

بالإضافة إلى أننا سنستكشف التحديات التي يواجهها المرضى وأساليب التشخيص والعلاج المتاحة.

ما هو مرض الذهان؟

الذهان هو حالة عقلية تتميز بفقدان الاتصال بالواقعية، حيث يصبح الفرد غير قادر على التمييز بين الوهم والواقع. 

يعاني المصابون بالذهان من تشويش في التفكير والإدراك، وقد يظهر لديهم تخيلات وأفكار غير واقعية، بالإضافة إلى أنهم يعانون من اضطرابات في العقل والتصورات.

ويجدر بالذكر أن الذهان ليس مرضًا واحدًا بل هو مجموعة من الاضطرابات العقلية التي تتميز بأعراض مشتركة، مثل اضطراب الهلوسة واضطراب الوهم واضطراب التفكير.

أسباب مرض الذهان وعوامل الخطر

يمكن تقسيم الأسباب على النحو التالي:

حالات الصحة العقلية التي تسبب مرض الذهان

الذهان هو أحد الأعراض الشائعة للعديد من حالات الصحة العقلية، مثل:

  • الفصام.
  • اضطراب الوهم.
  • الاضطراب الذهاني القصير.
  • الاضطراب الفصامي العاطفي.
  • اضطراب فصامي الشكل.
  • اضطراب الشخصية.
  • الاكتئاب الشديد.

حالات طبية تسبب مرض الذهان

يمكن أن يحدث الذهان أيضًا بسبب مجموعة واسعة من الحالات الطبية التي تؤثر على الجسم، مثل:

  • مرض الزهايمر.
  • الحالات المرتبطة بالهرمونات مثل مرض أديسون ومرض كوشينغ.
  • السكتة الدماغية وغيرها من الحالات العصبية المتعلقة بالدماغ.
  • التهابات الدماغ أو الحبل الشوكي.
  • مرض الذئبة.
  • مرض لايم.
  • مرض التصلب المتعدد.
  • اكتئاب ما بعد الولادة.
  • نقص فيتامين ب1 (الثيامين) وفيتامين ب12.

عوامل الخطر المؤدية لمرض الذهان

تؤدي بعض الظروف أو العوامل على زيادة خطر الإصابة بـ مرض الذهان، وتتضمن:

  • إساءة استخدام الكحول أو الأدوية الموصوفة.
  • إصابات الرأس الشديدة (ارتجاجات وإصابات الدماغ المؤلمة).
  • التجارب المؤلمة، مثل: وفاة أحد أفراد الأسرة، أو الاعتداء الجنسي وغيره.
  • مستويات عالية من التوتر أو القلق.

كيف يفكر مريض الذهان؟

التفكير عند مرضى الذهان يتسم بعدة سمات مميزة بسبب اضطرابات في الإدراك والتفكير والعاطفة. 

هؤلاء المرضى يعانون من تشوهات في الطريقة التي يدركون بها الواقع ويعالجون بها المعلومات. 

إليك بعض السمات الرئيسية التي تميز تفكير مريض الذهان:

الأعراض الرئيسية التي قد تظهر على مريض الذهان

هناك نوعان مهمان من الأعراض الذهانية يشملان:

الهلوسة

يمكن للمرضى أن يعانوا من هلوسات سمعية أو بصرية أو حسية حيث أنهم قد يرون أو يسمعون أو يشعرون بأشياء غير موجودة في الواقع،ولا يمكن للآخرين مشاهدتها أو تجربتها.

هذه الهلوسات تكون حقيقية جدًا بالنسبة لهم، مما يجعلهم يتصرفون بناءً على تلك التجارب الوهمية.

تحدث هذه الهلوسات عندما يفشل الدماغ في تصحيح التفسيرات الخاطئة للمعلومات الحسية، مما يؤدي إلى اعتقاد المصاب بأن هناك أشياء غير حقيقية تحدث في الواقع.

مثال على ذلك، الهلوسة السمعية حيث يمكن للشخص سماع أصوات أو أصوات غير حقيقية، مثل سماع أشخاص يتحدثون معه بينما لا يوجد أحد حوله، هذه الأصوات غالبًا ما تكون سلبية أو مزعجة، مما يزيد من التوتر والقلق للشخص المصاب.

الأوهام

الأوهام هي معتقدات خاطئة يتمسك بها الشخص بقوة، حتى عندما يكون هناك دلائل كافية تشير إلى أن هذه المعتقدات غير صحيحة ولا يصدقها الآخرون. 

على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الأوهام المتعلقة بالسيطرة أن يعتقدوا أن هناك شخصًا ما يتحكم في أفكارهم أو أفعالهم بشكل غير مباشر أو عن بُعد، حتى عندما لا توجد دلائل واضحة تدعم هذا الاعتقاد.

أعراض أخرى تظهر على مريض الذهان

تتضمن ما يلي:

اضطراب التفكير

يعاني مرضى الذهان من صعوبة في تنظيم أفكارهم وتدفقها بشكل منطقي، بحيث قد تكون أفكارهم غير مترابطة، وقد يجدون صعوبة في متابعة الحديث أو الأفكار، مما يؤدي إلى كلام غير مفهوم أو قفزات في المواضيع دون تسلسل منطقي.

التفكير البارانوي

يميل المرضى إلى التفكير البارانويدي، حيث يشعرون بأنهم مهددون أو مضطهدون من قبل الآخرين، دون وجود أساس واقعي لهذه المشاعر.

انفصال عن الواقع

شعر المرضى بفقدان الاتصال بالواقع، حيث تصبح أفكارهم ومعتقداتهم وتجاربهم الشخصية مشوهة وغير متوافقة مع الواقع المحيط بهم.

صعوبة في التركيز والانتباه

يعاني مريض الذهان من صعوبة في التركيز والانتباه، مما يؤثر على قدرته على أداء المهام اليومية والتفاعل مع الآخرين.

كيف يتم تشخيص مرضى الذهان؟

تشخيص مرض الذهان يتطلب عملية شاملة ومتعددة الجوانب تشمل:

المقابلة السريرية

يبدأ التشخيص بمقابلة سريرية مع المريض لتقييم الأعراض النفسية والسلوكية، حيث أن الطبيب يسأل عن التاريخ الطبي والنفسي للمريض، بما في ذلك متى بدأت الأعراض وكيف تتطور. 

الفحص الجسدي

يجري الطبيب فحصًا جسديًا لتحديد ما إذا كانت هناك حالات طبية أو عصبية قد تسبب الأعراض النفسية. 

وقد يشمل ذلك الفحوصات المخبرية وتحاليل الدم لاستبعاد الأسباب الأخرى.

التقييم النفسي

يتم استخدام أدوات تقييم نفسية مثل استبيانات واختبارات نفسية لقياس مدى شدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية للمريض. 

بالإضافة إلى أنه يمكن للطبيب أو الأخصائي النفسي مراقبة سلوك المريض بشكل مباشر، سواء في بيئة سريرية أو في الحياة اليومية، لفهم كيفية تأثير الأعراض على التفاعل مع الآخرين والأداء الوظيفي.

طرق علاج مرض الذهان

يعتمد علاج الذهان بشكل أساسي على السبب الكامن وراءه، ولكن بشكل عام يهدف العلاج إلى:

  • تقليل الأعراض.
  • تحسين جودة الحياة.
  • تعزيز القدرة على العيش والعمل بشكل طبيعي. 

إليك بعض الطرق الشائعة لعلاج الذهان:

العلاج الدوائي

قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • مضادات الذهان التقليدية، مثل: هالوبيريدول.
  • مضادات الذهان الحديثة، مثل: ريسبيريدون أو اولانزابين.
  • مضادات الاكتئاب. 
  • الليثيوم.

العلاج النفسي

والذي قد يتضمن:

  • العلاج السلوكي المعرفي: حيث أنه يهدف إلى مساعدة المرضى في تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات غير الواقعية أو الضارة، وهذا قد يكون فعالًا في تقليل شدة الأوهام وتحسين التعامل مع الأعراض.
  • العلاج العائلي: يركز هذا العلاج على تثقيف أفراد الأسرة حول الذهان وتقديم الدعم لهم وللمريض، بالإضافة إلى أنه يساعد في تحسين التواصل وتقليل الإجهاد الأسري.
  • العلاج الجماعي: يتيح للمصابين فرصة مشاركة تجاربهم والتعلم من الآخرين في بيئة داعمة، وهذا يساعد في تحسين التفاعل الاجتماعي وتخفيف الشعور بالعزلة.

التأهيل الاجتماعي

يهدف إلى مساعدة المرضى في اكتساب المهارات اللازمة للعودة إلى العمل أو الدراسة، وتعزيز استقلاليتهم.

بالإضافة إلى تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل، مما يساعد المرضى في بناء علاقات صحية والتفاعل بشكل أفضل مع المجتمع.

التحفيز الكهربائي

في حالات الذهان الحادة أو المقاومة للعلاج، يمكن استخدام العلاج الكهربائي لتحفيز الدماغ وتخفيف الأعراض، وغالبًا ما يتم ذلك تحت التخدير العام ويعتبر إجراءً آمناً وفعالًا.

وبشكل عام يتم تصميم خطة العلاج وفقًا لاحتياجات المريض الفردية، ولكن من المهم أن يكون هناك متابعة مستمرة وتقييم دوري لضمان فعالية العلاج وتعديله عند الحاجة. 

كيف يمكنني مساعدة شخص عزيز يبدو أنه يعاني من أعراض ذهانية؟

إذا لاحظت أن أحد أفراد أسرتك تظهر عليه علامات الذهان، فيمكنك محاولة مساعدته عن طريق القيام بما يلي:

اسأل كيف يمكن ان تساعد

قد يتحدث الأشخاص المصابون بالذهان أو الحالات التي تنطوي عليه عن أعراضهم دون أن يدركوا أنها أعراض مشكلة تتعلق بالصحة العقلية. 

لذل قد يساعد الاستماع والتواصل معهم على رؤية أن الآخرين يهتمون به ويريدون المساعدة.

لا تحكم أو تجادل

يعاني الأشخاص المصابون بالذهان من صعوبة في معرفة ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، وللتعويض عن هذا الانفصال عن الواقع، قد يقوم دماغهم بتوليد أشياء لا يمكن لأحد سواهم رؤيتها أو سماعها. 

لذا فإن مجادلتهم أو عرض الأدلة عليهم ليس مفيدًا، ومن المهم أيضًا عدم الحكم عليهم لأنه هذا يمكن أن يجعلهم يشعرون بمزيد من العزلة، وقد يدفعهم بعيدًا عن طلب المساعدة.

ابق هادئًا

قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من أعراض ذهانية بالخوف أو الإحباط عندما يشعرون أن الآخرين لا يفهمونهم أو يصدقونهم، وهذا يمكن أن يجعلهم ينسحبون بعيدًا عن الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بالوحدة أكثر. 

حاول أن تظل هادئًا، وامنحهم الشعور بالأمان قدر الإمكان (لا تجعلهم يشعرون بأنهم محاصرون أو مهددون). 


في ختام المقال، يؤكد الدكتور أحمد أنه بالرغم من التحديات التي يواجهها المصابون بالذهان، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين نوعية حياتهم وتمكينهم من التعايش مع الأعراض بشكل أفضل.

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-e). Psychosis. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/23012-psychosis
  2. Psychosis: causes, symptoms, and treatment. (2023, August 9). WebMD. https://www.webmd.com/schizophrenia/what-is-psychosis
  3. What is psychosis? (n.d.). Mind. https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/psychosis/about-psychosis/
التحدث مع النفس

ما هي إيجابيات وسلبيات التحدث مع النفس؟

التحدث مع النفس

في عصر مليء بالصخب والضجيج، يبدو أن التحدث مع النفس قد أصبح لحظة نادرة من الهدوء في عالم مزدحم بالتوتر والضغوطات.

إنها الفترة التي يمكن فيها للفرد أن يجلس مع ذاته وينتقل إلى أعماق الذات، لاستكشاف مشاعره وأفكاره بشكل صادق وصريح. 

في هذا المقال، يتعمق الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في رحلة التحدث مع النفس، حيث سنكتشف سويًا الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه التجربة الفريدة. 

وسنلقي الضوء على فوائدها النفسية والعاطفية، وكيف يمكن أن تساهم في تعزيز الوعي الذاتي والنمو الشخصي، بينما نناقش التحديات والصعوبات التي قد تواجه المرء أثناء هذه الرحلة الداخلية.

ما المقصود بـ التحدث مع النفس؟

التحدث مع النفس عبارة عن عملية داخلية تتضمن الانفعالات والأفكار والمشاعر التي يقوم بها الفرد في التواصل مع ذاته بشكل مباشر. 

بالإضافة إلى أنه قد يكون على شكل مناقشة داخلية أو تفكير في القضايا المختلفة، ويمكن أن يشمل أيضًا الاستماع للمشاعر والتحليل الذاتي وتقديم النصائح للنفس.

وبهذا نستنتج أنها عملية شخصية داخلية تساعد في فهم الذات وتطوير الوعي الذاتي.

أنواع التحدث مع النفس

هناك بضعة أنواع مختلفة من الطرق التي يمكنك التحدث بها مع نفسك، وتشمل:

الحديث مع النفس الإيجابي أو السلبي

قد يتضمن التحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية تقديم عبارات مصممة لمساعدتك على البقاء متحفزاً أو ملهمًا.

أما التحدث إلى نفسك بطريقة سلبية غالبًا ما يتمحور حول عبارات تنتقد فيها نفسك أو تلومها.

الحديث الذاتي التعليمي

يتمحور هذا النوع من الكلام الموجه ذاتيًا حول التحدث من خلال الخطوات التي ستحتاج إلى اتباعها لحل مشكلة أو أداء مهمة.

الحديث مع النفس التحفيزي

يركز هذا النوع من الكلام على تقديم التشجيع لأداء مهمةٍ ما، مثل: تهنئة نفسك على جهودك أو بأنك قادر على تحقيق النجاح.

إيجابيات التحدث مع النفس

التحدث مع النفس له العديد من الإيجابيات، منها:

تحسين الوعي الذاتي

يساعد التحدث مع النفس على فهم أفضل للذات والمشاعر والأفكار الداخلية، مما يسهم في زيادة الوعي الذاتي وتعزيز النمو الشخصي.

التحدث مع النفس يقلل من التوتر والقلق

يمكن لهذه العادة أن تكون وسيلة فعالة لتخفيف التوتر والقلق.

حيث أنه يتيح للفرد الفرصة للتعبير عن مشاعره بحرية دون خوف من الحكم الآخرين.

تحسين اتخاذ القرارات

من خلال مناقشة الأفكار والمشاعر مع النفس، يمكن للفرد أن يأخذ قرارات أفضل وأكثر توازنًا، حيث يتمكن من استكشاف الخيارات المختلفة وتقييمها بشكل أكثر دقة.

تعزيز الصحة العقلية

تعتبر هذه العادة في بعض الأحيان وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر والتفكير، مما يساهم في الحفاظ على صحة عقلية جيدة وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

تعزيز الإبداع والتفكير الإيجابي

يمكن للتحدث مع النفس أن يحفز الإبداع ويعزز التفكير الإيجابي، حيث يتيح للفرد استكشاف الأفكار والتفكير بطريقة مفتوحة ومبتكرة.

تعزيز العلاقات الشخصية

من خلال التحدث مع النفس بشكل صادق وصريح، يمكن للفرد أن يطور فهمًا أفضل لنفسه، مما يساعده في بناء علاقات صحية ومتينة مع الآخرين.

بالطبع، إليك المزيد من الإيجابيات للتحدث مع النفس:

تحسين الانضباط الذاتي

يمكن لهذه الطريقة أن تساعد في تعزيز الانضباط الذاتي وقدرة الفرد على تحقيق الأهداف والالتزام بالتصرفات الإيجابية.

تحقيق التوازن العاطفي

عندما يتحدث الفرد مع نفسه بشكل منتظم، يمكنه تطوير أدوات للتعامل مع المشاعر السلبية بشكل أكثر فعالية، مما يزيد من مستوى الاستقرار العاطفي.

بالإضافة إلى أن الشخص سيميل للتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والبحث عن حلول بدلًا من التركيز على العقبات والمشاكل.

سلبيات التحدث مع النفس

بينما يمكن أن يكون التحدث مع النفس تجربة إيجابية ومفيدة للعديد من الأشخاص، إلا أنه يمكن أيضًا أن يكون له بعض السلبيات، مثل:

تدهور العلاقات وقلة التواصل

قد يؤدي التحدث المفرط مع النفس إلى الانفصال عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية وذلك من خلال الانعزال وقلة التواصل مع الآخرين، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على القدرة على بناء العلاقات الشخصية والاجتماعية وفهم احتياجات الآخرين.

تفاقم المشاكل

قد يؤدي التركيز المفرط على الذات والتحدث المتكرر مع النفس إلى تفاقم المشاكل العاطفية أو النفسية، حيث قد ينتج عنها دورانًا مستمرًا في الأفكار السلبية أو القلق، وهذا قد يؤدي لخطر الإصابة بالاكتئاب والعزلة.

عدم التفكير بواقعية

من سلبيات التحدث المفرط مع النفس أن البعض قد يضخم الأفكار والمشاعر السلبية أو الإيجابية، وهذا بدوره قد يؤثر على القدرة على رؤية الأمور بواقعية.

تشتت الانتباه

هذه العادة قد تؤدي إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز على المهام اليومية والواجبات، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والأداء العام.

ضعف الثقة بالنفس

قد يؤدي التحدث المفرط مع النفس إلى زيادة الشكوك وضعف الثقة بالنفس، حيث يمكن أن يشعر الشخص بعدم القدرة على التعامل مع التحديات والمواقف بثقة.

عدم الحصول على النوم الجيد

قد يؤدي التفكير المتكرر في الذات والمشاكل الشخصية إلى صعوبة النوم والاسترخاء، مما يؤثر على نوعية النوم ويزيد من مشاكل الأرق والتعب النفسي.

ما هي الحلول للتخفيف من التحدث المفرط مع النفس؟

للتخفيف من التحدث المفرط مع النفس، يمكن اتباع بعض الحلول والاستراتيجيات الفعّالة:

التواصل مع الآخرين

البحث عن فرص للتواصل مع الآخرين يمكن أن يكون مفيدًا لتقليل التحدث المفرط مع النفس وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.

ويمكن فعل ذلك من خلال المشاركة في:

  • الأنشطة الاجتماعية، مثل: الحفلات والمناسبات.
  • التطوع في المؤسسات الخيرية أو الانضمام إلى فرق رياضية.
  • مشاركة الأفكار والتجارب مع الأصدقاء والعائلة.
  • المشاركة في الأنشطة الثقافية.

ممارسة تقنيات الاسترخاء

ممارسة تقنيات الاسترخاء يمكن أن تكون فعالة في تقليل التوتر والقلق، وبالتالي تقليل التحدث المفرط مع النفس.

ومن أبرز هذه التقنيات، ما يلي:

  • التأمل: يتضمن التركيز على التنفس وتوجيه الانتباه نحو اللحظة الحالية بدون الاعتراض على الأفكار أو المشاعر التي تأتي وتذهب، يمكن أداء التأمل في مكان هادئ، وتحديد وقت معين للجلوس في الصمت والهدوء.
  • اليوغا: تساعد ممارسة اليوغا على تحقيق الاسترخاء وتقوية الجسم وتهدئة العقل.
  • التنفس العميق: يمكن ممارسة التنفس العميق في أي وقت وفي أي مكان، حيث أنه وسيلة فعّالة لتهدئة الأعصاب والتخلص من التوتر.

تحديد الأولويات

يعتبر تحديد الأولويات خطوة أساسية في تحقيق التوازن والنجاح في الحياة الشخصية والمهنية، يمكن أن يشمل ذلك تحديد الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها في الحياة، سواء كانت تتعلق بالعمل، العلاقات الشخصية، أو أي جانب آخر من الحياة. 

وبالتالي يمكن توجيه تركيزك وجهودك نحو تحقيقها بدلاً من الانشغال بالتفكير الزائد في الذات والتحدث المفرط مع النفس. 

بالتركيز على أهدافك، يمكن أن تجد الدافع والحافز لتحقيق التطور والنجاح في حياتك.

ممارسة بعض الهوايات

يمكن للهوايات والأنشطة الإبداعية مثل الرسم، الكتابة، أو العزف على الآلات الموسيقية أن توفر منفذًا آمنًا للتعبير عن مشاعرك وأفكارك بدلاً من التفكير الزائد في الذات. 

من خلال التفريغ الإبداعي، يمكن أن تشعر بتحسن في المزاج وانخفاض ملحوظ للتوتر النفسي.

الحصول على مساعدة من الطبيب النفسي للتخلص من التحدث المفرط مع النفس

عندما تؤثر هذه الحالة سلبًا على حياتك اليومية وصحتك النفسية، فقد تكون هناك حاجة إلى طلب المساعدة الاحترافية من متخصصين في الصحة النفسية. 

حيث أن الطبيب النفسي  يقدم الدعم والمساعدة اللازمة للتغلب على هذه الصعوبة من خلال العلاجات التالية:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يستخدم العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتك في فهم وتغيير الأنماط السلوكية والأفكار  السلبية التي قد تؤدي إلى هذه العادة. 

فمن خلال تحديد الأفكار السلبية وتغييرها إلى أفكار أكثر إيجابية، يمكن أن يساعدك العلاج في تحسين نوعية حياتك والتعامل بفعالية مع التحديات اليومية.

العلاج السلوكي (Behavior Therapy)

يركز العلاج السلوكي على تغيير السلوكيات الضارة وتعزيز السلوكيات الإيجابية، وذلك من خلال ممارسة تقنيات مثل التدريب على التحفيز، والتكيف مع الضغوط، وتطوير استراتيجيات لإدارة التحدث المفرط مع النفس.

العلاج النفسي للتخلص من التحدث المفرط مع النفس

يمكن أن يساعد العلاج النفسي في استكشاف العوامل العاطفية والنفسية التي قد تكون مسببة للتحدث المفرط مع النفس. 

من خلال جلسات العلاج، يمكن للمريض التعرف على القضايا العميقة والعمل على تغيير الأنماط السلوكية والتفكيرية.

العلاج الدوائي

بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لمساعدة المريض على التعامل مع هذه الحالة وتخفيف الأعراض المرتبطة به.


في ختام المقال، يمكن القول أنه يجب أن يكون التحدث مع النفس جزءًا من استراتيجية شاملة للرعاية الذاتية تشمل أيضًا التواصل مع الآخرين وطلب المساعدة عند الحاجة.

في النهاية، يجب أن نتذكر أن كل شخص يختلف في كيفية تجربته للتحدث مع النفس، وينبغي أن يبحث كل فرد عن التوازن الصحي بين الذات والتواصل الاجتماعي لضمان الرفاهية النفسية والعاطفية.

المصادر:

  1. Pedersen, T. (2023, October 17). Is it natural to talk to yourself? Psych Central. https://psychcentral.com/health/talking-to-yourself-a-sign-of-sanity
  2. Possing, S. (2023, December 19). How to Stop Talking to Yourself: 11 Steps (with Pictures). wikiHow. https://www.wikihow.com/Stop-Talking-to-Yourself
  3. Richards, L. (2022, March 18). What is positive self-talk? https://www.medicalnewstoday.com/articles/positive-self-talk
  4. MSEd, K. C. (2023b, September 25). Why do you talk to yourself? Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/why-do-i-talk-to-myself-causes-and-benefits-5202953
إدمان العمل

هل أنا مصاب بـ إدمان العمل؟

إدمان العمل

في عصر يتسم بسرعة الحياة والتكنولوجيا المتقدمة، يعتبر إدمان العمل ظاهرة تصيب الكثيرين.

فهل تجد نفسك دائمًا عالقًا في دوامة من العمل، حتى لو كنت في وقت الراحة؟ هل تشعر أحيانًا بأن الاهتمام بالعمل يسبب لك إحساسًا بالراحة أكثر من الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات الشخصية؟

لذلك إذا كنت تتساءل ما إذا كنت مصابًا بإدمان العمل، سيجيبك الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال ويوضح لك أبرز علامات إدمان العمل وآثاره السلبية على الصحة والعلاقات، وما هي أفضل الطرق للتعامل معه للعثور على التوازن المثالي بين الحياة المهنية والشخصية.

ما المقصود بـ إدمان العمل؟

إدمان العمل هو حالة نفسية تتميز بالهوس والاهتمام المفرط بالعمل والانخراط فيه بشكل متواصل على مدار الساعة دون توقف.

بحيث يصبح العمل هو المحور الرئيسي لحياة الفرد ويأخذ الأولوية على حساب الاهتمام بالصحة الشخصية والعلاقات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية الأخرى. 

يتميز المدمن على العمل بالشعور بالتوتر والقلق عندما يجد نفسه بعيدًا عن بيئة العمل، وقد تظهر عليه أعراض جسدية ونفسية سلبية عندما يتم منعه من العمل.

هل أنا مصاب بـ إدمان العمل؟

 رغم أن الشخص المدمن على العمل قد لا يلاحظ أعراض إدمانه بنفسه، إلا أن هناك علامات يمكن أن تكشف عن وجوده، إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى أنك مصاب بـ إدمان العمل:

التفكير بشكل مستمر بالعمل

يجد الشخص نفسه دائمًا مشغول بالتفكير بالعمل حتى خارج ساعات العمل المعتادة.

بالإضافة إلى الشعور بالقلق أو الإرهاق وعدم القدرة على الاسترخاء عندما يكون بعيدًا عن بيئة العمل.

التضحية بجميع الأنشطة الخارجية بسبب العمل

يجد الشخص نفسه دائمًا مضحي بالأنشطة الاجتماعية أو الشخصية بسبب العمل، حيث أنه يضع العمل دائمًا في المقدمة حتى على حساب قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.

تجنب التعامل مع المشاكل الأخرى

الانشغال الشديد بالعمل يؤدي إلى تجاهل المشاكل الشخصية والأسرية الأخرى مثل العلاقات الاجتماعية والصحية، وهذا بدوره يؤدي إلى تدهور العلاقات.

الهوس بالعمل والنجاح

يمكن للشخص المدمن على العمل أن يكون متحمسًا بشكل مفرط لتحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المهنية، بحيث يمكن أن يضحي بالراحة الشخصية والعلاقات الاجتماعية من أجل العمل. 

بالإضافة إلى أنه يمكن أن يشعر هؤلاء الأشخاص بالإدمان على الشعور بالتحقيق والنجاح، مما يجعلهم يستمرون في العمل بدون توقف، حتى يصبح العمل هو هدفهم الرئيسي في الحياة.

الشعور بالحاجة المستمرة لزيادة الجهد والإنتاجية

يتمثل في الإحساس بضرورة متواصلة لزيادة الجهد والإنتاجية في العمل، حيث يشعر الفرد بأنه يجب عليه العمل بشكل مستمر وبجهد أكبر لتحقيق مزيد من النجاح والتفوق، حتى لو كان ذلك على حساب الراحة الشخصية أو الصحة النفسية.

الخوف الشديد من الفشل في العمل

يعبر عن تجربة شعور متكرر ومفرط بالقلق والتوتر بشأن أداء الفرد في مجال عمله، حيث أنه يخشى بشدة من عدم تحقيق التوقعات المفروضة عليه، ويخشى أن يتعرض للفشل في إنجاز المهام بشكل صحيح أو في مواجهة تحديات العمل. 

التعب المفرط أو الإجهاد النفسي والجسدي

يمكن أن يتسبب هذا الضغط النفسي والبدني الزائد في تدهور الحالة الصحية بشكل عام، ويزيد من مستويات التوتر العصبي، مما يؤدي إلى تدهور الأداء في العمل وقدرة الشخص على التعامل مع المشاكل اليومية بشكل فعال.

وبشكل عام إذا وجدت أنك تجد صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وأن العمل يسيطر على معظم أوقاتك وأفكارك، فقد تكون عرضة لإدمان العمل. 

أسباب تؤدي لـ إدمان العمل

أسباب إدمان العمل قد تكون متعددة ومتنوعة، وتشمل ما يلي:

الضغط الاجتماعي والثقافي المؤدي لـ إدمان العمل

يمكن أن يكون هناك ضغط اجتماعي أو ثقافي يفرض على الأفراد الحاجة إلى العمل المستمر وتحقيق النجاح المهني لتحقيق التقدير والاعتراف في المجتمع.

الرغبة في التقدم المهني

قد يدفع الرغبة في التقدم المهني وتحقيق الأهداف الشخصية في الحياة المهنية بعض الأشخاص إلى العمل بشكل مفرط دون أخذ الراحة الكافية.

الحاجة إلى كسب المزيد من المال

يمكن أن يكون الضغط الاقتصادي والحاجة إلى كسب المزيد من المال وتأمين الراحة المالية دافعًا لزيادة ساعات العمل وتفاني الفرد في العمل.

عدم وجود توازن بين الحياة المهنية والشخصية

قد يتسبب قلة التوازن بين الحياة المهنية والشخصية في الشعور بالضغط والقلق، مما يدفع الأفراد إلى العمل بشكل مفرط لتحقيق النجاح المهني على حساب الحياة الشخصية.

الهروب من المشاكل الشخصية

قد يستخدم بعض الأشخاص العمل المفرط كوسيلة للهروب من المشاكل الشخصية أو العواطف السلبية التي قد يواجهونها في حياتهم اليومية.

القلق الزائد بشأن الأمان الوظيفي

يمكن أن يؤدي القلق الزائد بشأن الأمان الوظيفي وخوف فقدان الوظيفة إلى زيادة الضغط على الأفراد للقيام بمزيد من العمل لإظهار قيمتهم وتأمين مكانتهم في الشركة.

العمل في بيئة تنافسية

قد يؤدي العمل في بيئة تنافسية إلى الشعور بالحاجة الملحة إلى إثبات الذات وتحقيق النجاح المهني، مما يدفع الأفراد إلى العمل بشكل مفرط للفوز في المنافسة.

كيف يؤثر إدمان العمل على الصحة الجسدية والنفسية؟

يؤثر هذا النوع من الإدمان  بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية بعدة طرق، يمكن ذكرهم على النحو التالي:

آثار إدمان العمل على الصحة الجسدية

يتضمن:

  • التعب.
  • الإرهاق المزمن.
  • قلة النوم والإصابة باضطرابات النوم.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

آثار إدمان العمل على الصحة النفسية

تشمل ما يلي:

  • اضطرابات القلق.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • التوتر المستمر.
  • الشعور بالإحباط والإرهاق العاطفي.
  • الانعزال الاجتماعي والعلاقات السلبية.

كيف يتم علاج إدمان العمل؟

علاج هذا الإدمان يتضمن مجموعة من الخطوات والاستراتيجيات التي تهدف إلى التغلب على السلوكيات الضارة وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. 

يقدم د. أحمد دبور بعض الطرق التي يتم بها علاج إدمان العمل:

التوعية والتقييم الذاتي

يتضمن في هذه المرحلة فهم الفرد لطبيعة إدمانه على العمل وتقييم الآثار السلبية التي يسببها هذا الادمان على حياته الشخصية والمهنية.

استشارة الطبيب النفسي لعلاج إدمان العمل

استشارة الطبيب النفسي تشكل جزءًا أساسيًا من عملية علاج إدمان العمل، حيث أن الطبيب يعمل على تقديم الدعم النفسي والتوجيه العاطفي، وهذا يتم من خلال توفير الراحة للفرد للتحدث بحرية عن مشاكله وتحدياته المتعلقة بالعمل والتوجه نحو حلول فعالة.

وبالتالي يستطيع الطبيب فهم أسباب الإدمان والتعرف على السلوكيات الضارة والمواقف التي تؤدي إلى التوتر والقلق، والمساعدة في التغلب على الضغوط النفسية والعواطف السلبية المرتبطة بالعمل. 

العلاج السلوكي المعرفي

أما العلاج السلوكي المعرفي، فيركز على تعلم الفرد تقنيات معينة للتحكم في العواطف السلبية وتخفيف التوتر والقلق المرتبطين بالعمل. 

يمكن أن تشمل هذه التقنيات تمارين الاسترخاء والتأمل وتقنيات التنفس العميق، التي تهدف إلى تحسين الوعي الذاتي وتهدئة الأعصاب.

تطوير استراتيجيات للتحكم بالعمل

يتعلم الفرد كيفية التحكم في ساعات العمل وإدارة الوقت بشكل أكثر فاعلية، بما في ذلك تحديد الأولويات وتنظيم الجدول الزمني وتقليل العمل الزائد.

تغيير نمط الحياة للتخفيف من إدمان العمل

يشمل هذا التغيير تحسين نوعية الحياة الشخصية بتعزيز الانشغال بالأنشطة الترفيهية والاجتماعية وتعزيز العلاقات الشخصية الصحية.

الدعم من العائلة والأصدقاء

يساهم الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع في تقديم الدعم والتشجيع للفرد للتغلب على إدمان العمل وتحقيق التوازن في حياته من خلال تحديد حدود واضحة بين العمل والوقت الشخصي والعائلي.

في ختام المقال، يؤكد دكتور أحمد أن العمل هو جزء مهم من حياتنا، ولكنه ليس محور الحياة، فالتوازن بين العمل والحياة الشخصية أمر حيوي للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية. 

فإذا كنت تشعر بأنك محاصر في دوامة من العمل المفرط وتجد صعوبة في التوازن، فلا تتردد في طلب المساعدة من الطبيب، وتذكر دائمًا أنك تستحق الراحة والاسترخاء بجانب النجاح والتحقيق المهني.

المصادر:

  1. Digital, A. (2023, August 10). What is Work Addiction? Signs & Symptoms. The Recovery Village Drug and Alcohol Rehab. https://www.therecoveryvillage.com/process-addiction/work-addiction/#
  2. Tyler, M. (2017b, December 19). Work addiction. Healthline. https://www.healthline.com/health/addiction/work
  3. Work Addiction – Addictions UK. (2022b, April 11). Addictions UK. https://addictionsuk.com/types-of-addictions/work-addiction/
التوحد

كيف اساعد طفلي المصاب بالتوحد

التوحد

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على سلوكيات الطفل، و كيفية تفاعله مع الآخرين وطريقة تواصله معهم وقدرته على التعلم.

السمات التي تميز الطفل المُصاب بالتوحد تجعل من الضروري على الوالدين تعلّم أساسيات التعامل مع طفلهم وكيفية التواصل معه لمساعدته على تعلم القيام بمهام الحياة قدر الإمكان.

لهذا يُقدم الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي بعض الإرشادات والتعليمات لمساعدة الطفل المُصاب بالتوحد وكيفية التعامل معه.

كيف اساعد طفلي المصاب بـ التوحد

إن كونك أب أو أم لطفل مصاب بـ التوحد قد يجعلك تشعر بالإحباط إذا لم تستطع التعامل أو التواصل معه، ولكن تعلمك المزيد عن هذا الاضطراب يمكن أن يساعدك كثيرًا في تخطي الكثير من العقبات والتحديات للتعامل مع طفلك.

فيما يلي نبين أفضل التعليمات للتعامل مع الطفل المُصاب بالتوحد:

لا تجعل هناك حواجز بينك وبين طفلك

على الرغم من أن اضطراب التوحد ليس له علاج تامّ، إلا أن الطفل المُصاب يُمكن له تنمية مهارات التعلم والتواصل.

ولكن يجب أن تكون حريصًا عندما تتواصل وأن تكون على دراية بالأمور التالية:

  • قد لا يتمكن طفلك من فهم تعبيراتك غير اللفظية مثل الابتسامة أو العبوس.
  • يجب أن تكون حريصًا على قول ما تعنيه بالضبط.
  • قد يكون قادر على التعامل مع فكرة واحدة فقط في كل مرة، لذلك احرص على التحدث معه بشكل أكثر تركيز وبسيط.
  • يرغب عادًة الطفل في التحدث فقط عن الشيء الوحيد الذي يهتم  به حقًا في وقت معين، كما وقد يرغبون في التحدث عن ذلك مرارًا وتكرارًا.
  • يُمكن أن يرى الأشياء بشكل مختلف عما تراه أنت، على سبيل المثال فنحن قد لا نُلاحظ الأصوات والأذواق واللمسات والروائح والمناظر العادية، ولكن هذه قد تكون مؤلمة جسديًّا للطفل.

ابحث عن طرق غير لفظية للتواصل معه

قد يكون التواصل مع طفل مصاب بالتوحد أمرًا صعبًا، لكنك لا تحتاج إلى التحدث معه للتواصل.

يمكنك تعلم كيفية التقاط الإشارات غير اللفظية التي يستخدمها طفلك للتواصل، انتبه إلى أنواع الأصوات التي يصدرونها، وتعبيرات وجوههم، والإيماءات التي يستخدمونها عندما يشعرون بالتعب، أو الجوع، أو يريدون شيئًا ما.

كن متسقًا في طريقة تفاعلك مع طفلك 

يواجه الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد صعوبة في تطبيق ما تعلموه في المدرسة على سبيل المثال في أماكن أخرى مثل المنزل.

على سبيل المثال، قد يستخدم طفلك لغة الإشارة في المدرسة للتواصل، لكنه لا يفكر أبدًا في القيام بذلك في المنزل.

تعلم ما يُقدمه المعالجين للطفل من تقنيات تساعده على التواصل ومارسها في المنزل مع طفلك.

حدد جدول زمني والتزم به

 يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى تحقيق أفضل النتائج عندما يكون لديهم جدول زمني أو روتين منظم للغاية.

لذلك ينصح د أحمد دبور بعمل جدول زمني محدد للطفل، يتضمن أوقاتًا منتظمة للوجبات والعلاج والمدرسة ووقت النوم. 

كافئه على سلوكه الجيد

هل تعلم بأن مكافأة طفلك أو مدحه على سلوكه الجيد يُمكن أن يُساعده على التقدم كثيرًا في مرحلة العلاج.

لذلك شجعه وقم بمدحه عندما يتصرف بشكل مناسب أو يتعلم مهارة جديدة، وكن محددًا للغاية بشأن السلوك الذي يتم الثناء عليه، يُمكنك ذلك من خلال إعطائه ملصقًا أو السماح له باللعب بلعبة مفضلة.

خصص مساحة خاصّة لطفلك في المنزل

خصص مساحة خاصة في منزلك حيث يمكن لطفلك الاسترخاء والشعور بالأمان، على سبيل المثال حدد منطقة معينة بشريط ملون، ولا تنسى أيضًا إبعاد طفلك عن أي مناطق قد تؤذيه خاصًة إذا كان عرضة لنوبات الغضب أو أي سلوكيات أخرى تؤذي نفسه.

اقرأ أيضًا: صفات الشخص المتنمر.

اكتشف الدافع وراء نوبة الغضب

من الطبيعي أن نشعر بالانزعاج عندما يساء فهمنا أو يتم تجاهلنا، ولا يختلف الأمر بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد.

إذ أنهم يعبرون عن إحباطهم ويطلبون جذب الانتباه من خلال نوبات الغضب.

حاول تقليل القلق الذي يُصيب طفلك

يُعاني الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد بالقلق، وذلك قد يحدث نتيجة عدم قدرتهم على فهم الأشياء التي تجري من حولهم، والشعور بسوء الفهم أو عدم القبول من قبل الأشخاص الآخرين.

كما هناك بعض المواقف التي تسبب له القلق مثل:

  • تغيير في الروتين: قد يكون من المفيد إعداد طفلك لأي تغيير، مثل تغيير الفصل في المدرسة.
  • مكان صاخب أو ذو ألوان زاهية: قد يكون من المفيد اصطحاب طفلك إلى مكان أكثر هدوءًا، مثل غرفة أخرى.

إذا كان طفلك يشعر بالقلق في كثير من الأحيان، فلا تتردد باستشارة الطبيب فقد يكون العلاج الفعّال هو العلاج النفسي والذي يتضمن  العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

احتفظ بمذكرات طعام

قد يواجه معظم المُصابون بالتوحد من صعوبات الأكل، وذلك يتضمن ما يلي:

  • يريدون فقط تناول الأطعمة ذات اللون أو الملمس المحدد.
  • لا يأكل ما يكفي من الطعام أو يأكل أكثر من اللازم.
  • مواجهة مشاكل في السعال أو الاختناق أثناء تناول الطعام.
  • شعورهم بالشبع حتى لو لم يتناولوا الكثير من الطعام.

نتيجة لما سبق قد يكون من المفيد الاحتفاظ بمذكرات طعام، بما في ذلك ماذا وأين ومتى يأكل الطفل، إذ يمكن أن يساعدك هذا في ملاحظة أي مشكلات شائعة يواجهها طفلك.

كما يُمكنك استشارة الطبيب حول أي مشاكل يواجهها طفلك في تناول الطعام.

تخلص من مشاكل النوم التي يعاني منها

يجد العديد من الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في النوم، أو قد يستيقظون عدة مرات أثناء الليل.

قد يكون هذا بسبب:

  • شعوره بالقلق
  • الحساسية للضوء الصادر من الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.
  • مشاكل هرمون النوم الذي يُسمى  الميلاتونين.
  • مشاكل مثل فرط النشاط أو حالة صحية تؤثر على النوم.

وفي هذه الحالة يمكنك مساعدة طفلك عن طريق الآتي:

اتباع نفس روتين وقت النوم كل ليلة.

التأكد من أن غرفة نومه مظلمة وهادئة.

علاج المشاكل التي تؤثر على جودة النوم لدى طفلك مثل: حساسية الطعام أو مشكلة التنفس.

إذا لم تساعده هذه النصائح، فيُمكنك استشارة الطبيب حول تحديد خطة نوم لمساعدة طفلك على تحسين نمط النوم. لديه

اصطحبه للطبيب لإجراء الفحوصات

من المهم أن يقوم طفلك بإجراء فحوصات منتظمة مثل زيارة:

  • طبيب أسنان.
  • اخصائي العيون.

المراجع:

  1. Smith, M., MA. (2024, February 5). Helping Your Child with Autism Thrive. HelpGuide.org. https://www.helpguide.org/articles/autism-learning-disabilities/helping-your-child-with-autism-thrive.htm
  2. Interacting with a Child Who Has Autism Spectrum Disorder –  Health Encyclopedia – University of Rochester Medical Center. (n.d.). https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?contenttypeid=160&contentid=46
  3. Website, N. (2023, March 8). How to help your autistic child with day-to-day life. nhs.uk. https://www.nhs.uk/conditions/autism/autism-and-everyday-life/help-for-day-to-day-life/
الشخص المتنمر

صفات الشخص المتنمر 

الشخص المتنمر

في عالم يتسم بتعدد الثقافات والتنوع الاجتماعي، يظل الشخص المتنمر والاعتداء من أكثر المشكلات التي تواجه المجتمعات اليوم، ويمكن تعريف المتنمر بأنه شخص يتخذ من التنمر وسيلة للسيطرة والتحكم في الآخرين.

ويتميز المتنمر بمجموعة من الصفات التي تميزه عن الآخرين، وتجعل من التعامل معه تحديًا صعبًا. هذه الصفات ليست فقط مزاجية أو سلوكية، بل هي جزء من نمط سلوكي يتسم بالعدوانية والاستغلال والانفعالية المفرطة. 

في هذا المقال: يستعرض الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي بعض صفات الشخص المتنمر، مع التركيز على أسباب هذا السلوك وأثره على الضحايا والمجتمعات على حد سواء.

صفات الشخص المتنمر

صفات الشخص المتنمر تتنوع وقد تظهر بشكل مختلف باختلاف الأشخاص، ولكن في العادة، يمكن تمييز بعض الصفات الشائعة التي قد تتواجد لدى المتنمرين:

  • العدوانية: الميل إلى استخدام العنف اللفظي أو الجسدي كوسيلة للسيطرة على الآخرين.
  • الاستغلال: استغلال القوة أو النفوذ لتحقيق أهدافهم على حساب الضحايا.
  • نقص التعاطف: قد يظهر عدم القدرة على فهم أو التعاطف مع مشاعر الآخرين.
  • الاستهتار بالحقوق الأخرى: عدم احترام حقوق الآخرين واحتياجاتهم.
  • الانفعالية المفرطة: ردود فعل غير متوازنة أو مفرطة على المواقف والأحداث اليومية.
  • التلاعب والخداع: استخدام الأكاذيب والتلاعب لتحقيق أهدافهم.
  • الغموض: عدم الوضوح في التواصل والتفاوض، مما يجعل الآخرين يشعرون بالحيرة أو الإحباط.
  • الغرور والتكبر: الشعور بأنهم أفضل من الآخرين وأنهم يستحقون المعاملة الخاصة.
  • الانعزال والعزلة: قد يكون للمتنمر رغبة في العمل والعيش بشكل مستقل، دون الحاجة إلى الآخرين.
  • الثقة المفرطة بالنفس: الاعتقاد بأنهم لا يمكنهم الخطأ وأنهم يعرفون دائمًا الحقيقة.
  • الحسد والغيرة: الشعور بالغيرة من النجاحات والتقدمات التي يحققها الآخرون.
  • عدم قبول النقد: صعوبة التعامل مع النقد والرفض السماح للآخرين بالتعبير عن رأيهم.
  • السلبية المستمرة: الاتجاه نحو النظر إلى الجانب السلبي من الأمور والتركيز عليها.
  • الخوف من فقدان السيطرة: القلق من فقدان السيطرة على الوضع أو على الآخرين، مما يدفعهم لاتخاذ قرارات قاسية أو تسلطية.
  • عدم التسامح: صعوبة العفو عن الأخطاء والتقصير، والحفاظ على الشعور بالانتقام.

هذه الصفات ليست دائمًا واضحة وقد تظهر بشكل مختلط، وقد يكون الشخص المتنمر يظهر صفات إيجابية في بعض الأحيان، ولكن عندما تتكرر هذه السلوكيات وتسبب ضررًا للآخرين بشكل مستمر، فإن ذلك يشير إلى وجود نمط سلوكي متنمر.

الشخص المتنمر: ما الأسباب وراء سلوكه؟

التنمر هو سلوك عنيف وغير مقبول يمكن أن ينشأ من عدة أسباب وعوامل تؤدي لظهور الشخص المتنمر، وتشمل:

مشاكل في التربية

الأطفال الذين يكبرون في بيئة عنيفة أو يتعرضون للتنمر من قبل الأهل أو الرعاة قد يتبنون هذا السلوك.

نقص الثقة بالنفس

الأشخاص الذين يشعرون بعدم الثقة بأنفسهم قد يحاولون رفع مستوى ثقتهم بنقل السلطة على الآخرين.

البحث عن الانتماء

قد يلجأ البعض إلى التنمر للانضمام إلى مجموعة معينة أو للحصول على اعتراف وتقدير من قبل الآخرين.

الضغوط النفسية

تجارب معينة مثل التعرض للضغوط العاطفية أو الاجتماعية قد تؤدي إلى سلوك التنمر كوسيلة للتعامل مع هذه الضغوط.

الثقافة المؤيدة للتنمر

في بعض الثقافات أو المجتمعات، قد يكون التنمر مقبولًا أو يعتبر وسيلة للتحكم أو السيطرة على الآخرين.

التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام

قد يؤدي تقديم العنف والتنمر في وسائل الإعلام إلى تقبل هذا النوع من السلوكيات.

تعرض الشخص المتنمر للتنمر مسبقًا

الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر بشكل مستمر قد يصبحون متنمرين للآخرين كوسيلة للتعامل مع تجاربهم السلبية.

تأثير الشخص المتنمر على الآخرين

التنمر له آثار نفسية وعاطفية واجتماعية خطيرة على الأفراد الذين يتعرضون له، إليك بعض الآثار التي يمكن أن يسببها للآخرين:

التأثير النفسي

يمكن للتنمر أن يقلل من ثقة الشخص بنفسه ويجعله يشك في قيمته وقدراته، بالإضافة إلى أن التعرض المستمر للتنمر يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الحزن واليأس والاكتئاب.

التأثير العاطفي

قد يشعر الأفراد الذين يتعرضون للتنمر بالعزلة والانفصال عن المجتمع، بالإضافة إلى مشاعر الإحباط والغضب والرغبة في الانتقام.

التأثير الاجتماعي

يؤدي التنمر تدهور العلاقات الاجتماعية والانعزال عن الأصدقاء والعائلة، وليس هذا فحسب بل قد يؤدي إلى تقليل الإنتاجية وعدم التركيز في العمل أو الدراسة ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكبر.

التأثير الصحي

من الممكن أن يعاني الشخص المتنمر من مشاكل في النوم أو الأرق، وقد يسبب مشاكل صحية أخرى، مثل: الصداع والقلق والأمراض المرتبطة بالضغط النفسي.

كيف يمكن مواجهة الشخص المتنمر؟

مواجهة الشخص المتنمر تتطلب تعاملًا حذرًا وفعالًا للحفاظ على الأمان والصحة النفسية للجميع، بما في ذلك الشخص المتنمر نفسه. 

يقدم د. أحمد بعض الطرق التي يمكن من خلالها مواجهة المتنمر:

التواصل الفعال

وذلك من خلال التحدث بصراحة وبوضوح مع الشخص المتنمر حول سلوكه وتأثيره على الآخرين، واستخدام لغة قوية وتوجيه الانتقادات بشكل بناء.

وضع حدود واضحة

تحديد الحدود المقبولة والغير مقبولة عند التفاعل مع الآخرين، والتمسك بالقواعد والسياسات التي تحدد السلوك المقبول في المجتمع أو مكان العمل.

تقديم الدعم للضحايا

تقديم الدعم للأشخاص الذين تعرضوا للتنمر لمساعدتهم على التعامل مع التأثيرات النفسية للتنمر، وتوفير مجالات آمنة للتعبير عن المشاعر والتجارب.

التقييم والتوجيه لـ الشخص المتنمر

التقييم الدوري لسلوك المتنمر وتوجيهه إلى المساعدة النفسية إذا كان ذلك ضروريًا، والتحقق من الالتزام بالإجراءات والسياسات المتبعة للتعامل مع التنمر.

التعاون مع الآخرين

التعاون مع الزملاء والمشرفين للتعامل مع الشخص المتنمر بشكل جماعي، والعمل على تعزيز الثقافة التنظيمية التي تقدر الاحترام والتعاون.

التقييم النفسي

إرشاد الشخص المتنمر للخضوع لتقييم نفسي لفهم دوافعه وأسباب تصرفاته، والبحث عن العوامل النفسية أو العقلية التي قد تكون وراء سلوكيات التنمر.

اقرأ أيضًا: ما هي أنواع الفوبيا؟

كيف يمكن مساعدة الشخص المتنمر للتخلص من هذه الصفة؟

مساعدة الشخص المتنمر للتخلص من هذه السلوكيات تتطلب مجموعة من الخطوات والدعم النفسي والتربوي. 

إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها المساعدة:

توعية وتعليم الشخص المتنمر

التوعية بأضرار التنمر على الذين يتعرضون له، وتوفير معلومات وافية عن أسباب وآثار التنمر وكيفية تأثيره على الضحايا والمجتمع.

التدريب والمهارات الاجتماعية

توفير برامج تدريبية لتطوير مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات، وتعزيز القيم الإيجابية والسلوكيات المعتدلة من خلال التدريب والتوجيه.

الدعم العائلي والاجتماعي

العمل مع العائلة لتوفير الدعم والتوجيه للمتنمر، وتوفير مجموعات دعم اجتماعي للمتنمر لمشاركة التجارب والتعلم من الآخرين.

العلاج النفسي

العلاج النفسي للتنمر يُعدّ وسيلة فعّالة لمعالجة هذه المشكلة، حيث أنه يهدف إلى توجيه الشخص المتنمر لمساعدته في فهم وتحليل الأسباب وراء سلوكه المتنمر.    

ومن أبرز أنواع العلاجات النفسية المستخدمة ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي

يركز على تحدي وتغيير الأفكار والمعتقدات السلبية التي يحتفظ بها الشخص المتنمر، من خلال التركيز على تغيير الأنماط السلبية للتفكير، وتوجيه الشخص نحو تطوير سلوكيات إيجابية تعزز من التواصل السلمي والاحترام المتبادل.

التدريب على مهارات التواصل مع الشخص المتنمر

يُركز على تعزيز مهارات التواصل الإيجابي والفعّال، والتي تساعد الشخص المتنمر على التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل أكثر صحة واحترامًا.

التدريب على التعامل مع الغضب والاحتقان

يُركز على تعزيز الوعي الذاتي للمتنمر وتقديم استراتيجيات للتعامل مع الغضب والاحتقان بشكل إيجابي.

وتذكر أن العلاج النفسي يتطلب التزامًا من الشخص المتنمر بالتغيير والتطوير الذاتي، من خلال التوعية والتدريب والممارسة اليومية لتقنيات التفكير الإيجابي، يمكن للشخص المتنمر تحسين نوعية حياته وعلاقاته مع الآخرين والتخلص من صفة التنمر.

في النهاية، يؤكد دكتور معن أن التغيير والتطور الشخصي أمرًا ممكنًا لأي شخص، بما في ذلك الشخص المتنمر، بتوجيه الجهود نحو فهم أسباب التنمر والعمل على تغيير الأنماط السلبية للتفكير والسلوك، يمكن للشخص المتنمر أن يحقق التحول الإيجابي في حياته وعلاقاته. 

ومن خلال العمل على بناء الثقة بالنفس وتعزيز مهارات التواصل والتعاون، يمكن للمتنمر 

أن يصبح عضوًا فعّالًا وإيجابيًا في المجتمع، مساهمًا في خلق بيئة صحية ومشجعة للجميع.

المصادر:

  1. Lcsw, A. M. (2020, February 13). Common characteristics of a bully. Verywell Family. https://www.verywellfamily.com/characteristics-of-a-bully-2609264
  2. Allround. (2021, October 3). Common characteristics of a bully – Types of bully & risk factors for bullying. Allround Blog. https://allroundclub.com/blog/identify-bullying-characteristics/
  3. Rudolph, K. (2023, July 29). 3 Psychological reasons Even good people become bullies. YourTango. https://www.yourtango.com/experts/kellyrudolph/what-personality-traits-cause-good-people-become-bullies-engage-bullying-behavior
  4. Ardor, J. (2023, October 24). 10 Defining characteristics of a bully. Ardor Blog. https://www.ardorblog.com/characteristics-of-a-bully/
  5. https://humanrights.gov.au/our-work/commission-general/what-bullying-violence-harassment-and-bullying-fact-sheet
اكتئاب ما بعد الولادة

نصائح للتخلص من اكتئاب بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

مرحلة ما بعد الحمل أي عند الولادة يُمكن أن تحفز مشاعر قوية وعديدة قد تتراوح ما بين من الشعور بالحماس والفرح إلى الخوف والقلق، وحتى الاكتئاب. إذ تُسمى هذه الحالة بـ اكتئاب ما بعد الولادة.

يقدم الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسى بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في التغلب 

نصائح للتخلص من اكتئاب بعد الولادة

تصاب معظم الأمهات الحديثات بتقلبات مزاجية ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم، وعادًة ما تبدأ هذه الأعراض خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين.

إذا تُركت هذه الحالة دون علاج قد تُسبب بعض العواقب الوخيمة لذلك هناك بعض النصائح التي يوصي بها د أحمد دبور قد تُساعد على التخفيف من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة والتخلص منها:

اعتنِ بنفسك

أن تعتني بنفسك يعتبر من أفضل الطرق لتخفيف أو منع اكتئاب ما بعد الولادة. يمكن لخيارات نمط الحياة البسيطة أن تحسن صحتك ومزاجك وتساعدك على الشعور بنفسك مرة أخرى.

وتشمل هذه الخيارات ما يلي:

  • خذي قيلولة عندما ينام طفلك، فقلة النوم التي قد تُصاحب الفترة التي تعتني بها بطفلك قد تزيد من حدة الاكتئاب لذلك عندما ينام طفلك خذي قسطًا كافٍ من الراحة.
  • اخرجي بالهواء الطلق وعرّضي نفسك لأشعة الشمس، فذلك سيحسن مزاجك بشكل كبير.
  • دللِ نفسك بأخذ حمام دافئ أو مشاهدة برامجك المفضلة.
  • مارسي التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي لمدة 10-20 دقيقة، فقد أثبتت الدراسات أن النشاط البدني قد يساعد في مكافحة اكتئاب ما بعد الولادة وكذلك تخفيف الأعراض.

قومي ببناء رابط عاطفي مع طفلك

الترابط العاطفي هو الشعور بالأمان والارتباط الذي يتشكل بين الوالدين والأطفال، وعادًة ما يتيح الترابط الناجح للطفل أن يشعر بالأمان الكافي للتطور بشكل كامل.

إن تعلم كيفية الارتباط بطفلك يفيدك أنت وهو، حيثُ يؤدي الاتصال الوثيق مع الطفل الرضيع (مثل احتضان الطفل وإعطائه الحنان) إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، أو “هرمون الحب”.

وزيادة هرمون الأوكسيتوسين سيجعلك تشعرين بالسعادة، والمزيد من الاهتمام، والحساسية لمشاعر الآخرين، كما أنها تمكنك من التعرف على مشاعر طفلك بسهولة أكبر.

حافظي على نظام غذائي صحي

على الرغم من أن الأكل الصحي وحده لن يعالج اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن التعود على تناول الأطعمة المغذية يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن ويمنح جسمك العناصر الغذائية التي يحتاجها. 

ركزي على الأسماك والمأكولات البحرية الغنية بأحماض الأوميغا 3 مثل: السلمون، والمحار، والسلطعون.

اطلبي المساندة من زوجكِ

إذ ينبغي على زوجك أن يتفهم تلك المرحلة العصيبة التى تمرين بها، لذلك عليه أن يدعمكِ نفسيًّا ومساعدتك فى بعض المهام مثل المهام المنزلية، والاهتمام والرعاية بالطفل حتى تستطيعين أخذ قسط من الراحة.

متى ينبغي مراجعة الطبيب؟

ينبغي عليكِ مراجعة الطبيب النفسي إذا لم تتلاشى الأعراض بعد بضعة أسابيع أو إذا ازدادت سوءًا بمرور الوقت.

وذلك يُعد من الأمور الضرورية لتفادي حدوث مضاعفات.

العلاج الطبي

 قد يقترح الطبيب تجربة الدواء أو العلاج النفسي أو كليهما معًا.

العلاج النفسي لـ اكتئاب ما بعد الولادة

يُمكن أن يُساعد العلاج النفسي أو ما يُعرف بالعلاج بالكلام، ومن أهم العلاجات المستخدمة هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT).

حيثُ يركز هذا العلاج على تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبي والغير منطقي والذي يمكن أن يؤثر على المزاج والسلوك.

إلى جانب تحديد المخاوف والمشاعر، وتعليم المرأة كيف يمكنها التحكم فيها، وكيف تستجيب لهذه المشاعر والمواقف بشكل إيجابي.

العلاج الدوائي لـ اكتئاب ما بعد الولادة

قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب إذا كانت أعراض الاكتئاب شديدة أو إذا لم تنجح العلاجات الأخرى في تحسين الأعراض.

عادًة ما يتم وصف مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل سيتالوبرام (Citalopram)

أو قد يتم وصف مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين حيثُ قد تُساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب في الفترة المحيطة بالولادة لأنها تؤثر على النواقل العصبية في الدماغ وبالتالي تنُظم الحالة المزاجية.

كم تستمر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟

قد تستمر الأعراض لمدة 6 أسابيع تقريبًا بعد الولادة، ولكن عملية التعافي الجسدي يمكن أن تختلف من امرأة إلى أخرى.

يُمكن أن تشعر بعض النساء بالتحسن في غضون أسابيع قليلة، بينما قد تستغرق بعضهن عدة أشهر. 

قد يستغرق التكيف العاطفي مع المشاعر وتغييرات نمط الحياة التي تصاحب كونك أم جديدة وقتًا أطول.

اقرأ أيضًا: الاضطراب الوهامي.

ما هي أسباب اكتئاب بعد الولادة؟

السبب الدقيق لـ اكتئاب ما بعد الولادة غير معروف إلى الآن، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة.

فالتغيرات الهرمونية التي تُصاحب هذه المرحلة قد تؤدي إلى  ظهور أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. فعادًة ما تنخفض مستويات الهرمونات بسرعة إلى المستويات الطبيعية التي كانت قبل الحمل خلال أول 24 ساعة بعد الولادة.

ويعتقد الباحثون أن هذا التغيير المفاجئ في مستويات الهرمونات قد يؤدي إلى الاكتئاب.

قد تنخفض أيضًا مستويات هرمونات الغدة الدرقية بعد الولادة، وذلك قد يلعب دورًا في ظهور أعراض الاكتئاب.

المراجع:

  1. Postpartum depression – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, November 24). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/postpartum-depression/symptoms-causes/syc-20376617
  2. Nichols, H. (2017, November 7). Life hacks: Dealing with postpartum depression. https://www.medicalnewstoday.com/articles/320005#1.-Build-a-secure-bond-with-your-baby
  3. 10 self-care tips for postpartum depression — Calm Blog. (2024, February 8). Calm Blog. https://www.calm.com/blog/postpartum-depression-self-care
  4. Lmhc, M. H. M. M. (2024, March 7). How to Deal With Postpartum Depression: 9 Tips for Coping. Choosing Therapy. https://www.choosingtherapy.com/how-to-deal-with-postpartum-depression/
  5. Postpartum depression | Office on Women’s Health. (n.d.). https://www.womenshealth.gov/mental-health/mental-health-conditions/postpartum-depression
الخوف من المستقبل

كيف أتخلص من الخوف من المستقبل؟

الخوف من المستقبل

في ظل التحديات والتغيرات المستمرة في الحياة، يمكن أن يصبح الخوف من المستقبل شعورًا سائدًا لدى الكثير من الأشخاص، يترافق هذا الخوف غالبًا مع القلق وعدم اليقين حيال ما قد يحمله الغد. 

ومع ذلك، هناك طرق واستراتيجيات يمكن اتباعها لتجاوز هذا الشعور وتحويله إلى طاقة إيجابية تقودنا نحو تحقيق أحلامنا وأهدافنا بكفاءة وثقة. 

في هذا المقال، يقدم لك الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسى بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في التغلب على خوفك من المستقبل والنظر إليه بعيون متفائلة وواثقة.

ما هو الخوف من المستقبل؟

الخوف من المستقبل هو حالة نفسية تنشأ عندما تغلب المخاوف والقلق على أفكارنا وتؤثر على حياتنا اليومية، فعندما تصبح هذه المخاوف مبالغ فيها ولا تسمح لنا برؤية واقعية لما قد يحدث في المستقبل القريب، نقع تحت سيطرة الخوف من المستقبل.

يمكن أن يظهر الخوف من الأحداث المستقبلية أو المواقف الصعبة في شكل خوف من:

  • التغييرات.
  • قرارات خاطئة.
  • السيناريو الأسوأ.

غالبًا ما يكون الخوف من المستقبل نتيجة لموقفنا السلبي، الذي لا يسمح بالأفكار الإيجابية ويجعلنا نعتقد أن كل شيء يمكن أن يسير على نحو خاطئ. 

هل أنت خائف من الإصابة بمرض خطير قريبًا، على الرغم من أنك تمارس الرياضة بانتظام وتتمتع بصحة جيدة ولياقة بدنية؟ أنت لست وحدك مع هذه المشكلة.

فالخوف من المستقبل ليس شكلاً حديثاً من أشكال القلق، بل ينتمي إلى أنواع القلق التي يشار إليها في علم النفس بالمخاوف غير العقلانية.

أسباب الخوف من المستقبل

يمكن أن يكون للأفكار السلبية حول المستقبل مجموعة واسعة من الأسباب، من أبرزها:

  • انخفاض الثقة بالنفس.
  • الإجهاد المفرط.
  • التعرض للصدمات.
  • الاكتئاب غير المعالج.
  • التغيرات المفاجئة في الحياة، مثل:
    • فقدان الوظيفة.
    • الطلاق.
    • الإفلاس.

ما أعراض الخوف من المستقبل؟

القلق بشأن المستقبل لا يرتبط بعمر معين، يمكن أن يحدث هذا النوع من القلق في وقت مبكر من مرحلة الطفولة أو خلال فترة البلوغ، فالخوف من المستقبل شائع بشكل خاص في مراحل معينة من الحياة يحدث فيها تغييرات معينة.

يمكن أن يظهر القلق بشأن المستقبل من خلال الأعراض الجسدية والنفسية، وقد تشمل ما يلي:

  • التوتر.
  • الدوار.
  • تسارع نبضات القلب.
  • ضيق التنفس.
  • آلام في المعدة.
  • الشد العضلي.
  • حالات الإرهاق.
  • صعوبة في التركيز.
  • الأرق.
  • نوبات الذعر.

علامات الخوف المرضي من المستقبل

يمكنك التعرف على الخوف المرضي من المستقبل من خلال العلامات التالية:

  • التفكير في مخاوفك بشأن المستقبل لأكثر من ثلاثة أرباع اليوم.
  • تعاني من مشاكل في النوم بسبب كثرة التفكير.
  • مخاوفك تمنعك من الاستمتاع بالحاضر.
  • تشعر بالاكتئاب.
  • تجد صعوبة في التركيز.
  • عدم القدرة على السيطرة على عواطفك ومزاجك.
  • فقدان الاهتمام بهواياتك المعتادة.

اقرأ أيضًا: ادمان الأجهزة الالكترونية

كيف أتخلص من الخوف من المستقبل؟

الخوف من المستقبل هو شعور طبيعي يواجه العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم، يمكن أن يكون هذا الخوف مصدرًا للقلق والتوتر نظرًا للعديد من الأمور المجهولة والتحديات التي نواجهها في الحياة، مما يمنعنا من التقدم وتحقيق أهدافنا. 

ولكن من الضروري أن نتعلم كيف نتعامل مع هذا الشعور ونتخذ منه حافزًا للتطور والنمو الشخصي، من خلال تقديم بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك على التغلب على الخوف من المستقبل والعيش بثقة وإيجابية، وهي كما يلي: 

اعترف بمشاعرك

على الرغم من أنك قد تميل إلى أن تقول لنفسك: “لا تقلق”، إلا أن هذه ليست استراتيجية مفيدة عادةً، فبدلًا من إنكار أفكارك، اعترف بها. 

وتقبل أن هذه المخاوف حقيقية دون الحكم عليها أو محاولة تغييرها، فهذا لا يعني أنك تستسلم أو تستسلم لحياة مليئة بالقلق، لكن بدلا من ذلك، فهذا يعني أنك على علم بما تشعر به. 

تذكر أنه في بعض الأحيان، مجرد تصنيف مشاعرك يمكن أن يساعد في تقليل حدة هذه المشاعر والمخاوف.

افهم سبب قلقك بشأن المستقبل

أول خطوة للتغلب على الخوف من المستقبل هي قبول أن الحياة مليئة بالعديد من المفاجآت والتحديات، لا يمكننا التحكم في كل جانب من جوانب حياتنا، ولكن يمكننا التحكم في كيفية استجابتنا لها. 

فالإجهاد هو استجابة طبيعية لعدم اليقين خاصة عندما نكون في موقف جديد أو نواجه ظروفًا مربكة، فمن الطبيعي أن نشعر بالقلق بشأن ما قد يخبئه المستقبل، ومع ذلك في بعض الأحيان تساعدنا هذه المشاعر على توقع ما قد يأتي وقد تحفزنا ولو بشكل بسيط.

ولكن عندما يصبح هذا التوتر مزمنًا، قد نبدأ في رؤية آثار سلبية على صحتنا العقلية والجسدية، وهذا بدوره يؤثر على صحتنا العامة ورفاهيتها.

لا تبالغ في التحليل بشأن المستقبل

إذا استولى القلق المزمن على عقلك، فقد تتشوه مهاراتك في تقييم المخاطر، فقد تجد نفسك مستغرقًا في القلق بشأن الاحتمالات المستقبلية عندما لا يكون هناك أي دليل حقيقي على أن الحدث السلبي سيحدث بالفعل.

على سبيل المثال، ربما تشعر بالقلق المستمر بشأن أدائك في وظيفتك وتخشى أن يتم فصلك من العمل، ولكنك لم تتلق أي إشارة من رئيسك في العمل، أو أي شخص آخر، بأنك لا تؤدي المستوى المطلوب. 

والخلاصة من ذلك: كلما اكتسبت المزيد من الخبرة ولاحظت أن توقعاتك ليست تنبؤات دقيقة للواقع، ستبدأ مشاعر الخوف والقلق لديك في التلاشي تدريجيًا.

عش اللحظة

إحدى طرق التوقف عن القلق بشأن المستقبل هي التركيز أكثر على الحاضر، فالتفكير المستمر في المستقبل وما قد يحمله يمكن أن يزيد من الخوف والقلق والتوتر، لذلك حاول التركيز على اللحظة الحالية والاستمتاع باللحظات الجميلة التي تعيشها الآن.

يمكنك ممارسة اليقظة الذهنية فهي تساعد على التركيز أكثر والاهتمام للحاضر، وبناء وعي ذاتي أكبر بما تشعر به في هذه اللحظة.

يمكنك أيضًا ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، والتنفس العميق حيث أنها تساعد في تقليل التوتر والقلق وزيادة الوعي الذاتي.

اهتم بصحتك

إن الاتصال بين العقل والجسم حقيقي للغاية، بحيث يمكن أن يكون لعافيتك الجسدية تأثير على عافيتك العاطفية، لذلك اهتم بصحتك من خلال:

  • الحصول على النوم الجيد بمعدل 7 – 8 ساعات كل ليلة.
  • اتبع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن.
  • مارس الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم.

الحصول على المساعدة

إذا كان الخوف والقلق المزمن يعيق حياتك اليومية، فقد يكون حان الوقت لطلب المساعدة من الطبيب النفس، فهو قادر على مساعدتك في الوصول إلى أسباب القلق والخوف لديك وتعلم المهارات والتقنيات اللازمة للتعامل معها.

غالبًا ما يوصي الطبيب النفسي بالعلاجات التالية:

العلاج النفسي

والذي يتضمن العلاج السلوكي المعرفي فهو من أكثر الطرق فعالية لعلاج القلق والخوف، يساعد المريض على التعرف على الأفكار والمعتقدات السلبية التي قد تكون وراء الخوف من المستقبل، ثم يتم تعليم المريض كيفية تغيير هذه الأفكار وتطوير نظرة أكثر إيجابية وواقعية للمستقبل.

العلاج السلوكي الحيوي

يركز على تغيير السلوكيات السلبية وتطوير سلوكيات إيجابية تساعد على التغلب على الخوف، يمكن أن يشمل العلاج تقنيات مثل التدريب على الاسترخاء وتقنيات التنفس.

العلاج بالتحفيز المغناطيسي المقاوم

يستخدم هذا النوع من العلاج في بعض الحالات الشديدة من القلق والخوف، حيث أنه يعمل العلاج على تحفيز مناطق معينة من المخ باستخدام مجال مغناطيسي.

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب لمساعدة المريض على التعامل مع الخوف والقلق.

في الختام، يعد الخوف من المستقبل شعورًا طبيعيًا يواجه العديد من الأشخاص، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع هذا الشعور والتغلب عليه، فمن خلال البحث عن المساعدة النفسية المناسبة يمكن للطبيب تعليم الأفراد تطوير مهارات التعامل مع القلق والخوف بشكل فعّال. 

وتذكر أنه يجب التمسك بالأمل والتفاؤل والبحث عن الدعم اللازم للتغلب على هذا الشعور والاستمتاع بحياتك بشكل أفضل.

المصادر:

  1. Lcpc, S. a. M. (2024, February 5). How to stop worrying about the future. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/are-you-worrying-too-much-2584124
  2. Biakolo, K. (2015, January 5). 9 Ways to end your fear of the future. Thought.is. https://thought.is/9-ways-to-end-your-fear-of-the-future/
  3. Ellenandresen. (2023, April 11). Zukunftsangst: So überwindest du deine Angst vor dem Unbekannten. Greator. https://greator.com/en/fear-of-the-future/
  4. Loggins, B. (2022, July 29). Living in fear of the future: What to do. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/living-in-fear-of-the-future-what-to-do-5204385
  5. Raypole, C. (2020, March 17). Meet anticipatory anxiety, the reason you worry about things that haven’t happened yet. Healthline. https://www.healthline.com/health/anticipatory-anxiety#coping-tips
الصحة النفسية

الحديث الإيجابي وتأثيره على الصحة النفسية

الصحة النفسية

في عالم مليء بالتحديات والضغوطات اليومية، أصبح للحديث الإيجابي وقوته التأثيرية دور كبير في تحسين الصحة النفسية والعقلية للأفراد. 

يعد الحديث الإيجابي ليس فقط أداة لتحسين العلاقات الاجتماعية وبناء الثقة بالنفس، ولكنه أيضًا طريقة فعالة لتعزيز الرفاهية العامة ومواجهة التحديات بإيجابية وثقة. 

في هذا المقال، يستعرض الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي أهمية الحديث الإيجابي وتأثيره على الصحة النفسية.

الحديث الإيجابي وتأثيره على الصحة النفسية

الحديث الإيجابي هو الطاقة الحية التي يمكن أن تغير حياتنا وتحسن من نوعية حياتنا اليومية، حيث أن التفكير والتحدث بإيجابية يعتبر أحد أساسيات الصحة النفسية الجيدة والرفاهية العامة. 

فغالبًا ما تجد الشخص يوجه جمل تشجيعية وتحفيزية، مثل: “أنا سعيد حقًا لنفسي”، أو “أنا بخير” وغيرها من الأمثلة على الحديث الإيجابي الذي يوضح مدى شعور الشخص بالرضا عن نفسه.

إليك نظرة عن كثب على تأثير الحديث الإيجابي على الصحة النفسية:

تعزيز العقلية الإيجابية

إن الحديث بإيجابية يمكن أن يحسن من التفكير ويوجه العقل نحو الأفكار الإيجابية والبناءة، وهذا يساعد في تقليل القلق والتوتر وزيادة الشعور بالتفاؤل والأمل.

تحسين العلاقات الاجتماعية

الحديث الإيجابي يعزز من العلاقات الاجتماعية، حيث أنه يساعد في إقامة تواصل أفضل وبناء علاقات أكثر تعاونًا وتقديرًا.

زيادة الثقة بالنفس

عندما نتحدث بإيجابية، نبني صورة إيجابية عن أنفسنا ونزيد من ثقتنا بقدراتنا وقدرتنا على مواجهة التحديات وهذه من أهم التأثيرات الإيجابية على صحتنا النفسية.

تحسين الصحة العقلية

الحديث الإيجابي يساعد في الحد من الاكتئاب والشعور بالوحدة، ويعزز من الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة.

تعزيز القدرة على التكيف

من أبرز فوائد الحديث الإيجابي أنه يساعد الأفراد على التكيف مع التحديات والمواقف الصعبة بشكل أفضل و بإيجابية، وتجعل الشخص يشعر بمزيد من السيطرة على حياته.

تقوية العزيمة والإصرار

الحديث الإيجابي يساعد في تعزيز العزيمة والإصرار لتحقيق الأهداف والتغلب على العقبات.

ما الفوائد الصحية الناتجة عن الحديث الإيجابي؟

من المعروف أن الحديث الإيجابي يعزز من أداء الشخص ورفاهيته العامة، بالإضافة إلى تأثيرها صحيًا على الشخص بفوائد عديدة، مثل:

  • زيادة الحيوية.
  • تحسين الجهاز المناعي.
  • انخفاض الشعور بالألم.
  • الشعور بالتوتر والضيق بشكل أقل.
  • الحصول على صحة بدنية أفضل.
  • تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الخوف الطبيعي والمرضي

الحديث السلبي وتأثيره على الصحة النفسية

الحديث السلبي يشير إلى سلسلة من الأفكار والتعبيرات السلبية والتوجهات التشاؤمية التي يقوم الفرد بتوجيهها لنفسه دون الحاجة للتواصل مع الآخرين، وغالبًا ما يكون هذا النوع من التفكير مدمرًا للصحة النفسية ويؤثر سلبًا على الحالة النفسية للفرد.

فغالبًا ما تجد الشخص يقول: “لن أتمكن أبدًا من القيام بذلك”، أو “أنا لست جيدًا في هذا”، أو “لقد جربت كل شيء فلا شيء ينجح” جميعها جمل تدل على الحديث السلبي حيث أنه في كثير من الأحيان لا يعكس الواقع.

أما بالنسبة لتأثير الحديث السلبي على الصحة النفسية، فهي تشمل ما يلي:

تدهور الحالة المزاجية 

يمكن أن يؤدي الحديث السلبي إلى تدهور المزاج وزيادة الشعور بالحزن والاكتئاب.

انخفاض الثقة بالنفس

يقلل الحديث السلبي من الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التغلب على التحديات وتحقيق النجاح.

زيادة المخاوف والقلق

يزيد الحديث السلبي من المخاوف والقلق ويؤدي إلى تكبد الفرد للضغوط النفسية.

انخفاض القدرة الإنتاجية والتحفيز

يقلل الحديث السلبي من الإنتاجية والتحفيز، حيث أن الفرد يبدأ بالتقليل من جهوده ويشعر باليأس والإحباط.

العزلة الاجتماعية

قد يؤدي الحديث السلبي إلى الشعور بالعزلة والانعزال عن الآخرين، حيث أن الفرد يميل ليصبح أقل اجتماعية وأكثر انغماسًا في ذاته.

وبهذا نستنتج، أن الحديث السلبي يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة النفسية، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الجودة العامة للحياة والعلاقات الاجتماعية، فمن الضروري التعرف على هذا النوع من التفكير ومحاولة تحويله إلى حديث إيجابي لتحسين الحالة النفسية والعامة للفرد.

كيف يمكن استبدال الحديث السلبي بالحديث الإيجابي؟

إن ملاحظة الحديث السلبي عن النفس وتغييره قبل أن يترسخ يمكن أن يساعد بعض الأشخاص على التفكير بشكل أكثر إيجابية وتغيير سلوكياتهم، فالخطوة الأولى دائمًا لجعل الحديث أكثر إيجابية هو تحديد التفكير السلبي.

ويجدر التنويه أن استبدال الحديث السلبي بالحديث الإيجابي يتطلب ممارسة وتمرين مستمر، ولكن يمكن تحقيقه من خلال التركيز والتمركز والتوجيه نحو التفكير البناء. 

فيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها استبدال الحديث السلبي بالحديث الإيجابي:

اسمع وتعلم

والمقصود بذلك قم بالتعرف على الحديث السلبي من خلال تحديد وتسجيل الأفكار والعبارات السلبية التي تتبادر إلى ذهنك، وقم بتقييم نفسك هل أنت داعم لنفسك؟ هل أنت منتقد أم سلبي؟

هذه الطريقة تساعدك بمرور الوقت في القدرة على التحكم بالأفكار والأحاديث السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.

فكر بالأمر جيدًا

قم بتحليل الأفكار السلبية وتحدي صحتها ودقتها، واسأل نفسك هل هذه الأفكار تعكس الواقع بدقة؟ هل تبالغ في ردة فعلك تجاه أمرٍ ما؟ هل تشير إلى نفسك بمصطلحات مثل: سمين، غبي، يائس؟

بعد أن تحلل هذه الأفكار قم باستبدالها بجمل أكثر إيجابية وتشجيعية.

أعد صياغة الحديث

قم بإعادة صياغة الحديث السلبي إلى حديث إيجابي وتعلم أسلوب جديد للحديث مع النفس، مثلاً: من “لا أستطيع القيام بذلك” إلى “سأحاول قدر الإمكان تحقيق هذا”.

واستمر بالنظر من فترة إلى أخرى إلى الأفكار الموجودة لديك وأعد صياغتها بطريقة أكثر لطفًا وإيجابية.

استخدم الأسئلة التوجيهية وكرر الأفكار الإيجابية

عند مواجهة أي أفكار سلبية، قم بطرح الأسئلة التوجيهية مثل “هل هذا الفعل صحيح؟” أو “ما هي النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحدث؟”.

ليس هذا فحسب بل قم بتكرار الأفكار والتوجيهات الإيجابية لنفسك بانتظام، واستخدم التكرار كأداة لتعزيز الإيجابية في تفكيرك.

حفز نفسك

ابحث عن مصادر التحفيز والإلهام، سواء من خلال القراءة، أو من خلال مشاهدة فيديوهات ملهمة، أو الانخراط في نشاطات تحفيزية.

بالإضافة إلى أن ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل تساعدك على تهدئة عقلك وجسمك، وتعزيز الوعي بذاتك والتركيز على الحاضر.

احصل على الدعم

قم بمشاركة أفكارك وتحدياتك مع المختص النفسي، والأصدقاء، والعائلة حيث أنك قد تحصل على الدعم والمشورة الجيدة لحالتك.

وبشكل عام ينصحك الدكتور أحمد دبور بتجنب الانغماس في الأفكار السلبية والالتزام بالتفكير الإيجابي، حتى تصبح هذه العادة الجديدة جزءًا من نمط حياتك.

متى يجب زيارة الطبيب النفسي فورًا؟

إذا كان الحديث السلبي يؤثر على الصحة العقلية للشخص فيجب الذهاب إلى الطبيب فورًا، حيث أن الحديث السلبي والأفكار المتكررة قد تكون علامات على حالة كامنة، مثل: القلق، أو الاكتئاب، أو الوسواس القهري.

الطبيب النفسي يمكن أن يقدم الدعم والإرشاد المهني للأفراد الذين يعانون من الحديث السلبي، إليك كيف يمكن للطبيب النفسي أن يساعد في التخلص من الحديث السلبي:

التقييم النفسي

الطبيب النفسي يقوم بتقييم الحالة النفسية للفرد لفهم أسباب ومسببات الحديث السلبي وتأثيره على الحالة النفسية.

التوجيه الإرشادي

يقدم الطبيب النفسي نصائح وتوجيهات محددة لمساعدة الفرد في تحديد وتغيير الأنماط السلبية للتفكير.

تعليم المريض تقنيات التفكير الإيجابي

يمكن للطبيب النفسي تعليم المريض التقنيات والاستراتيجيات التي تعزز الحديث الإيجابي وتقوية الثقة بالنفس.

كما أنه يساعد الفرد في زيادة الوعي الذاتي وفهم تأثير الحديث السلبي على الصحة النفسية والتفاعلات اليومية.

إجراء التمارين العقلية

يستخدم الطبيب النفسي التمارين والنشاطات التفاعلية لمساعدة الفرد على التعرف على الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية.

العلاج السلوكي المعرفي

يستخدم الطبيب النفسي العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الفرد على تغيير الأنماط السلبية للتفكير والتصرف.

بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والتشجيع للفرد لمواجهة وتحدي الأفكار والمشاعر السلبية بطريقة صحية.

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب النفسي استخدام العلاج الدوائي للمساعدة في إدارة الأعراض النفسية المرتبطة بالحديث السلبي، مثل الاكتئاب أو القلق.

في النهاية لا يقتصر تأثير الحديث الإيجابي على الصحة النفسية فقط، بل يمتد إلى تحسين الصحة العامة وزيادة الرفاهية والتوازن في الحياة، من خلال تغيير نمط التفكير والتواصل بإيجابية، يمكننا جميعًا تحسين نوعية حياتنا وتعزيز السعادة والرضا النفسي.

اقرأ أيضًا: الطفولة وتأثيرها على الصحة النفسية

المصادر:

  1. Holland, K. (2020, June 27). Positive Self-Talk: How talking to yourself is a good thing. Healthline. https://www.healthline.com/health/positive-self-talk#practice-daily
  2. Morris, S. Y. (2016, December 19). What are the benefits of Self-Talk? Healthline. https://www.healthline.com/health/mental-health/self-talk
  3. Newroads. (2022, February 1). How does positive Self-Talk impact mental health? -. New Roads Behavioral Health. https://newroadstreatment.org/how-does-positive-self-talk-impact-mental-health-2/
  4. Richards, L. (2022, March 18). What is positive self-talk? https://www.medicalnewstoday.com/articles/positive-self-talk#seeking-help
  5. Healthdirect Australia. (n.d.-d). Self-talk. What Is It and Why Is It Important? | Healthdirect. https://www.healthdirect.gov.au/self-talk
 اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

 اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

يعد اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال من بين الاضطرابات النفسية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال وأسرهم. 

يعاني العديد من الأطفال من هذا النوع من الاضطرابات، والتي تتميز بتقلبات مزاجية حادة ومفاجئة تؤثر على سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية وأدائهم الأكاديمي.

يقدم لك الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي، في هذا المقال، سنقوم باستكشاف أسباب وعوامل الخطر المحتملة لاضطرابات التقلبات المزاجية التخريبية عند الأطفال، بالإضافة إلى تأثيراتها على حياتهم وحياة أسرهم. 

كما سنناقش كيفية التعرف على هذه الاضطرابات ومعالجتها، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح والاستراتيجيات للتعامل معها بشكل فعال وداعم.

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال عبارة عن حالة نفسية تسبب تهيجًا مزمنًا وشديدًا ونوبات غضب متكررة لدى الأطفال.

في حين أنه من الطبيعي أن يمر بعض الأطفال بفترات من التقلب المزاجي وأن يصبحوا عصبيين في بعض الأحيان، إلا أن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب تكون النوبات  أكثر حدة وتدوم لفترة أطول.

غالبًا ما تكون نوبات الغضب هذه غير متناسبة مع الموقف من حيث الشدة والمدة، وهذه الحالة قد تؤدي لتعطل حياة الطفل اليومية لأنها قد تكون أكثر حدة من المتوقع بالنسبة للأطفال في سنهم.

متى يظهر اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال؟

تبدأ عادةً أعراض أو علامات ظهور اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال قبل سن العاشرة.

وبشكل عام تتراوح أعراض اضطرابات التقلبات المزاجية التخريبية من التقلبات المزاجية السريعة بين الفرح والحزن إلى العدوانية والانفعالات الشديدة. 

وبينما يمكن أن تكون هذه التقلبات جزءًا من تطور الطفل الطبيعي، إلا أنها تصبح مشكلة عندما تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلى حياة أسرهم بشكل عام.

أعراض اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال؟

غالبًا ما يرافق هذا الاضطراب علامات وأعراض، مثل:

  • مزاج عصبي أو غاضب معظم اليوم، كل يوم تقريبًا.
  • نوبات غضب شديدة لفظية أو سلوكية لا تتناسب مع الموقف، وغالبًا ما تحدث هذه النوبات 3 مرات أو أكثر في الأسبوع.
  • نوبات غضب تحدث بانتظام لمدة 12 شهر على الأقل.
  • عدم القدرة على التحكم في الانفعالات الشديدة.
  • مشاكل في الأداء اليومي بسبب التهيج سواءً في المنزل أو المدرسة.

الأسباب

يعد هذا الاضطراب من الحالات الجديدة نسبيًا فلم يعرف إلى الآن أسبابه، على الرغم من وجود بعض عوامل الخطر التي يعتقد أنها تلعب دورًا، مثل:

  • الوراثة.
  • الحالات المزاجية.
  • الحالات العقلية المزمنة.
  • تجارب الطفولة.
  • عدم دعم الوالدين للطفل.
  • الصراعات العائلية.
  • المشاكل التأديبية في المدرسة.

وغالبًا ما يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعًا خلال الطفولة المبكرة ومن المحتمل أن يتزامن مع حالات نفسية أخرى.

التشخيص

يقوم الأخصائي النفسي بتشخيص اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال حسب معايير الحالة الموضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

بالإضافة إلى أن الأخصائي قد يطلب من الوالدين وصف سلوك الطفل في المنزل وفي الأماكن العامة، ومعرفة الأعراض التي تظهر عليه.

ويجدر التنويه مرةً أخرى أنه يجب أن تكون الأعراض موجودة قبل سن 10 سنوات للحصول على التشخيص، لا يمكن أن التشخيص في عمر أقل من 6 سنوات أو أكبر من 18 عامًا.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

طرق علاج اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

غالبًا ما يوصي الأخصائي النفسي بالعلاجات التالية:

العلاج النفسي

ويسمى أيضًا العلاج بالكلام، حيث أن العلاج يهدف إلى مساعدة الشخص على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحية.

وتشمل الأنواع المختلفة من العلاج النفسي التي تساعد في التخفيف من أعراض اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعًا، حيث أن الطبيب يساعد الطفل على اكتشاف أفكاره وعواطفه لفهم كيف تؤثر أفكاره على أفعاله.

بالتالي من خلال العلاج السلوكي المعرفي يمكن للطفل التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتعلم كيفية تبني أنماط وعادات تفكير أكثر صحة.

العلاج السلوكي الجدلي (DBT)

يساعد العلاج السلوكي الجدلي في تعليم الطفل كيفية تنظيم عواطفه وتجنب النوبات الشديدة أو الطويلة.

تدريب الوالدين

قد يوصي الطبيب بدمج علاج الطفل مع تدريب الوالدين، حيث أنه يمكن تعليم الوالدين طرقًا أكثر فعالية للاستجابة للسلوك العصبي، مثل: توقع الأحداث التي قد تؤدي لحدوث نوبة لدى الطفل ومحاولة منعها.

بالإضافة إلى أن التدريب يركز على أهمية التوافق مع الطفل واستخدام التعزيز الإيجابي لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها وتعزيز السلوكيات الصحية.

الأدوية

لا يوجد إلى الآن دواء محدد لعلاج اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال، ولكن قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية للمساعدة على تخفيف الأعراض، مثل:

  • المنشطات، مثل: ميثيلفينيديت (Methylphenidate)  لتقليل التهيج الناتج عن اضطراب تقلبات المزاج التخريبية.
  • مضادات الاكتئاب، مثل: سيتالوبرام (Citalopram) لعلاج مشاكل التهيج والمزاج التي قد يعاني منها الأطفال.
  • مضادات الذهان غير التقليدية، لعلاج الأطفال الذين يعانون من التهيج ونوبات شديدة من الغضب والعدوان.

يجدر التنويه أنه بمرور الوقت مع نمو الأطفال وتطورهم قد يعاني المراهق من أعراض أقل، لكنه قد تبدأ ظهور علامات وأعراض الاكتئاب أو القلق لذلك قد يتغير العلاج بمرور الوقت أيضًا.

اقرأ أيضًا: التعامل مع الأطفال في فترة الحروب

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-f). Disruptive Mood Dysregulation Disorder (DMDD). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24394-disruptive-mood-dysregulation-disorder-dmdd
  2. Disruptive Mood Dysregulation Disorder: The Basics. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/publications/disruptive-mood-dysregulation-disorder
  3. Felton, A. (2022, November 11). What is disruptive mood dysregulation Disorder? WebMD. https://www.webmd.com/children/what-is-disruptive-mood-dysregulation-disorder
  4. Admin. (2023, December 12). Quick guide to Disruptive Mood Dysregulation Disorder. Child Mind Institute. https://childmind.org/guide/disruptive-mood-dysregulation-disorder-a-quick-guide/
  5. MSEd, K. C. (2022, May 6). An overview of Disruptive Mood Dysregulation Disorder (DMDD). Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/disruptive-mood-dysregulation-disorder-4774447