الهستيريا التحويلية، أو ما يعرف باضطراب التحويل هي حالة نفسية تتمثل في ظهور أعراض جسدية لا يُمكن تفسيرها طبيًا، وتحدث كرد فعل نفسي تجاه ضغوط أو صدمات نفسية. يُعتقد أن العقل “يحوّل” الصراع أو الضيق النفسي إلى أعراض جسدية حقيقية، دون وجود خلل عضوي واضح.
ورغم أن المصاب قد يبدو وكأنه يتظاهر بالمرض، فإن الأعراض حقيقية تمامًا بالنسبة له، وتؤثر على حياته اليومية بشكل كبير.
أعراض الهستيريا التحويلية
تختلف أعراض الهستيريا التحويلية من شخص لآخر، وقد تظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي. وتشمل الأعراض الشائعة:
- فقدان مؤقت للقدرة على الحركة (مثل شلل الذراع أو الساق).
- اضطرابات في الرؤية أو السمع دون سبب عضوي.
- نوبات تشبه الصرع، ولكنها ليست ناتجة عن نشاط عصبي غير طبيعي.
- صعوبة في الكلام أو البلع.
- فقدان الإحساس في جزء معين من الجسم.
- الرعشة أو التشنجات الجسدية.
اللافت أن هذه الأعراض غالبًا ما تظهر بعد حدث نفسي مؤلم، كفقدان شخص عزيز، أو التعرض لحادث، أو ضغوط مستمرة.
قد يهمك: أعراض الهستيريا النفسية
الأسباب والعوامل المؤدية إلى الهيستيريا التحويلية
لم يُحدَّد سبب عضوي واضح للهستيريا التحويلية، لكنه غالبًا ما ينشأ عن تفاعل معقد بين العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية. من أبرز العوامل:
- التعرض لصدمات نفسية أو عاطفية قوية (مثل الاعتداء أو الحوادث).
- القلق والاكتئاب المزمن.
- مشاكل في التعبير عن المشاعر أو التعامل مع التوتر.
- تجارب الطفولة السلبية أو التربية الصارمة.
- وجود تاريخ عائلي لاضطرابات نفسية.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب؟
يمكن أن يؤثر اضطراب التحويل على الأشخاص في مختلف المراحل العمرية، بما في ذلك الأطفال. ومع ذلك، تميل بعض الأعراض إلى الظهور بشكل أكثر شيوعًا في فئات عمرية معينة؛ فعلى سبيل المثال، تحدث النوبات عادةً في سن يتراوح بين 20 و29 عامًا، في حين تظهر الأعراض الحركية غالبًا بين سن 30 و39 عامًا. وتُشير الإحصائيات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالرجال.
ما الفحوصات اللازمة لتشخيص اضطراب التحويل؟
يعتمد اختيار الفحوصات التي يُجريها الطبيب على نوع الأعراض التي تظهر على المريض. وفي العادة، يُوصى بإجراء مجموعة من الفحوصات العصبية والتصويرية لاستبعاد الأسباب العضوية. من أبرز هذه الفحوصات:
- تحاليل الدم: للكشف عن اضطرابات الجهاز المناعي أو وجود سموم معينة، مثل ارتفاع مستويات بعض المعادن كالنحاس.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): للحصول على صور دقيقة للدماغ وتقييم وجود أي خلل هيكلي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم لتحديد أي تغيرات في أنسجة الدماغ أو الحبل الشوكي.
- تخطيط كهربائية الدماغ (EEG): لتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ واستبعاد النوبات الصرعية.
- تخطيط كهربائية العضلات (EMG): يُستخدم لفحص مدى كفاءة الأعصاب والعضلات.
- اختبارات التحفيز الكهربائي: مثل اختبار الجهد المُستحث لتقييم الاستجابة العصبية.
في حال لم تظهر أي مشاكل عضوية يتم إجراء فحص وتقييم نفسي للمريض.
علاج الهستيريا التحويلية
يعتمد علاج الهيستيريا التحويلية على بناء علاقة ثقة بين المريض والطبيب، ويتضمن عادةً:
1. العلاج النفسي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أنجح الوسائل المستخدمة لمساعدة المرضى على فهم الرابط بين حالتهم النفسية والأعراض الجسدية، وتعلم طرق صحية للتعامل مع التوتر.
2. الأدوية
في بعض الحالات، تُستخدم مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لعلاج الاضطرابات النفسية المرافقة مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق العام.
المراجع: