اليقظة المفرطة

ما هي اليقظة المفرطة؟

اليقظة المفرطة هي حالة يكون فيها الشخص في حالة تأهّب دائم، يراقب محيطه بحثًا عن تهديدات محتملة—حتى عندما لا يكون هناك خطر فعلي. قد تُعدّ اليقظة المفرطة عَرَضًا وليس اضطرابًا مستقلاً، وغالبًا ما ترتبط باضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو اضطرابات القلق. 

الأعراض المرتبطة باليقظة المفرطة

فيما يلي نوضح أعراض اليقظة المفرطة:

الأعراض الجسدية

  • تسارع نبض القلب أو خفقان
  • التنفّس السريع أو الضحَل
  • التعرّق أو الشعور بالحرارة
  • توتّر عضلي أو ارتعاش
  • اضطرابات في النوم (الأرق، الاستيقاظ المتكرر)
  • تعب مزمن بسبب استنزاف الطاقة الجسدية

الأعـراض النفسية والعاطفية

  • شعور دائم بالخوف أو القلق، حتى في مواقف عادية
  • الحساسية المفرطة تجاه الضوضاء أو الحركات المفاجئة
  • الميول إلى التهيّج والانفعال بسرعة
  • صعوبة في الاسترخاء أو “إيقاف التفكير”
  • تفكير مفرط في المخاطر أو سوء التقدير للمواقف الآمنة
  • الميل إلى الشك أو الحذر المفرط تجاه الآخرين

الأعراض السلوكية

  • تجنّب المواقف التي تُعتقد أنها قد تحمل تهديدًا
  • مراقبة مستمرة للمحيط (النظر المتكرر إلى الخارج، تفحص الزوايا)
  • التثبّت أو البحث عن الدلالات الصغيرة للتهديد في البيئة
  • صعوبة التركيز على المهام اليومية بسبب الانشغال بالمخاوف المحيطة

العوامل والأسباب المساهمة في ظهور اليقظة المفرطة

التجارب الصادمة السابقة

غالبًا ما تنشأ اليقظة المفرطة بعد المرور بأحداث صادمة مثل الاعتداء، الحوادث، أو الحرب، حيث يُهيّء الدماغ لاحتمال وقوع هذا الحدث مجددًا، فيبقى في وضع استعداد دائم. 

اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة

أشخاص يعانون من اضطرابات القلق العام أو PTSD غالبًا ما يعانون من تأهّب مفرط، إذ يربط الدماغ تلقائيًا بعض المنبهات بالحسّ بالخطر حتى دون وجود تهديد حقيقي. 

العوامل البيولوجية والنفسية

قد يلعب نشاط مفرط في الأميغدالا (مركز الخوف في الدماغ)، أو خلل في تنظيم الجهاز العصبي الذاتي دورًا في بقاء الجهاز في حالة تأهّب دائم. بعض الأشخاص لديهم حساسية بيولوجية أكبر تجاه المنبهات النفسية والجسدية مما يجعلهم أكثر عرضة لهذه الحالة. 

مؤثرات خارجية ومحفّزات يومية

عوامل مثل الضوضاء العالية، التجمّع، المواقف الاجتماعية، المشاحنات المفاجئة، أو حتى التوتر المستمر في الحياة اليومية يمكن أن تُفاقم اليقظة المفرطة أو تُشعلها.

كيف يتم تشخيص اليقظة المفرطة؟

نظرًا لأنها ليست اضطرابًا مستقلًا في معظم التصنيفات، يُنظر إلى اليقظة المفرطة كعرض ضمن مجموعة اضطرابات نفسية. عملية التشخيص تشمل:

  • مقابلة سريرية مع مختص في الصحة النفسية لفحص الأعراض، بدايتها، شدتها، ومدى تأثيرها على الحياة اليومية
  • استخدام استبيانات ومقاييس لتقييم القلق، تشوش الانتباه، استجابة الجهاز العصبي
  • المعيار التشخيصي لوجود اضطراب مثل PTSD أو اضطراب القلق، إذا وجدت معاييرها
  • فحص الأعراض الفسيولوجية والجسدية، واستبعاد المشكلات الطبية التي قد تسبب استجابات مشابهة

كيف يُعالج التأهّب المفرط؟

العلاج النفسي المعرفي‑السلوكي (CBT)

يُعدّ من أكثر الأساليب فعالية؛ يهدف إلى إعادة هيكلة الأفكار التي تربط المواقف العادية بالخطر، وتدريب المريض على استخدام استراتيجيات تعديل السلوك (مثل التعرّض التدريجي للمواقف المثيرة للخوف بشكل آمن).

العلاج بالتعرّض أو المعالجة المُعيدَة للتجربة (Exposure / EMDR)

في حالات مرتبطة بصدمة (PTSD)، قد يُستخدم التعرض المنضبط للمواقف المخيفة أو الذكريات تحت إشراف مختص، أو تقنية معالجة إعادة الحركة العينية (EMDR).

الأدوية 

قد تُستخدم مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق أو مثبّطات بيتا (لتخفيف التأثير الجسدي مثل خفقان القلب). عند شدة الأعراض، بصرف النظر عن العلاج النفسي كجزء من خطة شاملة. 

تقنيات ضبط النفس والاسترخاء

  • تمارين التنفس البطيء والعميق
  • التأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness)
  • التمارين البدنية المنتظمة
  • تقليل المحفّزات مثل الكافيين أو المنبهات
  • استخدام أساليب تأريض (grounding) للتخفيف من التركيز الزائد على المخاوف

خلاصة

اليقظة المفرطة حالة تتجاوز مجرد انشغال ذهني؛ هي حالة مستمرة من التوتّر الداخلي تجعل الشخص في حالة تأهّب دائمة تجاه محيطه. تظهر من خلال أعراض جسدية ونفسية، وتتداخل مع اضطرابات أخرى مثل القلق وPTSD. التشخيص الدقيق مهم لفهم السياق الكامل للحالة، والعلاج العنصر الأساسي فيه هو المزيج بين العلاج النفسي، والتقنيات السلوكية، والدعم، وأحيانًا الأدوية. بالتزامن مع ذلك، فإن تقنيات الاسترخاء والعناية الذاتية تلعب دورًا مكملًا مهمًا في استعادة التوازن.

اقرأ أيضًا: الطفولة و تأثيرها على الصحة النفسية

المراجع الأجنبية

  1. Medical News Today. Hypervigilance: Symptoms, causes, and treatment. Medical News Today
  2. Healthline. Hypervigilance: Symptoms, Causes, Treatment. Healthline
  3. Verywell Mind. Hypervigilance in PTSD and Other Disorders. Verywell Mind
  4. WebMD. Overly Alert? Hypervigilance and Your Health. WebMD
Tags: No tags

Comments are closed.