الأكل العاطفي هو سلوك يتناول فيه الشخص الطعام استجابةً لمشاعر معينة وليس بسبب الشعور بالجوع. في هذه الحالة، يستخدم الطعام كوسيلة لتخفيف التوتر، القلق، الحزن، أو حتى الملل، مما قد يؤدي إلى تناول كميات زائدة أو اختيار أطعمة غير صحية.
كيف يختلف الأكل العاطفي عن الأكل الطبيعي؟
الأكل الطبيعي يتم استجابةً لجوع الجسم، حيث يشعر الإنسان بحاجة واضحة لتناول الطعام للحفاظ على طاقته وصحته.
أما الأكل العاطفي، فهو مرتبط بالمشاعر، بحيث يلجأ الشخص للطعام كطريقة للتعامل مع مشاعر سلبية أو إيجابية، وليس بسبب الشعور بالجوع الفعلي.
أسباب الأكل العاطفي
هناك عدة أسباب تجعلك تلجأ إلى الأكل العاطفي، منها:
التوتر وتأثيره على الشهية
هل لاحظت كيف يجعلك التوتر تشعر بالجوع؟ الأمر لا يقتصر على العقل فقط، فحين يكون التوتر مزمنًا، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول الذي يزيد الرغبة في تناول الأطعمة المالحة، الحلوة، والمقلية. هذه الأطعمة تمنح شعورًا مؤقتًا بالمتعة والطاقة، وكلما زاد التوتر، زاد احتمال اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتخفيف.
كبت المشاعر عبر الطعام
يلجأ البعض إلى الطعام كطريقة لكبح أو تهدئة مشاعر سلبية مثل الغضب، الخوف، الحزن، القلق، الوحدة، أو الخجل. أثناء تناول الطعام، يمكن للشخص أن يُخدر هذه المشاعر لفترة مؤقتة، متجنبًا مواجهة ما يزعجه حقًا.
الملل والشعور بالفراغ
هل سبق وأن تناولت الطعام لمجرد الملل أو لملء فراغ داخلي؟ كثيرًا ما يصبح الطعام وسيلة لشغل الوقت والفم عندما يشعر الإنسان بالخمول أو انعدام الهدف، مما يشتت الانتباه عن الشعور بعدم الرضا أو الفراغ العاطفي.
تأثير عادات الطفولة
تعود عادات الأكل العاطفي أحيانًا إلى الطفولة؛ مثل مكافأة الآباء بأطعمة معينة كالآيس كريم أو الحلوى عند تحقيق إنجاز.
هذه العادات تنتقل للبلوغ، أو تكون مرتبطة بالحنين لذكريات دافئة مثل تناول الطعام مع العائلة في مناسبات خاصة.
التأثيرات الاجتماعية على السلوك الغذائي
المناسبات الاجتماعية تجمع الناس حول الطعام، ما قد يدفع البعض للإفراط في الأكل لمجرد التواجد أو لأن الجميع يأكلون.
التوتر في مثل هذه المواقف، بالإضافة إلى رغبة التوافق مع العائلة أو الأصدقاء، قد تشجع على تناول كميات أكبر من الطعام دون وعي.
علامات تدل على الأكل العاطفي
تتضمن أهم العلامات التي قد تُشير للأكل العاطفي:
- تناول الطعام بسرعة وبدون وعي.
- الميل إلى أطعمة معينة مثل الحلويات أو الأطعمة الدهنية.
- الشعور بالذنب أو الندم بعد الأكل.
- تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بالراحة أو الهدوء مؤقتًا بعد الأكل.
كيف يمكن التعامل مع الأكل العاطفي؟
للتعامل مع هذه الحالة يوصى باتباع الآتي:
- التعرف على المشاعر: حاول معرفة المشاعر التي تحفزك على الأكل.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق، أو التأمل.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
- الاحتفاظ بمذكرة للطعام والمشاعر: لتحديد الأنماط والعوامل المحفزة.
- البحث عن بدائل صحية: مثل تناول الفواكه أو شرب الماء عند الشعور بالرغبة في الأكل.
- طلب الدعم النفسي: في حال كان الأكل العاطفي يؤثر على حياتك بشكل سلبي.
لماذا من المهم التعامل مع الأكل العاطفي؟
الإفراط في الأكل العاطـفي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، مشاكل صحية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الصحة النفسية.
التعامل معه يساعد في تحسين العلاقة مع الطعام والجسم، ويقلل من التأثيرات السلبية على الصحة العامة.
اقرأ أيضًا: العصبية المفرطة وطرق التخلص منها
المراجع: