الذكاء العاطفي

كيف يتم تطوير الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وفهمها، وإدارتها وتحليلها بفعالية. يشمل هذا النوع من الذكاء مهارات مثل التعاطف، والوعي الذاتي، والتحكم الذاتي، والمهارات الاجتماعية. يعتبر الذكاء العاطفي جزءًا أساسيًا من النجاح الشخصي والمهني، حيث يساعد الأفراد على بناء علاقات صحية، والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، واتخاذ قرارات مدروسة.

ففي عالم يتزايد فيه التعقيد والتحديات الاجتماعية، أصبح تطوير الذكاء العاطفي أمرًا ضروريًا، ليس فقط للتكيف مع الظروف المحيطة، بل أيضًا لتحقيق توازن داخلي ورفاهية نفسية.

كيف يتم تطوير الذكاء العاطفي؟

تتضمن طرق تطوير الذكاء العاطفي ما يلي:

كن أكثر وعياً بنفسك

يساهم الوعي بمشاعرك واستجاباتك العاطفية تجاه الآخرين في تعزيز ذكائك العاطفي بشكل ملحوظ. فعندما تكون مدركًا لمشاعرك، مثل القلق أو الغضب، يمكنك التعامل معها بشكل أكثر فعالية والتعبير عنها بطريقة تؤدي إلى نتائج إيجابية.

لتحسين وعيك الذاتي، حاول تسجيل اللحظات التي تشعر فيها بمشاعر قوية، ودوّن ملاحظات حول أسباب تلك المشاعر.

التعرف على مشاعر الآخرين

يبدأ الذكاء العاطفي بالتأمل الذاتي، لكن من الضروري أيضًا الانتباه لكيفية إدراك الآخرين لتصرفاتك وتواصلك. فهم كيفية تعديل رسالتك بناءً على ردود أفعال الآخرين هو جزء أساسي من الذكاء العاطفي. إذا كنت غير متأكد من كيفية تأثيرك على الآخرين، لا تتردد في سؤالهم عن شعورهم، مما يعكس اهتمامك برأيهم.

التعاطف مع الآخرين

لتطوير الذكاء العاطفي، من المهم أن تتعلم كيف تضع نفسك في مكان الآخرين. حاول الاستماع بنشاط لوجهات نظرهم وفهم مشاعرهم. يمكنك تحسين مهارات التعاطف من خلال الانخراط في محادثات مفتوحة مع الأصدقاء أو الزملاء وملاحظة ردود أفعالهم.

تحسين مهارات التواصل

تواصل بوضوح وبصورة فعّالة مع الآخرين. استخدم لغة الجسد المناسبة، وحافظ على اتصال العين، واستمع بفاعلية. تساعد مهارات التواصل الجيدة في تعزيز العلاقات وتسهيل التعبير عن المشاعر.

تطوير مهارات إدارة العواطف

تعلم كيفية إدارة مشاعرك بشكل فعّال، خاصة في الأوقات الصعبة. يمكن استخدام تقنيات مثل التنفس العميق أو ممارسة الرياضة للتخفيف من التوتر وتحسين استجاباتك العاطفية.

كما يمكنك التعلم من ردود أفعالك في المواقف المختلفة لتصبح أكثر قدرة على التحكم في عواطفك.

طلب الملاحظات

اطلب ملاحظات من الأصدقاء والعائلة حول سلوكك العاطفي وكيفية تأثيره عليهم. قد تساعدك هذه الملاحظات في التعرف على جوانب تحتاج إلى تحسين وتعزيز. كونك منفتحًا على النقد البناء يمكن أن يعزز من وعيك الذاتي.

التغلب على الفشل

مع اكتساب الذكاء العاطفي، يصبح لدى الفرد القدرة على تجاوز تجارب الفشل والإخفاق.

من خلال التعرف على الأسباب الجوهرية للإخفاق، يمكن للفرد وضع أهداف تتناسب مع إمكانياته المادية والنفسية، مما يسهل عليه التقدم نحو النجاح.

تعلم من التجارب

استفد من تجاربك السابقة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. فكر في كيفية تفاعلك مع المواقف العاطفية المختلفة وما يمكنك تعلمه منها. استخدم هذه الدروس لتوجيه سلوكك في المستقبل.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

التفاوض

تعتبر مهارة التفاوض من المهارات الأساسية التي تعزز الذكاء العاطفي، حيث تمكن الفرد من تفويض المهام التي يمكن للآخرين إنجازها. هذا يمكن الشخص من إدارة أولوياته بشكل أفضل، والتخلص من المهام غير الضرورية التي قد تؤدي إلى ضغط نفسي وتعرقل قدرته على إدارة الأعمال.

السيطرة على الغضب

لا يعني الذكاء العاطفي انعدام الغضب أو التفاعل العاطفي، بل يتعلق بكيفية إدارة هذه المشاعر بطريقة صحيحة. من المهم تعلم كيفية التحكم في الغضب وتجنب الانفعال أو اتخاذ قرارات متسرعة قد يندم الشخص عليها لاحقًا.

القدرة على السيطرة على الاستجابات العاطفية

تشمل مهارة إدارة الذات تطوير قدرات قوية في التواصل، وتنظيم الوقت، وحل المشكلات، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع الضغوطات بشكل فعّال.

الحفاظ على الإيجابية

يدرك الأفراد الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عالٍ أهمية الكلمة الإيجابية، واللفتات اللطيفة. عندما تتمكن من المحافظة على إيجابيتك في الأوقات الصعبة، فإنك تساعد من حولك على البقاء هادئين، مما يعزز من قدرة الفريق على حل المشكلات والعمل معًا.

 ورغم أن المشاعر السلبية قد تكون طبيعية، فمن المفيد تطوير استراتيجيات للحد من تأثيرها والبحث عن الحلول الممكنة.

ممارسة الاستماع النشط

يتواصل الناس عبر الكلمات وأيضًا من خلال الإشارات غير اللفظية، لذا من الضروري الانتباه والاستماع إلى ردود الفعل الإيجابية والسلبية. تخصيص الوقت للاستماع إلى الآخرين يعكس احترامًا يمكن أن يبني علاقات صحية. لإظهار أنك تستمع بفاعلية، يمكنك طرح أسئلة، أو إيماء برأسك، أو إعادة صياغة النقاط المهمة لتوضيح أنك قد فهمت ما يُقال.

المراجع:

  1. How To Improve Emotional Intelligence in 9 Steps. (n.d.). Indeed. https://www.indeed.com/career-advice/career-development/how-to-improve-emotional-intelligence
  2. How to Improve Your Emotional Intelligence – Professional & Executive Development | Harvard DCE. (2024, January 9). Professional & Executive Development | Harvard DCE. https://professional.dce.harvard.edu/blog/how-to-improve-your-emotional-intelligence/
العلاقة السامة

العلاقة السامة والمؤذية وكيفية التغلب عليها

العلاقة السامة

الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يسعى دائمًا لبناء علاقات صحية ومثمرة تعزز من جودة حياته. ومع تقدم مهارات التواصل والتفاعل، تظهر أحيانًا أنواع من العلاقة السامة التي تؤثر سلبًا على نفسيتنا وطاقة حياتنا.

هذه العلاقات، التي قد تكون موجودة في مجالات العمل أو في العلاقات العاطفية أو حتى بين الأصدقاء والأقارب، تستنزف طاقتنا وتترك أثرًا عميقًا في مسار حياتنا.

فكيف نميز بين العلاقات الصحية وتلك العلاقات السامة والمؤذية، وكيف يمكننا استعادة التوازن في حياتنا؟ يجيب على هذا السؤال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي.

العلاقة السامة والمؤذية : ما هي؟

هناك بعض السمات التي قد تدل على العلاقة السامة والمؤذية ومنها:

المشاعر السلبية

إذا كنت تشعر بمشاعر الحزن والغضب والقلق والاستسلام بعد التعامل مع شخص ما، فقد تكون هذه العلاقة سامة. إذ ينبغي أن تمنحك العلاقات الجيدة شعورًا بالراحة والإيجابية.

الانتقادات المستمرة

تعرضك للانتقادات المستمرة أو التقليل من شأنك، يعتبر مؤشرًّا قويًّا على سلبية العلاقة. فالعلاقات الصحية تعتمد على الدعم والتشجيع.

عدم الاحترام

في حال كان الطرف الآخر يتجاهل مشاعرك أو احتياجاتك، أو إذا كان هناك عدم احترام لحدودك، فهذا دليل على وجود مشكلة.

التحكم والسيطرة

إذا كان الشخص يحاول التحكم في حياتك أو قراراتك، فهذا سلوك غير صحي. يجب أن تشعر بالحرية في اتخاذ خياراتك.

الشعور بالذنب

إذا كنت تشعر بالذنب باستمرار أو كأنك يجب أن تتبرر لقراراتك، فهذا مؤشر على علاقة سلبية.

عدم التوازن في العلاقة

إن بذل جهدًا كبيرًا في العلاقة بينما الطرف الآخر لا يساهم بالمثل، فهذا قد يعني أن العلاقة غير متوازنة.

الدراما المستمرة

العلاقة المليئة بالصراعات والخلافات المستمرة، فقد تكون سامة. لأن العلاقات الصحية تعني وجود تفاهم وحوار مفتوح.

العزلة

في حال شعرت بأنك تبتعد عن الأصدقاء أو العائلة بسبب العلاقة، فهذا يعد علامة خطيرة. يجب أن تدعمك علاقاتك، لا أن تعزلك.

الشعور بعدم الأمان

إذا كنت تشعر بالخوف أو القلق من ردود فعل الشخص الآخر، فهذا يعني أن العلاقة غير صحية.

قد يهمك أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

ماذا تفعل عندما تدرك أنك تعيش في العلاقة السامة والمؤذية؟

قد يكون من الصعب تصديق أنك كنت تعيش في علاقة سامة، مع شريك يتلاعب بك ويؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك. وعندما تدرك أن الأمور ليست مجرد مرحلة صعبة، بل تتجاوز ذلك، قد تواجه مشاعر معقدة ومخيفة بشأن البقاء أو المغادرة.

إذا وجدت نفسك في علاقة سامة، إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

كن صادقًا مع نفسك

الخطوة الأولى نحو إنهاء علاقة سامة هي الاعتراف بأنها تؤثر سلبًا على حياتك وأنك تستحق شيئًا أفضل. قد يكون من الصعب مواجهة هذه الحقيقة، خاصةً عندما تكون مشاعرك قوية، ولكن هذا الإدراك يعد ضروريًا لتحقيق رفاهيتك وسعادتك.

فكر في ما يتطلبه الأمر حقًا لتغيير وضعك. هل بذلت ما يكفي من الجهد لتحسين الأمور، أم أنك تعرف بعمق أن الوضع لن يتغير؟

قيّم مستويات سعادتك وثقتك بنفسك

قارن حالتك الحالية مع نفسك السابقة. هل تشعر أن ثقتك بنفسك في تحسن أم تدهورت؟

تواصل مع الأصدقاء أو العائلة

ابحث عن الدعم من أشخاص موثوقين يمكنهم الاستماع إليك دون إصدار أحكام. ربما تكون قد سمعت آراءهم من قبل حول كيفية تعاملك، ووجهات نظرهم تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار.

ضع حدودًا واضحة

حدد معايير واضحة للسلوك الذي تتوقعه من الآخرين، وأخبرهم أنك تستحق أن تُعامل باحترام.

إذا كان الوضع يسمح بذلك، قم بإبلاغ الشخص الآخر عن حدودك بوضوح. أبلغه بالسلوكيات التي تعتبر غير مقبولة وما هي العواقب التي ستترتب على استمرارها. وضع الحدود يعد خطوة أساسية لاستعادة استقلاليتك واحترامك لذاتك.

كن لطيفًا مع نفسك

من الطبيعي أن تشعر بالقلق من الوحدة أو تخشى عدم وجود حب آخر. خذ الأمور خطوة بخطوة ولا تظلم نفسك بسبب المشاعر السلبية.

ركز على نفسك

تجنب إلقاء اللوم على شريكك باستمرار، لأن ذلك يمنحه القوة ويقلل من قدرتك على المضي قدمًا. استعد طاقتك واهتم بنفسك.

عبر عن مشاعرك

عندما يكون ذلك آمنًا ومناسبًا، يمكن أن يساعدك التحدث المباشر حول قرارك بإنهاء العلاقة في إغلاق هذا الفصل. من المهم أن تخطط لهذه المناقشة مسبقًا، وتركز على مشاعرك واحتياجاتك بدلاً من توجيه اللوم للآخر.

أعلن قرارك بوضوح، وكن حازمًا دون الدخول في مفاوضات أو محاولات للإقناع.

المراجع:

  1. Calm Editorial Team. (2024, March 13). 6 signs of a toxic relationship (and how to end them) — Calm Blog. Calm Blog. https://www.calm.com/blog/toxic-relationships
  2. Glidertech. (2024, January 8). What are the warning signs of toxic relationships? Relationships Australia NSW. https://www.relationshipsnsw.org.au/blog/warning-signs-of-toxic-relationships/
الأفكار السلبية

كيفية التغلب على الأفكار السلبية وتحسين الصحة العقلية

الأفكار السلبية

تعد الأفكار السلبية من الأفكار الشائعة التي قد يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية، حيث يمكن أن تنشأ من تجارب سابقة أو ضغوط الحياة. هذه الأفكار، التي قد تتراوح بين التشاؤم والقلق، تؤثر على كيفية تفاعلنا مع المواقف المختلفة وتشكيل مشاعرنا وسلوكياتنا. عندما تسيطر هذه الأفكار على تفكيرنا، قد تؤدي إلى تدني الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية. من المهم التعرف على مصدر هذه الأفكار وكيفية إدارتها، لتحقيق التوازن النفسي والرفاهية.

في هذا المقال، يستعرض الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي كيفية تأثير الأفكار السلبية على حياتنا والطرق الممكنة للتغلب عليها.

تأثير الأفكار السلبية على الصحة النفسية والجسدية

تؤثر الأفكار السلبية بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للإنسان. بالنسبة لتأثيرها على الصحة النفسية قد تؤدي إلى:

  • الشعور بالاكتئاب والقلق، مما يزيد من مستويات التوتر ويضعف الأداء اليومي.
  • التأثير على العلاقات الاجتماعية، حيث قد تجعل الشخص يميل إلى الانسحاب أو العزلة.
  • يمكن أن تؤثر سلبًا على دافع الشخص لتحقيق أهدافه وتطوير ذاته، مما يعيق تحقيق النجاح والسعادة

أما على المستوى الجسدي، يمكن أن تساهم الأفكار السلبية في تفاقم مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

كيفية التغلب على الأفكار السلبية

إليك بعض أفضل الأساليب للتغلب على الأفكار السلبية:

التوقف عن لوم الذات

تحميل النفس مسؤولية أي موقف سلبي هو تصرف غير سليم. من المهم التفكير في أسباب أخرى قد تكون خارج السيطرة.

التفاؤل والتفكير الإيجابي

لا ينبغي افتراض الأسوأ في كل موقف أو علاقة. الرؤية الإيجابية تجلب نتائج إيجابية. 

الاهتمام بالجانب الإيجابي في كل موقف يساعد في تقليل الأفكار السلبية، مما يساهم في تعزيز الإيجابية.

التركيز على إيجاد الحلول

عند مواجهة مشكلة، من الأفضل توجيه تفكيرك نحو الحلول بدلاً من الانشغال بالمشكلة نفسها. هذا يساهم في تعزيز التفكير الإيجابي.

تحدي الأفكار السلبية

عندما تتسلل فكرة سلبية، توقف لتقييم مدى واقعيتها ودقتها. هذا يساعد في التصدي لها.

تجنب المقارنات مع الآخرين

عند مقارنة حياتك بحياة الآخرين، قد تشعر بالسلبية. من الأفضل التركيز على إنجازاتك الشخصية.

عدم تحليل المواقف بشكل مفرط

تحليل المواقف بشكل زائد قد يؤدي إلى تفاقم السلبية. تجاوز المواقف وعدم إعطائها أهمية أكبر من حجمها يساعد على تحسين التفكير.

الامتنان

البحث عن الأشياء الجميلة في الحياة، مهما كانت صغيرة، والتعبير عن الامتنان لها. يمكن أن تكون كتابة هذه الأشياء وسيلة لتعزيز التركيز عليها.

الانخراط مع الأشخاص الإيجابيين

قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين يمنحك دافعًا نحو الإنجاز، بينما قد يزيد الأشخاص السلبيون من مشاعر الإحباط.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

التحدث الإيجابي مع الذات

تعزيز الإيجابية يبدأ من الداخل، لذا من المهم دعم النفس من خلال التفكير الإيجابي.

ممارسة التأمل

تخصيص وقت للتأمل يساعد في إراحة الذهن من الأفكار السلبية والمخاوف المستقبلية. التأمل هو مهارة يمكن أن يتقنها أي شخص برغبة في ممارستها.

التركيز على نقاط القوة

تميل الطبيعة البشرية إلى التركيز على السلبيات، لذلك من المهم التركيز على نقاط القوة الشخصية، بدلًا من الانغماس في الأخطاء والأفكار السلبية، لأن ذلك يعزز الشعور الإيجابي تجاه الذات ومسار الحياة.

زيادة الثقة بالنفس

زيادة الثقة بالنفس تُعد من العوامل الرئيسية التي تعزز التفكير الإيجابي، حيث أن فقدان الثقة يؤدي لفقدان التركيز على الأهداف.

اتباع نظام صحي

فتناول الطعام الصحي. والنوم لساعاتٍ كافية، وممارسة الرياضة، يجعل الشخص يشعر بالراحة والإيجابية تجاه نفسه.

تدوين أي مخاوف تنجم عن الأفكار السلبية

من المفيد تخصيص 5-10 دقائق لتدوين المخاوف التي تنجم عن الأفكار السلبية على الورق. بعد الانتهاء، يمكن تمزيق الورقة ورميها، مما يساعد على التخلص من الأفكار وإخراجها من الذهن.

تغير البيئة

أيضًا، يمكن أن يؤدي تغيير البيئة المحيطة أو مجرد الخروج من الغرفة إلى تحفيز تفكير جديد وإيجابي، مما يدفع الشخص للتركيز على أمور مختلفة.

زيارة أخصائي نفسي

إذا لم تنجح أي من الطرق السابقة وبقيت في دوامة الأفكار السلبية، فننصحك بزيارة أخصائي نفسي والذي قد يُساعدك على تخطي هذه الأفكار والتفكير بأكثر إيجابية.

المراجع:

  1. Dealing with negative thoughts. (n.d.). https://myhealth.alberta.ca/Health/pages/conditions.aspx?hwid=abl0335&lang=en-ca
  2. Cuncic, A., MA. (2024b, June 18). How to stop negative thoughts. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-change-negative-thinking-3024843
التعبير عن المشاعر

ما أهمية التعبير عن المشاعر؟

التعبير عن المشاعر

تساعدنا عملية التعبير عن المشاعر في تخفيف الضغوط النفسية وتعزيز العلاقات، حيث يمكن أن يؤدي كتمان المشاعر إلى الشعور بالوحدة والعزلة، فالمشاعر تعد جزءًا أساسيًا من تجربة الإنسان، فهي تؤثر على تصرفاتنا، وعلاقاتنا، وصحتنا النفسية. 

إن التعبير عن هذه المشاعر ليس مجرد أمر اختياري، بل هو عنصر ضروري لعيش حياة متوازنة وسعيدة، فعندما نتمكن من التعبير عن مشاعرنا بشكل صريح وواضح، نُتيح لأنفسنا الفرصة لفهم ما نشعر به، مما يعزز من وعي الذات ويدعم قدرتنا على التواصل مع الآخرين. 

في هذا المقال، يوضح الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي أهمية التعبير عن المشاعر وكيف يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على صحتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية.

ما هو التعبير عن المشاعر؟

التعبير عن المشاعر يعني الإفصاح عن الأحاسيس الداخلية التي يشعر بها الفرد، سواء كانت سلبية أو إيجابية. 

ويمكن أن يتضمن هذا التعبير مجموعة من الوسائل، مثل الكلمات، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، والفنون، وغيرها من الطرق.

تشمل أبعاد التعبير عن المشاعر ما يلي:

  • الكلمات: التحدث أو الكتابة عن المشاعر، مثل قول “أنا سعيد” أو “أشعر بالحزن”.
  • تعبيرات الوجه: استخدام تعابير الوجه مثل الابتسامة أو العبوس للتعبير عن المشاعر.
  • الإيماءات: الحركات الجسدية التي تعكس المشاعر، مثل الحضن عند الفرح أو التكتف عند الشعور بالقلق.
  • الفنون: استخدام الفنون مثل الرسم أو الموسيقى كوسيلة للتعبير عن المشاعر.

ما أهمية التعبير عن المشاعر؟

تعبير الفرد عن مشاعره يعد أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب، تشمل:

تحسين الصحة النفسية

يعتبر التعبير عن المشاعر وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر والقلق. فعندما يعبر الأفراد عن مشاعرهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإنهم يتيحون لأنفسهم فرصة فهم تلك المشاعر ومعالجتها بدلاً من كتمانها. 

كتم المشاعر يمكن أن يؤدي إلى تراكم الضغوط النفسية، مما يزيد من مستويات التوتر والقلق، وقد يؤدي إلى حالات اكتئاب أو مشكلات نفسية أخرى.

تعزيز التواصل

يعتبر التعبير عن المشاعر مفتاحًا لتحسين التواصل مع الآخرين. عندما يعبر الأفراد عن مشاعرهم بوضوح، يفتحون باب الحوار ويجعلون من السهل فهم احتياجاتهم ورغباتهم. 

هذا الفهم المتبادل يساعد في بناء علاقات أقوى وأكثر دعمًا، حيث يشعر الجميع بالتقدير والاحترام. نتيجة لذلك، يصبح الأفراد أكثر قدرة على مواجهة التحديات معًا، مما يعزز الروابط ويقوي العلاقات الشخصية.

اقرأ أيضًا: الاضطراب الوهامي

زيادة الوعي الذاتي

يعد التعبير عن المشاعر أداة قوية لتعزيز الوعي الذاتي. فهذا يتيح للأفراد فرصة التفكير في أسباب هذه المشاعر وكيف تؤثر على سلوكياتهم. 

هذا الفهم العميق يمكن أن يساعدهم في التعرف على أنماطهم العاطفية، مما يساهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا. بالتالي، يصبح الأفراد قادرين على إدارة مشاعرهم بشكل أفضل، مما يعزز من نموهم الشخصي ويؤدي إلى تحسين تفاعلهم مع الآخرين.

تحسين العلاقات

يُعتبر التعبير عن المشاعر مفتاحًا لتعزيز الفهم والاحترام المتبادل في العلاقات. عندما يشارك الأفراد مشاعرهم بصراحة، يخلقون جوًا من الأمان يسمح للآخرين بالتعبير عن أنفسهم أيضًا. 

هذا التبادل يساهم في تعزيز التعاطف، حيث يدرك الآخرون ما يشعر به الشخص، مما يؤدي إلى تقوية الروابط ويزيد من التواصل الإيجابي. بالتالي، يصبح التفاهم المتبادل أقوى، وبهذا يمكن بناء علاقات أكثر استقرارًا وصحة.

التعامل مع الأزمات بفعالية

عندما يتمكن الأفراد من مشاركة مشاعرهم وآلامهم بعد مواجهة الأزمات والتغيرات الكبرى في الحياة، مثل فقدان شخص عزيز أو تجربة الطلاق، فإنهم يخففون من وطأة الصدمة ويعززون قدرتهم على التكيف مع الوضع. 

هذا التعبير يتيح لهم معالجة مشاعر الحزن والقلق بشكل صحي، مما يسهل عملية التعافي. 

تحسين القدرة على حل المشكلات

عندما يتمكن الشخص من التعرف على مشاعره، يصبح أكثر قدرة على تحديد أسباب المشكلات وسياقاتها. 

هذا الفهم العميق يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة لحل المشكلات، حيث يصبح بإمكان الأفراد التفكير بشكل منطقي واتخاذ قرارات مدروسة. 

تخفيف الأعراض الجسدية

هناك دراسات تشير إلى أن التعبير عن المشاعر يمكن أن يقلل من بعض الأعراض الجسدية، مثل آلام الرأس أو مشاكل الهضم، المرتبطة بالتوتر والانفعالات المكبوتة.

تعزيز الصحة العاطفية

يعتبر التعبير عن المشاعر جزءًا أساسيًا من الصحة العاطفية، حيث يسهم في تعزيز قدرة الأفراد على مواجهة تحديات الحياة بفعالية. من خلال التعبير عن مشاعرهم، يستطيع الأشخاص التعرف على تجاربهم الداخلية ومعالجة المشاعر السلبية.

وتذكر أن قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره ليست فقط وسيلة للتخفيف عن النفس، بل هي أداة قوية لتعزيز القدرة على التكيف والنمو الشخصي.

كيف يتم التعبير عن المشاعر؟

يمكن أن يعبر الشخص عن مشاعره بطرق متنوعة، ومنها:

  • الكلام: التحدث بصراحة عن المشاعر مع الأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين. استخدام كلمات واضحة ومباشرة يعزز من الفهم المتبادل.
  • الكتابة: كتابة مشاعرنا في دفاتر يومية أو رسائل يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتعبير عن ما نشعر به. هذه الطريقة تساعد في تنظيم الأفكار وتخفيف الضغوط.
  • الفن: الرسم، أو النحت، أو الموسيقى يمكن أن تكون وسائل قوية للتعبير عن المشاعر. الفن يعبر عن المشاعر بشكل غير لفظي، مما يسهل الفهم والتواصل.
  • الجسد: يمكن التعبير عن المشاعر من خلال لغة الجسد، مثل الإيماءات، تعبيرات الوجه، أو حتى الحركات الجسدية. هذه الإشارات تعكس ما يشعر به الفرد.
  • التأمل والتفكير الذاتي: قضاء بعض الوقت في التفكير في المشاعر وفهمها يمكن أن يساعد في التعبير عنها بشكل أفضل لاحقًا. التأمل يساعد على اكتشاف المشاعر العميقة.

كيف تساعد شخص لا يستطيع التعبير عن المشاعر؟

لمساعدة شخص على التعبير عن مشاعره، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • خلق بيئة آمنة: تأكد من أن الشخص يشعر بالأمان والراحة. استخدم لغة جسد مفتوحة وودودة، وكن موجودًا بشكل غير متحيز.
  • الاستماع الفعال: اعطِ الشخص الوقت الكافي للتحدث دون مقاطعة. استخدم أسئلة مفتوحة تشجعه على التعبير عن نفسه، مثل “كيف شعرت عندما حدث ذلك؟”
  • التأكيد على المشاعر: أظهر تفهمك لمشاعره. يمكنك استخدام عبارات مثل “أستطيع أن أفهم لماذا قد تشعر بذلك” لتأكيد مشاعره.
  • تشجيع الكتابة: إذا كان الشخص يشعر بصعوبة في الكلام، اقترح عليه كتابة مشاعره. يمكن أن تكون الكتابة وسيلة جيدة للتعبير عن الأفكار والمشاعر دون ضغط.
  • استخدام أنشطة فنية: قد تكون الفنون مثل الرسم أو الموسيقى أدوات فعالة للتعبير عن المشاعر. شجع الشخص على استخدام هذه الأنشطة للتعبير عن ما يشعر به.
  • تقديم الدعم: أكد له أنك هنا لدعمه، وكن متاحًا للاستماع في أي وقت. الدعم العاطفي يمكن أن يساعد الشخص في فتح قلبه والتعبير عن مشاعره.
  • احترام الحدود: إذا كان الشخص غير مستعد للتعبير عن مشاعره، احترم ذلك. أعطِه الوقت ولا تضغط عليه، فالتعبير عن المشاعر يجب أن يأتي بشكل طبيعي ودون إجبار.

اقرأ أيضًا: الحساسية المفرطة في المشاعر

المصادر:

  1. Admin, & Admin. (2024, August 23). Importance of expressing your emotions – Bayridge Counselling. Bayridge -. https://bayridgecounsellingcentres.ca/blog/importance-of-expressing-your-emotions/#:~:text=Benefits
  2. Why is Emotional Expression Important? (n.d.). https://www.kansashealthsystem.com/health-resources/turning-point/programs/resilience-toolbox/emotional-expression/why-is-emotional-expression-important
  3. Expressing your feelings. (2024, January 30). Kids Helpline. https://kidshelpline.com.au/teens/issues/expressing-your-feelings
الغيرة

متى تكون الغيرة مرض؟

الغيرة

الغيرة هو شعور طبيعي يحدث بين الأفراد في العلاقات المختلفة، سواء كانت عائلية، عاطفية، أو حتى في الصداقات.

لكنها، كغيرها من المشاعر، قد تتحول إلى حالة مرضية عندما تتجاوز حدودها الطبيعية وتبدأ في التأثير سلبًا على حياة الشخص وعلاقاته. 

تعتبر الغيرة المرضية اضطرابًا نفسيًا يتسم بالشك المفرط، والقلق المستمر، ومحاولة السيطرة على الآخر، مما يمكن أن يؤدي إلى تدهور الثقة وانهيار العلاقات. 

في هذا المقال، يوضح الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي متى تتحول الغيرة من شعور طبيعي إلى مرض يحتاج إلى تدخل وعلاج، والعلامات التي يجب الانتباه إليها لتمييز الغيرة المرضية.

متى تكون الغيرة مرض؟

الغيرة المرضية هي حالة نفسية يتجاوز فيها شعور الغيرة الحدود الطبيعية. تتحول الغيرة إلى هوس شديد وغير مبرر تجاه الشريك أو الأشخاص المحيطين.

في هذه الحالة، تصبح الغيرة غير مرتبطة بالواقع. تستند إلى شكوك وأفكار غير منطقية، مما يؤثر سلبًا على حياة الشخص وعلاقاته.

وتصبح الغيرة مرضًا نفسيًا عندما تؤثر سلبًا على حياة الشخص وعلاقاته. فهذا يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات بشكل كبير.

متى تكون الغيرة طبيعية ومتى تكون مرضية؟

غالبًا ما تكون الغيرة شعورًا طبيعيًا ومؤقتًا يحدث في أي علاقة عندما يشعر الشخص بتهديد لعلاقته أو مكانته. هذه الغيرة تكون غالبًا قصيرة الأمد وغير مدمرة.

ولكن عندما تصبح الغيرة مفرطة ومستدامة وتؤدي إلى تصرفات غير عقلانية، يمكن أن تتحول إلى حالة مرضية. 

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الغيرة المرضية؟

الغيرة المرضية هي حالة نفسية معقدة تنشأ نتيجة تفاعل عدة عوامل نفسية واجتماعية، ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في العلاقات والتسبب في مشاعر عدم الأمان والقلق المفرط. 

إليك أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور هذه الحالة المرضية:

ضعف الثقة بالنفس

الأفراد الذين يعانون من تدني احترام الذات وضعف الثقة بالنفس قد يشعرون بعدم الاستحقاق للحب والاهتمام. هذا يعزز شعورهم بالغيرة.

بعض الأشخاص يشعرون بالخوف من فقدان الشريك. ينشأ هذا الخوف من شعور بعدم الكفاءة أو القلق من أن يجد الشريك شخصًا أفضل.

تجارب سابقة مؤلمة

التعرض للخيانة في علاقات سابقة يمكن أن يترك ندوبًا نفسية تؤدي إلى الغيرة المرضية في العلاقات اللاحقة.

كذلك الفشل في علاقات سابقة قد يؤدي إلى زيادة الحذر والشك في العلاقات الجديدة، مما يعزز مشاعر الغيرة.

أنماط التفكير السلبية

الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير الزائد والتحليل المفرط للأحداث قد يفسرون تصرفات الشريك بطريقة سلبية، مما يؤدي إلى هذه الحالة، بالإضافة إلى أن بعض الأفراد يكون لديهم ميل إلى الشعور بالتهديد حتى من المواقف الطبيعية وغير الضارة، مما يزيد من هذه المشاعر.

التعلق غير الآمن يسبب الغيرة

بعض الأفراد يتطور لديهم نمط تعلق غير آمن نتيجة علاقات طفولية غير مستقرة، مما يجعلهم يشعرون بالقلق المستمر حيال استقرار علاقاتهم.

بالإضافة إلى أن الاعتماد الكامل على الشريك للحصول على السعادة والرضا الشخصي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر غيرة مفرطة خوفًا من فقدان هذا المصدر الوحيد للأمان.

التأثيرات الاجتماعية والثقافية

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، المقارنة المستمرة مع الآخرين ومعايير الجمال والنجاح يمكن أن تؤدي إلى الغيرة المرضية بسبب شعور الشخص بعدم الكفاية.

الاضطرابات النفسية

بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية أو النرجسية، قد تؤدي إلى هذه المشكلة نتيجة مشاعر عدم الاستقرار العاطفي أو الحاجة المفرطة للسيطرة.

التربية والبيئة الأسرية

الأطفال الذين نشأوا في بيئة مليئة بالغيرة أو الصراع قد يتبنون هذه السلوكيات في علاقاتهم.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري

علامات تدل على الغيرة المرضية

إليك بعض العلامات التي تدل على وجود غيرة مرضية:

الشك المستمر وغير المبرر

الشخص المصاب بالغيرة المرضية يشك في شريكه بشكل مفرط، حتى في غياب أي دليل حقيقي. يمكن أن يشمل ذلك اتهامات بالخيانة أو عدم الإخلاص بناءً على أحداث أو تصرفات بريئة.

التحكم والسيطرة بسبب الغيرة

يميل الشخص إلى محاولة التحكم الكامل في حياة شريكه، بما في ذلك من يلتقي، أين يذهب، وما يفعله. يمكن أن يصل الأمر إلى حد منع الشريك من رؤية أصدقائه أو عائلته.

التفتيش والتجسس

قد يقوم الشخص الغيور بتفتيش هاتف الشريك، حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أو بريده الإلكتروني دون إذنه، بحثًا عن أي دليل يدعم شكوكه.

القلق والتوتر المفرط

يشعر الشخص بالقلق الدائم والتوتر بشأن علاقة شريكه مع الآخرين، ويخشى باستمرار من أن يتم التخلي عنه أو خيانته.

بالإضافة إلى أن الغيرة قد تتسبب في فقدان الثقة بين الشريكين، فالشخص المصاب لا يستطيع الوثوق بشريكه بغض النظر عن مدى التطمينات التي يتلقاها.

التفكير المفرط والتحليل السلبي

يقوم الشخص بتفسير كل كلمة أو تصرف يقوم به الشريك بشكل سلبي، ويقوم بالتحليل المفرط للأحداث بحثًا عن أدلة على الخيانة أو الإهمال.

الانعزال الاجتماعي

الشخص المصاب بالغيرة المرضية قد يحاول عزل شريكه عن الأصدقاء أو العائلة، بدافع الخوف من أن يتم استبداله أو أن يكون شريكه مهتمًا بشخص آخر.

السلوك العدواني

يمكن أن تتطور هذه الحالة المرضية إلى سلوكيات عدوانية، سواء لفظيًا أو جسديًا، نتيجة للشعور المستمر بالتهديد والشك.

الشعور بالإهانة بسهولة

الشخص المصاب قد يشعر بالإهانة بسهولة عند تلقي أي اهتمام أو مجاملة موجهة لشريكه من الآخرين، حتى لو كانت تلك المواقف غير ضارة.

وفي بعض الحالات الشديدة، قد يقوم الشخص بتصرفات تدميرية للعلاقة، مثل محاولة إثارة المشاكل أو الاختلاق المتعمد للمواقف لجعل الشريك يشعر بالذنب.

اقرأ أيضًا: الحديث الإيجابي وتأثيره على الصحة النفسية

كيف يتم علاج الغيرة المرضية؟

يمكن أن تشمل العلاجات ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعمل الطبيب مع الشخص على تحديد وتغيير الأفكار والمعتقدات غير المنطقية التي تقود إلى الغيرة المرضية، يساعد ذلك في تقليل الشكوك والتحكم في ردود الفعل العاطفية.

بالإضافة إلى أنه يتم تعليم الشخص استراتيجيات جديدة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق المرتبطين بالغيرة، مما يساعد على تحسين الاستجابة العاطفية في المواقف المختلفة.

العلاج النفسي الفردي

يساعد هذا العلاج الشخص على اكتشاف الأسباب الجذرية للغيرة المرضية، مثل تجارب الخيانة السابقة أو مشاكل الثقة المتجذرة في الطفولة.

وبالتالي يتم العمل على تحسين صورة الشخص عن نفسه وتعزيز الثقة بالنفس، مما يقلل من الاعتماد على الآخرين للتحقق من قيمته الذاتية.

العلاج الزوجي أو العائلي للتخلص من الغيرة

يساعد هذا النوع من العلاج الأزواج أو أفراد العائلة على تحسين التواصل وفهم مشاعر بعضهم البعض، مما يقلل من سوء الفهم ويعزز الثقة المتبادلة.

بينما يساعد العلاج الزوجي في إعادة بناء الثقة بين الشريكين، من خلال التعامل مع مخاوف الشخص المصاب بالغيرة وتقديم الدعم المناسب من الطرف الآخر.

العلاج الدوائي

قد يوصي الطبيب في بعض الأحيان للحد من القلق الشديد الذي يمكن أن يكون مرتبطًا بالغيرة المرضية بمضادات الاكتئاب أو مضادات القلق.

في النهاية، تعتبر الغيرة المرضية مشكلة نفسية جدية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الشخصية والحياة اليومية. إذا تركت دون علاج، قد تؤدي هذه الغيرة إلى تفاقم المشاكل العاطفية وزيادة التوتر بين الشريكين أو أفراد العائلة. 

من المهم أن يدرك الشخص المصاب بهذه الحالة أن الحلول متاحة، وأن السعي للحصول على الدعم النفسي المناسب يمكن أن يساهم بشكل كبير في التغلب على هذه المشكلة وتحقيق توازن نفسي وعاطفي. 

المصادر:

  1. Pathological Jealousy in Borderline Personality Disorder. (n.d.). Psychology Today. https://www.psychologytoday.com/us/blog/from-freud-to-fluoxetine/202310/pathological-jealousy-in-borderline-personality-disorder
  2. Kingham, M., & Gordon, H. (2004). Aspects of morbid jealousy. Advances in Psychiatric Treatment, 10(3), 207–215. https://doi.org/10.1192/apt.10.3.207
  3. Morbid jealousy: Causes, risk factors, symptoms, treatment. (n.d.). https://continentalhospitals.com/diseases/morbid-jealousy/
الحساسية المفرطة

ما سبب الحساسية المفرطة في المشاعر؟

الحساسية المفرطة

بعض الأشخاص قد يكونون أكثر تأثراً بالتجارب والمواقف السلبية مقارنةً بالآخرين، ويعبرون عن ردود فعل مبالغ فيها تجاه الضغوطات والمشكلات اليومية التي يواجهونها.تؤثر الحساسية النفسية على جوانب متعددة من الحياة اليومية ويجعل الشخص أكثر انغلاقًا في تفاعلاتهم الاجتماعية. ولكن ما هي سبب الحساسية المفرطة في المشاعر؟ لتعرف الإجابة سيقدمها الدكتور 

أسباب الحساسية المفرطة

الأسباب الدقيقة للحساسية المفرطة ليست مفهومة تمامًا، ولكن من المحتمل أن تلعب الوراثة والتجارب الشخصية دورًا مهمًا.

تتضمن بعض الأسباب المحتملة الأخرى للحساسية ما يلي:

التعب

عندما تكون مرهقًا، قد تكون أقل قدرة على التحكم في استجاباتك العاطفية، مما يجعلك أكثر حساسية تجاه سلوك الآخرين وعرضة لسوء تفسير أقوالهم.

انخفاض احترام الذات

إذا كنت تعاني من احترام ذاتي منخفض، قد تشعر بقلق زائد بشأن آراء الآخرين. مما يجعلك تأخذ الأمور بشكل شخصي وتبالغ في فهم ما يقوله الآخرون ويفعلونه.

المشاكل النفسية الأخرى

القلق والاكتئاب يمكن أن يجعلانك تشعر بمزيد من الحساسية.

الحديث السلبي مع النفس

من الصعب الحفاظ على نظرة إيجابية إذا كنت أكبر ناقد لنفسك. التقليل المستمر من شأن نفسك قد يجعلك تعتقد أن الآخرين يرونك بنفس الطريقة السلبية.

التعرض لصدمات نفسية سابقة

الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو الأحداث المؤلمة، مثل وفاة أحد الأحباء، وضغوطات الحرب، والتجارب الخطيرة. وبالتالي يمكن للصدمة أن تسبب حساسية عاطفية على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: الطفولة و تأثيرها على الصحة النفسية

السعي نحو الكمال

 السعي نحو الكمال يمكن أن يجعلك أكثر حساسية للنقد.

المرور بمرحلة انتقالية

قد تكون في خضم تغييرات كبيرة مثل تغيير وظيفتك، الانتقال إلى منزل جديد، أو تجربة الطلاق. التعامل مع هذه التحولات يتطلب كمية هائلة من الطاقة العقلية والعاطفية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر اضطراب روتينك اليومي ونقص النوم على قدرتك على العناية بنفسك، مما يزيد من مستوى القلق لديك خلال النهار. التغيرات الكبيرة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة ملحوظة في حساسيتك.

نصائح للسيطرة على مشاعر الحساسية المفرطة

في بعض الأحيان، تكون الحساسية ميزة إيجابية، لكن الحساسية المفرطة يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق العاطفي، مما يستدعي البحث عن طرق لعلاجها أو التخفيف منها. فيما يلي استراتيجيات قد تساعدك في تقليل حساسيتك:

الإدارة الذاتية

تتطلب إدارة الذات ووعي النفس إدراك لحظات عدم الراحة الشخصية. من خلال تحديد هذه اللحظات، يمكنك اتخاذ خطوات مناسبة للعناية بنفسك والتعامل مع مشاعرك بشكل أفضل.

التأكد من المحفزات

أحياناً تكون تجاربك السابقة هي ما يسبب لك حساسية مفرطة وليس المواقف الحالية. حاول التحقق من المحفزات الفعلية من خلال سؤال صديق مقرب للحصول على رأي موضوعي يساعدك في تقييم الموقف بدقة.

توجيه الرسائل الإيجابية للذات

تكرار العبارات الإيجابية يمكن أن يساعدك في تغيير أنماط التفكير حول المواقف التي تجعلك حساسًا. عبارات مثل “الجميع يرتكب الأخطاء”، “لا يمكن للجميع أن يحبك”، و”تطوير مهارات جديدة والتعرف على أشخاص جدد يستغرق وقتًا” قد تكون مفيدة.

التحدث مع الأشخاص المقربين

الحصول على دعم نفسي من أصدقاء مقربين ومتعاطفين يمكن أن يقلل من الوعي الذاتي الذي يعزز حساسيتك. دعم شخص يفهم مشاعرك ويسمعك بدون إصدار أحكام يمكن أن يكون مفيدًا.

التفاعل مع المواقف

التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب الحساسية المفرطة يمكن أن يساعدك في تقليل ردود فعلك المبالغ فيها. من المهم أن يكون هذا التعرض تدريجيًا وبجرعات صغيرة لتجنب زيادة مستويات القلق، ويفضل التنسيق مع شخص داعم خلال هذه العملية.

تعلم كيفية تنظيم عواطفك

تنظيم العواطف هو القدرة على التحكم في مشاعرك وأفكارك وسلوكياتك. من خلال هذه القدرة، يمكنك التعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية مثل الضيق والغضب. عندما تتدرب على تنظيم عواطفك، ستصبح أكثر قدرة على تقييم مشاعرك بموضوعية قبل اتخاذ أي تصرف، مما يساعد في تقليل الحساسية.

إحدى الطرق الفعالة لتعزيز تنظيمك العاطفي هي إعادة تفسير المواقف عمدًا للتحكم في ردود أفعالك العاطفية تجاهها. من خلال تغيير طريقة تفكيرك، يمكنك تعديل مشاعرك ورؤية الأمور من زاوية مختلفة، مما يساهم في معالجة الحساسية النفسية المفرطة.

تقبل نفسك كما هي

عندما تكون حساسًا للغاية، قد تكثر من انتقاد نفسك، مما يزيد من مشاعرك الداخلية السلبية. بدلاً من ذلك، حاول تقبل نفسك كما أنت وقلل من البحث المستمر عن دلائل النقد أو الرفض من الآخرين.

في رحلتك نحو قبول ذاتك، انتبه إلى النقاط التالية:

  • تقبل نفسك بجميع جوانبها، بما فيها الإيجابية والسلبية. لا يوجد شخص خالٍ من العيوب.
  • اكتشف نقاط قوتك وطورها، مع التركيز على عدم مقارنة نفسك بالآخرين.
  • حدد حدودًا واضحة لما تقبله وما لا تقبله من الآخرين.
  • حافظ على نظرة إيجابية وركز على استخدام الحديث الذاتي الإيجابي والتأكيدات المشجعة لتعزيز ثقتك بنفسك.
  • اعترف بأخطائك وامنح نفسك المساحة لمسامحة نفسك عن الماضي، مما يساعدك على التقدم نحو المستقبل.

العلاج النفسي

قد يكون سبب حساسيتك المفرطة هو كيفية تعاملك مع المواقف والأشخاص. يمكن للعلاج النفسي أن يساعدك في فهم أنماط تفكيرك وتقديم الملاحظات التي تعزز قدرتك على التعامل مع الأشخاص أو المواقف بدلاً من تجنبها.

قد يهمك أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

متى ينبغي اللجوء للطبيب النفسي؟

إذا قمت بمحاولة التغلب على حساسيتك المفرطة بنفسك دون تحقيق نتائج ملموسة، فقد يكون الوقت قد حان للبحث عن مساعدة متخصصة بدلاً من محاولة تجنب المواقف المحفزة أو تقييد حياتك.

يمكن أن يوفر العلاج النفسي المهارات الضرورية للتعامل مع ردود الفعل الجسدية الناتجة عن الحساسية المفرطة تجاه المحفزات في المواقف الاجتماعية، مما يساعدك على التخفيف من تأثيرها على حياتك.

المراجع:

  1. Why Am I So Sensitive? Advice from a Therapist. (n.d.). Choosingtherapy. https://www.choosingtherapy.com/why-am-i-so-sensitive/
  2. MSEd, K. C. (2023a, November 15). How to be less sensitive. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-be-less-sensitive-7092743#toc-potential-causes-of-being-sensitive
حب التملك

حب التملك هل هو مرض نفسي ويحتاج للعلاج؟

حب التملك

يتسم حب التملك برغبة شديدة في السيطرة والاستحواذ على الشخص الآخر وعلى ممتلكاته وحياته. يعاني الشخص الذي يمتلك هذه الصفة من حاجة ملحة للتحكم في الشريك، بما في ذلك مراقبة حركاته واتخاذ قراراته.

حب التملك يُعتبر نمطًا غير صحي ويؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية، لأنه يفتقر إلى الثقة والاحترام المتبادل والاستقلالية الشخصية. ينبغي أن يقوم الحب على التعاون والثقة والاحترام لحرية ومساحة الشريك الشخصية.

يذكر الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال أهم أعراض حب التملك، وتأثيراته وطرق العلاج.

أعراض حب التملك

تتضمن الأعراض التي تُشير لحب التملك ما يلي:

  • التحقق المفرط: يقوم الشخص بالتحقق المستمر من مكان وجود الشريك والأنشطة التي يقوم بها في كل وقت، وقد يكرر التحقق من هاتفه أو حساباته الشخصية بشكل مفرط.
  • الغيرة المفرطة: يُظهر الشخص المتملك غيرة شديدة حتى من التفاعلات البسيطة مع الآخرين، وقد يشعر بالقلق والغضب عند مشاهدة الشريك يتفاعل مع أشخاص آخرين.
  • التحكم في القرارات: يسعى الشخص المتملك للهيمنة على قرارات الشريك ويحاول التأثير عليها، بغض النظر عن رغبات الشريك واحتياجاته الشخصية.
  • العزلة: يسعى الشخص المتملك لفصل الشريك عن عائلته وأصدقائه ومجتمعه، ليكون هو المصدر الوحيد لتلبية احتياجات الشريك والاعتماد عليه بالكامل.

كيف أتخلص من حب التملك؟

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يُمكنك تجربتها للتخلص من مشاعر حب التملك:

ابق واقعيًّا

التملك هو الميل إلى الانشغال المفرط بما يفعله شريكك عندما لا تكون موجودًا. إذا كنت ترغب في التوقف عن التصرف بطريقة تملكية، عليك أن تبدأ بالتركيز على اللحظة الحالية. إذا لم يمنحك شريكك سببًا للشك، فلا تدع الشكوك تسيطر عليك دون مبرر.

اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من اكتئاب ما بعد الاجازة

كن صريحًا وعبر عن مشاعرك

كن صريحًا بشأن شعورك بعدم الأمان في علاقة تتسم بالتملك، من المهم أن تعبر عن مشاعرك لشريكك دون إلقاء اللوم عليه على ما يحدث في حياتك.

عندما توضح له أسباب تصرفاتك وتعترف بمحاولتك لتغيير عاداتك، يمكنه بدوره أن يتجنب المواقف أو التصرفات التي قد تثير مشاعرك.

حسّن من تواصلك مع الشريك

يمكنك تحسين مهاراتك في التواصل بطرق أكثر صحية من خلال ممارسة تقنيات تواصل أفضل على مر الزمن.

التواصل الصحي يتضمن:

  • التحدث بوضوح وصدق مع شريكك حول كيفية تقليل سلوكك التملكي.
  • طرح أسئلة مفتوحة للتعرف على مشاعرهم تجاه سلوكك.
  • الحفاظ على هدوئك عند سماع التعليقات السلبية. رغم أن ذلك قد يكون مؤلمًا، يمكنك التغلب على الميل التملكي من خلال الاستماع بهدوء وعدم مقاطعة.
  • الانتباه للإشارات غير اللفظية واتخاذ خطوات لتصحيح السلوك الذي قد يسبب إزعاجًا لشريكك.
  • تخصيص وقت منتظم للتواصل وتعزيز العلاقة.
  • طمأنة شريكك بأنك ملتزم بإحداث تغيير إيجابي.

التركيز على تحسين الحياة الشخصية

بدلاً من الانشغال بتصرفات شريكك، ركز على تحسين حياتك الشخصية. استثمر وقتك في تحقيق النجاح في عملك، قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء، والاستمتاع بلحظاتك مع شريكك.

شغل عقلك بالأمور الإيجابية في حياتك، فهذا سيساعدك على تقليل التفكير في مخاوفك بشأن العلاقة.

استكشف مصدر غيرتك لتغيير ميلك إلى التملك

ابدأ بطرح الأسئلة على نفسك. قد تكون مخاوفك ناتجة عن تجارب سابقة مثل الخيانة أو مشاكل في الطفولة. من خلال استكشاف هذه القضايا بعمق، ستتمكن من فهم جذور مشاكلك وتعلم كيفية التغلب على نزعة التملك لديك.

قدّر الاستقلال كميزة إيجابية

بدلاً من اعتبار الوقت الذي تقضيه بعيدًا عن شريكك على أنه سلب، تعلم أن ترى الاستقلال كفرصة لتعزيز العلاقة. قضاء الوقت بعيدًا يمكن أن يجعل اللحظات التي تقضيانها معًا أكثر قيمة، ويمنحك فرصة لتعزيز شعورك بالذات، وتحديد الحدود، واستكشاف اهتماماتك الشخصية.

اعترف بأخطائك كشخص يُعاني من التملك

من الضروري أن تعترف بدورك في المشاكل التي تواجهها في علاقتك. تحمل المسؤولية عن أخطائك سيثبت لشريكك أنك ملتزم بتعلم كيفية التوقف عن سلوك التملك. كما يمثل ذلك فرصة للنمو الشخصي والتأمل الذاتي.

تجنب التجسس

أظهرت الدراسات أن السلوكيات القائمة على عدم الثقة، مثل التجسس، تضر برضا العلاقة والالتزام. إذا كنت تسعى لإعادة بناء علاقتك وتعلم كيفية التوقف عن التملك، عليك أن تتوقف عن التجسس على شريكك سواء رقميًا أو بطرق أخرى.

اعمل على بناء الثقة

بناء الثقة سيساعدك على تجاوز سلوك التملك الذي تتعامل معه والتركيز على إقامة علاقة صحية.

يُمكنك بناء الثقة من خلال الآتي:

  • ابدأ بتجاوز الماضي. إذا كنت ترغب في التغيير، يجب أن تبدأ من نقطة جديدة مع شريكك.
  • كن مستمعًا جيدًا وتواصل بفاعلية مع شريكك، واظهر استعدادك للانفتاح والتعبير عن ضعفك.
  • تعامل بجدية مع المخاوف الحقيقية التي تواجهها في العلاقة.
  • اعترف بمشاعر شريكك وكن صادقًا تجاهها.
  • احترم حدود شريكك وأظهر اهتمامك بمشاعرها.

الثقة المتبادلة يمكن أن تساعد الأزواج على التعامل بنجاح مع أي تحديات قد تواجههم.

اطلب المساعدة من الطبيب النفسي

إذا كنت لا تستطيع السيطره على مشاعرك فيُفضل استشارة الطبيب النفسي للحصول على الحلول الصحيحة.

المراجع:

  1. WebMD Editorial Contributor. (2022b, December 13). Signs of possession in sex and relationships. WebMD. https://www.webmd.com/sex-relationships/signs-possessiveness
  2. Pace, R. (2024, April 29). 15 tips on how to Stop being Possessive in relationships. Marriage Advice – Expert Marriage Tips & Advice. https://www.marriage.com/advice/relationship/how-to-stop-being-possessive/#:~:text=Speak%20openly%20and%20honestly%20with,head%20and%20listening%20without%20interruption.

هوس السرقة

هل هوس السرقة يعتبر مرض نفسي؟

هوس السرقة

يُعد هوس السرقة (Kleptomania) اضطرابًا نفسيًا يتسم بالحاجة الملحة والمتكررة لسرقة أشياء غير ضرورية وليس لها قيمة حقيقية بالنسبة لهم.

هذا الاضطراب يؤثر على حياة الأفراد بطرق متعددة، مما يسبب لهم ولعائلاتهم الكثير من القلق والمشاكل. 

وعلى الرغم من أن السرقة قد تبدو سلوكًا عاديًا أو جريمة بسيطة، فإن مرض السرقة هي حالة طبية تتطلب فهمًا عميقًا وعلاجًا متخصصًا. 

في هذا المقال، يذكر الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي أسباب مرض السرقة، تأثيراته النفسية والاجتماعية، وطرق العلاج المتاحة لمساعدة الأفراد على التعامل مع هذه الحالة والتغلب عليها.

هل هوس السرقة يعتبر مرض نفسي؟

نعم، مرض السرقة أو هوس السرقة هو اضطراب نفسي يتسم بالحاجة القهرية لسرقة أشياء ليست ضرورية ولا ذات قيمة كبيرة.

ويُعزى هذا الدافع إلى مشكلات نفسية وعاطفية بدلاً من الحاجة المالية، والمقصود أن مرض السرقة يختلف عن السرقات المترتبة على الحاجة الاقتصادية أو الدوافع الشخصية الأخرى، حيث يرتبط باضطراب في التحكم العاطفي والسلوكي.

وعادةً ما يعاني الأفراد المصابون بالمرض من شعور بالذنب والقلق بعد القيام بالسرقة، بالإضافة إلى أن هذه المشكلة قد تؤدي إلى مشاكل قانونية، وعلاقات شخصية متوترة، وضغط نفسي كبير على الأفراد والعائلات.

اقرأ أيضًا: كيف أعالج نفسي من الخوف من المرض؟

الأسباب المؤدية إلى هوس السرقة

تشمل الأسباب والعوامل المؤدية لتطور هذا الاضطراب ما يلي:

العوامل البيولوجية

قد يكون هناك تغيرات في كيمياء الدماغ، حيث أن هذه الاختلالات في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين قد تؤدي إلى سلوكيات قهرية. 

فالسيروتونين يساعد في تنظيم المزاج والسلوك، بينما يؤثر الدوبامين على نظام المكافأة والشعور بالمتعة، وعدم توازن هذه المواد يمكن أن يساهم في ظهور سلوكيات قهرية مثل السرقة.

العوامل الوراثية

 بعض الدراسات تشير إلى أن هناك احتمالية أعلى لتطوير مرض السرقة إذا كان هناك تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية أو السلوكية.

الاضطرابات والعوامل النفسية

الأشخاص المصابون بهوس السرقة قد يواجهون صعوبة في إدارة مشاعرهم مثل التوتر والقلق، حيث أنه بدلاً من التعامل مع هذه المشاعر بطرق صحية، قد يلجأون إلى السرقة كوسيلة للتخفيف الفوري من الضغط النفسي أو الشعور بالراحة. 

وبالتالي هذه السلوكيات القهرية تمنحهم شعوراً مؤقتاً بالتحكم أو الإشباع، مما يعزز الاستمرار في هذه الأفعال.

بالإضافة إلى أنه قد يكون هناك ارتباط بين مرض السرقة واضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات قد يكونون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات قهرية.

العوامل الاجتماعية والبيئية 

قد تؤثر تجارب الطفولة، مثل الإهمال أو الإساءة، على تطوير السلوكيات القهرية في مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى أن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية قد تساهم في تفاقم الأعراض.

الشعور بالفراغ

السرقة قد تكون محاولة لملء فراغ عاطفي أو نفسي يشعر به الشخص.

ما هي أعراض هوس السرقة؟

الأعراض الرئيسية لمرض هوس السرقة هي أن الشخص يتصرف بناءً على رغبة أو حاجة لا يمكن مقاومتها لسرقة الأشياء، وغالبًا ما ينطوي ذلك على واحد أو أكثر من الأمور التالية:

  • رغبة شديدة وغير قابلة للتحكم في سرقة أشياء ليست ضرورية ولا ذات قيمة حقيقية.
  • السرقة غالبًا ما تحدث دون تخطيط مسبق، ويقوم الشخص المصاب بمرض السرقة بتنفيذها بمفرده.
  • الشعور بالراحة المؤقتة أو التخفيف من التوتر بعد القيام بالسرقة، رغم الشعور بالندم والذنب لاحقًا.
  • شعور بالقلق أو التوتر المتزايد قبل ارتكاب السرقة، والذي يخفف بعد السرقة.
  • الاختيار العشوائي للأشياء، أي سرقة أشياء ليس لها قيمة حقيقية للشخص، وليس بسبب الحاجة المالية أو الاقتصادية.
  • محاولة إنكار السلوك القهري أو تقديم تبريرات غير منطقية لعملية السرقة.
  • بعض الأشخاص قد يتخلصون من الأشياء المسروقة، أو يعطونها للآخرين، أو يتبرعون بها للجمعيات الخيرية، وفي حالات أقل شيوعًا، قد يقوم البعض بتخزين المسروقات ثم يعيدونها سرًا.

كيف يتم علاج هوس السرقة؟

علاج هوس السرقة يشمل استراتيجيات متعددة تهدف إلى معالجة السلوك القهري والاضطرابات النفسية المرتبطة به. 

يمكن أن يتضمن العلاج ما يلي:

العلاج النفسي

والذي قد يتضمن:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، حيث أنه يساعد المرضى على فهم وتغيير الأفكار والسلوكيات التي تساهم في هذا السلوك، بالإضافة إلى أن العلاج يركز على تطوير استراتيجيات للتحكم في الدوافع والتعامل مع المشاعر.
  • العلاج الجماعي: يتيح هذا النوع من العلاج للأفراد التفاعل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة، مما يوفر دعمًا اجتماعيًا وتبادلًا للتجارب والنصائح. 

التنويم المغناطيسي

يُستخدم التنويم المغناطيسي في بعض الحالات كأداة علاجية لمساعدة الأفراد على الوصول إلى حالة من الاسترخاء العميق وتعزيز الوعي الذاتي. 

قد يساعد التنويم المغناطيسي في معالجة هذه السلوكيات من خلال تحسين قدرة الأفراد على التركيز وتغيير أنماط التفكير غير الصحية. 

العلاج الدوائي

قد توصف أدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ والتقليل من السلوكيات القهرية. 

بالإضافة إلى أن هذه الأدوية قد تساعد أيضًا في معالجة المشكلات النفسية المرافقة مثل الاكتئاب أو القلق.

التدريب على المهارات الاجتماعية والتقنيات

يتم مساعدة المرضى على تحسين مهاراتهم في التواصل والتعامل مع الضغوط الاجتماعية بطرق أكثر صحية.

كما أنه يتم تعليم المرضى تقنيات للتعامل مع الرغبات القهرية والسيطرة على السلوكيات القهرية من خلال استراتيجيات مثل التأمل أو الاسترخاء.

ما آثار هوس السرقة على الشخص والمجتمع؟

تتضمن ما يلي:

  • مشاكل نفسية، مثل: القلق والاكتئاب.
  • تدهور العلاقات الشخصية.
  • فقدان الثقة بين الأفراد سواء في العائلة أو الأصدقاء.
  • يمكن أن يشعر الشخص بالاضطرار لإخفاء سلوكه عن الآخرين، مما يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي ويزيد من الشعور بالوحدة.
  • مواجهة مشاكل قانونية قد تتضمن الملاحقة القضائية والعقوبات، مما يؤثر على حياتهم المهنية والشخصية.
  • تحمل تكاليف مالية، مثل: تكاليف العلاج النفسي أو الدوائي، بالإضافة إلى أي تكاليف قانونية ناتجة عن السرقات.

كيف أساعد نفسي إذا كنت مصاب بـ هوس السرقة؟

إذا كنت مصابًا بمرض السرقة، هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها لمساعدتك في إدارة الحالة وتحسين نوعية حياتك:

  • اطلب المساعدة من الطبيب لمساعدتك على فهم سلوكك وتطوير استراتيجيات للتعامل معه، ولمناقشة خيارات العلاج الدوائي إذا كان هناك حاجة.
  • تعلم استراتيجيات لإدارة الرغبات القهرية بشكل فعال، مثل استخدام تقنيات التأمل أو الاسترخاء.
  • العثور على مجموعة دعم لمشاركة التجارب والتعلم من الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
  • تدوين السلوكيات والأسباب المحتملة التي تؤدي إلى هذا السلوك، بالإضافة إلى تحديد وتجنب المواقف أو الأماكن التي قد تزيد من الرغبة في السرقة.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

المصادر:

  1. Kleptomania. (2024, May 1). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9878-kleptomania
  2. Kleptomania – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022b, September 30). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/kleptomania/symptoms-causes/syc-20364732#:~:text=Overview,generally%20don%27t%20really%20need
حساسية الاصوات

ما هي متلازمة حساسية الاصوات  أو الميزوفونيا؟

حساسية الاصوات

متلازمة حساسية الاصوات أو الميزوفونيا أو الانزعاج من الأصوات، هي اضطراب نفسي يجعل الشخص المًُصاب يشعر بمشاعر سلبية تتمثّل بالغضب والقلق والتوتر والانزعاج وحتى الذعر والحاجة إلى الفرار، عند سماعه لأصوات معينة.

سيوضح لنا الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال أكثر عن هذه المتلازمة.

اعراض حساسية الاصوات

تدور أعراض حساسية الاصوات حول كيفية رد فعل الشخص تجاه الأصوات. وهذا يعني أن ردود الفعل يمكن أن تكون:

عاطفية

وهي المشاعر التي يشعر بها الشخص تجاه الأصوات، ويمكن أن تكون بسيطة أو شديدة. بالنسبة للعديد من الأشخاص، تتصاعد هذه المشاعر بسرعة. وهذا يعني أن الانزعاج أو التهيج يمكن أن يتحول بسرعة إلى غضب.

تتضمن ردود الفعل العاطفية الأخرى ما يلي:

  • القلق.
  • الاشمئزاز.
  • الخوف.
  • التهيج.

الأعراض الجسدية

الأعراض الجسدية تتضمن عمليات الحماية الذاتية التي تنطلق تلقائيًا. فمعظمها مشابه لما يحدث لأي شخص عند تعرضه لموقف خطير أو مخيف.

قد تشمل ردود الفعل الجسدية ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشعور بضغط أو ضيق في الصدر.
  • القشعريرة.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • التعرق.

قد يهمك أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

سلوكية

وهي السلوكيات والأفعال التي تحدث استجابة للأصوات المحفزة. وعادة ما تكون اندفاعية أو غريزية. وهذا يعني أن الشخص قد لا يملك السيطرة الكاملة عليها.

قد تشمل ردود الفعل السلوكية ما يلي:

  • تجنب المواقف التي قد تحدث فيها أصوات محفزة.
  • ترك المنطقة عند حدوث صوت محفز.
  • ردود الفعل اللفظية أو الصوتية، مثل التحدث أو الصراخ على الشخص الذي أحدث الصوت.
  • اللجوء للعنف لإيقاف الصوت، ولكن يعتبر ذلك نادرًا.

قد تختلف شدة الأعراض فعندما تكون الأعراض أقل حدة، قد تكون ردود الفعل العاطفية والجسدية هي كل ما يشعر به الشخص. أما إذا كانت الأعراض أكثر حدة، فقد تكون التأثيرات قوية لدرجة أنه قد يُعاني أيضًا من رد فعل سلوكي.

في الحالات الشديدة للغاية، قد يتفاعل الشخص بقوة شديدة – إما بالكلمات أو الأفعال – بحيث لا يكون لديه وقت للتفكير قبل أن يتصرف بطريقة تزعج الآخرين. في مثل هذه المواقف، من الشائع أن يدرك الشخص المصاب بـ حساسية الاصوات ما فعله ويندم عليه بعد ذلك. لكنه قد يواجهون صعوبة في السيطرة على ردود أفعال مماثلة في المستقبل.

أكثر الأصوات شيوعًا التي تحفز الأعراض

لوحظ بأن بعض الأصوات قد تحفز أعراض حساسية الاصوات أكثر من غيرها. ومنها:

  • أصوات مضغ الطعام، التي تؤثر على 81% من الأشخاص المُصابين بحساسية الاصوات.
  • أصوات التنفس أو النفخ من خلال الأنف بضوتٍ عالٍ، التي تؤثر على 64%.
  • طقطقة أصابع، التي تؤثر على حوالي 60%.

أسباب حساسية الاصوات

من غير المعروف إلى الآن السبب الرئيسي لـ حساسية الاصوات، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة وهي كالآتي:

اختلافات بنية الدماغ

تظهر الأبحاث أن الأشخاص المصابين بـ حساسية الاصوات هم أكثر عرضة لوجود اختلافات معينة في بنية الدماغ ونشاطه. أحد هذه الاختلافات هو وجود نشاط أكثر من الطبيعي في مناطق معينة من الدماغ وفيما بينها.

المُعاناة من مشاكل صحية أو نفسية أخرى

من المرجح أن تحدث حساسية الاصوات لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل:

المشاكل العصبية

وتتضمن الآتي:

  • اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
  • اضطراب طيف التوحد.
  • متلازمة توريت.

المشاكل النفسية

ومنها نذكر:

  • الاكتئاب الشديد (MDD).
  • الوسواس القهري (OCD).
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب الشخصية الحدية (BPD).

الحالات أو الأعراض المتعلقة بالسمع

ومن الأمثلة عليها:

  • فقدان السمع.
  • طنين الأذن.
  • فرط السمع.

التاريخ العائلي

هناك أدلة على أن حساسية الأصوات قد تكون حالة وراثية تنتقل بين أفراد العائلة. وهناك أيضًا طفرة جينية واحدة على الأقل يعتقد الخبراء أنها تلعب دورًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هذه الاحتمالات صحيحة.

طرق العلاج

بالرغم من عدم وجود علاج محدد لحساسية الصوت في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن إدارة الأعراض بفعالية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات التكيفية، والتي تشمل:

  • الاستماع إلى موسيقى هادئة أو أصوات مهدئة، أو استخدام الضوضاء البيضاء لتقليل تأثير المحفزات الصوتية.
  • تجربة استخدام سماعات لإلغاء الضوضاء وبالتالي تخفيف التأثيرات الصوتية المحيطة.
  • الطلب من الأشخاص المحيطين التوقف عن إصدار الأصوات التي تسبب الانزعاج.

يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مفيداً في تعديل الأنماط الفكرية المرتبطة بحساسية الصوت، من خلال معالجة وإعادة صياغة الأفكار وردود الأفعال غير المرغوب فيها. يساهم هذا النوع من العلاج في تسهيل التعامل مع المشاعر والأحاسيس الجسدية التي تثيرها الأصوات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الاسترخاء مثل الراحة والتأمل يمكن أن تساعد في تقليل التوتر، مما يساهم في تخفيف الأعراض المرتبطة بحساسية الصوت.

المراجع:

  1. Cartreine, J., PhD. (2019, June 24). Misophonia: When sounds really do make you “crazy.” Harvard Health. https://www.health.harvard.edu/blog/misophonia-sounds-really-make-crazy-2017042111534#:~:text=What%20is%20misophonia%3F,and%20a%20desire%20to%20escape.
  2. Professional, C. C. M. (n.d.-l). Misophonia. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24460-misophonia#symptoms-and-causes
  3. What is misophonia? (2023, November 10). https://www.medicalnewstoday.com/articles/320682#triggers
الصمت العقابي

من هو الشخص الذي يمارس الصمت العقابي؟

الصمت العقابي

الصمت العقابي أو العقاب بالصمت (Silent Treatment) هو عقاب نفسي يتم فيه تجاهل التواصل اللفظي مع شخص معين، وتجاهل حتى وجوده ومعاملته وكأنه غير موجود أو غير مرئي.

يعتبر الصمت العقابي سلوك شائع يمكن أن يكون متعمدًا أو غير مقصود. بالنسبة للبعض، فإنهم يستخدمونه كآلية للتكيف. بالنسبة للآخرين، يعتبر طريقة للتسبب في الأذى.

أعراض الصمت العقابي

قد تبدو يختلف التعامل عن طريق الصمت العقابي حسب الموقف والشخص الذي يُمارسه. ولكن تتضمن أعراض الصمت العقابي غالبًا ما يلي:

  • التجاهل بشكلٍ متعمد.
  • التصرف وكأن لا شيء على ما يرام أو القيام بأشياء يعرف الشخص أنها ستثير رد فعل عاطفي تجاه من يُمارس ضده الصمت العقابي.
  • قضاء ساعات أو أيامًا أو حتى أسابيع دون التواصل مع الطرف الآخر بشكلٍ مفاجئ.
  • يغادر دون أن يخبر من حوله إلى أين يذهب أو متى سيعود.
  • لا يستجيب عندما يحاول الطرف الآخر التواصل المباشر معه، سواءً شخصيًا أو إلكترونيًا.
  • يتحدث إلى أشخاص آخرين ويتجاهل الشخص المعني بشكلٍ متعمد.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن إضطراب ثنائي القطب.

متى يكون الصمت العقابي مؤذي؟

إذا وجدت نفسك يومًا في موقف يعاملك فيه شخص ما بصمت، فقد يكون الأمر مزعجًا بعض الشيء.

في بعض الأحيان، قد يكون الصمت أمرًا إيجابيًا، خاصة إذا كان يمنع الناس من قول أشياء قد يندمون عليها لاحقًا. وفي أحيان أخرى، يكون الصمت رد فعل غير صحيح لشيء مزعج، ولكن مع مرور الوقت، قد يهدأ الشخص ويعود لوضعه الطبيعي ليتواصل مع الطرف الآخر.

لكن في بعض الأحيان، يتطور الصمت إلى معاملة صامتة ويصبح نمطًا من السلوك المدمر. وعندما يحدث هذا، يصبح تكتيكًا للسيطرة ومسيئًا عاطفيًا.

الأشخاص الذين يستخدمون الصمت العقابي كوسيلة لاكتساب القوة أو ممارسة السيطرة في العلاقات فهم سوف:

  • يلجأون إلى المعاملة الصامتة عندما لا تسير الأمور في طريقهم كما يريدون.
  • يستخدمونها كوسيلة لتجنب تحمل المسؤولية عن السلوك السيئ.
  • يعاقبونك بالمعاملة الصامتة عندما تزعجهم.
  • يطلبون منك الاعتذار أو الاستسلام للمطالب فقط حتى يتحدثوا إليك.
  • يرفضون الاعتراف بك حتى تذلل وتتوسل.
  • يستخدمون الصمت كطريقة سلبية عدوانية للتحكم في سلوكك (على سبيل المثال، تستسلم للمطالب أو تتجنب سلوكيات معينة لتجنب المعاملة الصامتة)
  • يُسكتونك عندما تحاول تأكيد نفسك من خلال رفض التحدث.
  • يعبرون عن الازدراء أو الاحتقار من أجل الحفاظ على الصمت.
  • يلجأون إلى الغضب والعداء لإسكاتك.
  • يستخدمه كوسيلة أساسية للتعامل مع الصراعات.

كيف أتخلص من الصمت العقابي؟

أولاً وقبل كل شيء، لا تلوم نفسك. إذا كنت تدرك أن مهارات حل النزاعات والتواصل لديك بحاجة إلى العمل، فأنت تحرز تقدمًا بالفعل! وإذا كنت مستعدًا لإجراء تغيير، فلدينا العديد من النصائح لك:

تقبل فكرة أنك تؤذي الآخرين

إذا كان لديك القدرة على الاعتراف بسلبياتك فهذا الأمر سيُساعدك بالتأكيد على تصحيحها. 

تذكر بأنك باستخدامك أسلوب الصمت العقابي ستسبب الأذى النفسي للآخرين ولن تحصل على تسعى إليه. لذلك قبل أن تُمارسه فكر بطريقة أكثر عقلانية للتعامل مع مشاكلك.

استشر الطبيب النفسي 

قد تواجه صعوبة للتعامل مع ميولك العدواني و السلبي تجاه الآخرين، عليك أن تفهم من أين تأتي هذه المشاعر والسلوكيات. لذلك جرّب استشارة الطبيب النفسي فهو سيمنحك الوقت والمساحة التي تحتاجها، حتى تتمكن من أن تكون أكثر استجابة عندما تنشأ النزاعات في المستقبل.

اقرأ أيضًا: اضطراب المزاج الدوري.

كن صبورًا مع نفسك

إن تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع النزاعات وحلها يعتبر أمر مهم. كما أن تغيير الطريقة التي تتواصل بها مع مشاعرك – أو تعلم كيفية التواصل مع مشاعرك لأول – هو  أمر مهم أيضًا.

تذكر بأنه لا يمكنك تغيير هذه الأشياء بين عشية وضحاها. سوف ترتكب أخطاء. كلنا نفعل ذلك. وهذا أمر طبيعي. لذلك ثق بنفسك ولا تفقد الأمل وكن صبورًا مع نفسك حتى تصل لما تريد.

كيف أتعامل مع شخص يُمارس الصمت العقابي؟

يُمكنك تجربة ما يلي لمن يُمارس عليك الصمت العقابي: 

أخبره بأنك تشعر بالإحباط

أخبر الشخص بما تشعر به. على سبيل المثال، يمكنك القول: “أنا أشعر بالأذى والإحباط لأنك لا تتحدث معي. أود أن أجد طريقة لحل هذا الأمر”.

يركز هذا النوع من العبارات على مشاعر ومعتقدات المتحدث بدلاً من أي خصائص ينسبها إلى الشخص الآخر.

اعترف بمشاعر الشخص الآخر

اطلب من الشخص الآخر أن يشاركك مشاعره. هذا يجعله يدرك أن مشاعره مهمة. ويمهد الطريق لمحادثة مفتوحة.

لا تصبح دفاعيًا أو تدخل في وضع حل المشكلات. حاول أن تظل حاضرًا واستمع بتعاطف.

إذا استجاب الشخص بطريقة تهديدية أو مسيئة، فمن المهم أن تتجنبه وأن تصمت حتى يهدأ.

اعتذر عن الكلمات أو الأفعال

على الرغم من أنه لا ينبغي عليك أن تعتذر أو تلوم نفسك على استخدام الشخص آخر الصمت العقابي تجاهك، لأن الصمت هو الطريقة التي يختارها للرد.

إلا أنه، عليك الاعتذار إذا قُلت أو فعلت شيئًا قد يؤذي مشاعره.

هدئ من روعك ورتب وقتًا لحل المشكلة

في بعض الأحيان، قد يعامل الشخص شخصًا ما بالصمت العقابي لأنه غاضب جدًا أو مجروح. قد يخاف من قول شيء يجعل الموقف أسوأ.

في هذه الحالات، قد يكون من المفيد أن تأخذ بعض الوقت للتهدئة قبل مناقشة المشكلة بهدوء.

تجنب الردود غير المفيدة

حاول تجنب تصعيد الموقف أو استفزاز الشخص الصامت ليتحدث. يمكن أن يؤدي هذا إلى المزيد من الصراع

المراجع:

  1. Clinic, C. (2024, August 1). The silent Treatment: causes and coping. Cleveland Clinic. https://health.clevelandclinic.org/silent-treatment
  2. Stritof, S. (2023, November 7). What couples should know about the silent treatment. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/married-couples-silent-treatment-2303421#toc-when-silence-is-abusive
  3. Leonard, J. (2020, June 8). Is the silent treatment a form of abuse? https://www.medicalnewstoday.com/articles/silent-treatment#how-to-respond