عسر المزاج هو نوع خفيف من الاكتئاب ولكنه يمتد لفترة طويلة، حيث قد تستمر الأعراض عادة لمدة عامين أو أكثر، يُسمى أيضًا اضطراب الاكتئاب المستمر، وتجدر الإشارة إلى أنه قد يُصاب الأشخاص المصابون بهذه الحالة أيضًا بنوبات اكتئاب حاد أحيانًا.
يسبب هذا الاضطراب تأثيرًا سلبيًا على القدرة على العمل والتمتع بالحياة بشكل عام، فعندما يعاني الشخص من عسر المزاج، يفقد اهتمامه بالأنشطة اليومية المعتادة ويشعر باليأس، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيته وتدني تقديره لذاته، كما يسيطر عليه شعور بالعجز والخوف المفرط من انتقاد الآخرين. فما هي الأعراض المصاحبة لعسر المزاج؟ وما هي أسبابه ومضاعفاته؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟
أسباب عسر المزاج
لا يوجد سبب واحد واضح لهذا النوع من الاكتئاب، ولكن يعتقد الأطباء أنه ناتج عن اختلالات كيميائية في الدماغ.
يمكن أن تساهم عدة عوامل في الإصابة بـ عسر المزاج، مثل العوامل البيئية والنفسية والبيولوجية والوراثية، كما يرتبط الإجهاد المستمر والصدمات النفسية بتفاقم هذه الحالة.
على الرغم من أن عسر المزاج قد ينجم عن عوامل وراثية، إلا أنه لم يتم بعد تحديد الجينات المرتبطة به بشكل قاطع.
ما هي أعراض عسر المزاج؟
كما ذكرنا سابقًا فإن عسر المزاج هو حالة أقل شدة ولكنها تدوم لفترة أطول مقارنة بالاكتئاب الحاد، وقد تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكن يمكن أن تشمل ما يلي:
- مزاج مستمر من الحزن أو القلق أو الشعور بـ “الفراغ”
- صعوبة في التركيز أو التفكير أو اتخاذ القرارات.
- انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب الدائم.
- الشعور بالعجز واليأس.
- تغيرات في الوزن أو الشهية، سواء بالإفراط في الطعام أو نقصه.
- اضطرابات في النوم، مثل الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا أو صعوبة النوم، أو النوم أكثر من المعتاد.
- انخفاض تقدير الذات.
قد يهمك: ما هي إيجابيات وسلبيات التحدث مع النفس؟
طرق التشخيص
لتشخيص عسر المزاج، ينبغي أن يكون الشخص قد عانى من مزاج مكتئب لمدة عامين على الأقل (أو عام واحد للأطفال والمراهقين)، مع وجود اثنين على الأقل من الأعراض المذكورة أعلاه. يجب على الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعانون من هذه الحالة استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.
كيف يتم علاج عسر المزاج؟
يشمل العلاج عادةً خيارًا واحدًا أو مزيجًا من العلاجات التالية:
الأدوية
تتوفر مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج الاكتئاب، وعادةً ما تستغرق مضادات الاكتئاب من 4 إلى 6 أسابيع حتى تظهر نتائجها بالكامل.
من الضروري الاستمرار في تناول الأدوية حتى لو لم تلاحظ نتائج فورية، من المهم أيضًا مناقشة الأمر مع الطبيب المختص قبل التوقف عن تناول الأدوية. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تغيير الأدوية أو إضافة أدوية إضافية لتحقيق نتائج أفضل.
العلاج النفسي
غالبًا ما يشمل العلاج النفسي العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي بين الأشخاص (Interpersonal psychotherapy)، حيثُ يركز هذا النوع من العلاج على تغيير التصورات السلبية عن الذات والبيئة المحيطة، كما يساعد في تحسين مهارات التواصل والعلاقات الشخصية. أيضًا، يتضمن علاج التوتر وكيفية التعامل مع الضغوط اليومية.
ملاحظة: نظرًا لأن الاكتئاب المزمن قد يستمر لأكثر من 5 سنوات، فقد يكون من الضروري الحصول على علاج طويل الأمد لضمان التحكم في الأعراض وتحسين الحالة النفسية.
المراجع:
- Dysthymia. (2024, August 20). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/dysthymia#:~:text=Dysthymia%20is%20milder%2C%20yet%20more,concentrate%2C%20think%2C%20or%20make%20decisions
Persistent Depressive Disorder (PDD). (2025, February 7). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9292-persistent-depressive-disorder-pdd