ما هي متلازمة حساسية الاصوات  أو الميزوفونيا؟

حساسية الاصوات

متلازمة حساسية الاصوات أو الميزوفونيا أو الانزعاج من الأصوات، هي اضطراب نفسي يجعل الشخص المًُصاب يشعر بمشاعر سلبية تتمثّل بالغضب والقلق والتوتر والانزعاج وحتى الذعر والحاجة إلى الفرار، عند سماعه لأصوات معينة.

سيوضح لنا الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال أكثر عن هذه المتلازمة.

اعراض حساسية الاصوات

تدور أعراض حساسية الاصوات حول كيفية رد فعل الشخص تجاه الأصوات. وهذا يعني أن ردود الفعل يمكن أن تكون:

عاطفية

وهي المشاعر التي يشعر بها الشخص تجاه الأصوات، ويمكن أن تكون بسيطة أو شديدة. بالنسبة للعديد من الأشخاص، تتصاعد هذه المشاعر بسرعة. وهذا يعني أن الانزعاج أو التهيج يمكن أن يتحول بسرعة إلى غضب.

تتضمن ردود الفعل العاطفية الأخرى ما يلي:

  • القلق.
  • الاشمئزاز.
  • الخوف.
  • التهيج.

الأعراض الجسدية

الأعراض الجسدية تتضمن عمليات الحماية الذاتية التي تنطلق تلقائيًا. فمعظمها مشابه لما يحدث لأي شخص عند تعرضه لموقف خطير أو مخيف.

قد تشمل ردود الفعل الجسدية ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشعور بضغط أو ضيق في الصدر.
  • القشعريرة.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • التعرق.

قد يهمك أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

سلوكية

وهي السلوكيات والأفعال التي تحدث استجابة للأصوات المحفزة. وعادة ما تكون اندفاعية أو غريزية. وهذا يعني أن الشخص قد لا يملك السيطرة الكاملة عليها.

قد تشمل ردود الفعل السلوكية ما يلي:

  • تجنب المواقف التي قد تحدث فيها أصوات محفزة.
  • ترك المنطقة عند حدوث صوت محفز.
  • ردود الفعل اللفظية أو الصوتية، مثل التحدث أو الصراخ على الشخص الذي أحدث الصوت.
  • اللجوء للعنف لإيقاف الصوت، ولكن يعتبر ذلك نادرًا.

قد تختلف شدة الأعراض فعندما تكون الأعراض أقل حدة، قد تكون ردود الفعل العاطفية والجسدية هي كل ما يشعر به الشخص. أما إذا كانت الأعراض أكثر حدة، فقد تكون التأثيرات قوية لدرجة أنه قد يُعاني أيضًا من رد فعل سلوكي.

في الحالات الشديدة للغاية، قد يتفاعل الشخص بقوة شديدة – إما بالكلمات أو الأفعال – بحيث لا يكون لديه وقت للتفكير قبل أن يتصرف بطريقة تزعج الآخرين. في مثل هذه المواقف، من الشائع أن يدرك الشخص المصاب بـ حساسية الاصوات ما فعله ويندم عليه بعد ذلك. لكنه قد يواجهون صعوبة في السيطرة على ردود أفعال مماثلة في المستقبل.

أكثر الأصوات شيوعًا التي تحفز الأعراض

لوحظ بأن بعض الأصوات قد تحفز أعراض حساسية الاصوات أكثر من غيرها. ومنها:

  • أصوات مضغ الطعام، التي تؤثر على 81% من الأشخاص المُصابين بحساسية الاصوات.
  • أصوات التنفس أو النفخ من خلال الأنف بضوتٍ عالٍ، التي تؤثر على 64%.
  • طقطقة أصابع، التي تؤثر على حوالي 60%.

أسباب حساسية الاصوات

من غير المعروف إلى الآن السبب الرئيسي لـ حساسية الاصوات، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة وهي كالآتي:

اختلافات بنية الدماغ

تظهر الأبحاث أن الأشخاص المصابين بـ حساسية الاصوات هم أكثر عرضة لوجود اختلافات معينة في بنية الدماغ ونشاطه. أحد هذه الاختلافات هو وجود نشاط أكثر من الطبيعي في مناطق معينة من الدماغ وفيما بينها.

المُعاناة من مشاكل صحية أو نفسية أخرى

من المرجح أن تحدث حساسية الاصوات لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل:

المشاكل العصبية

وتتضمن الآتي:

  • اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
  • اضطراب طيف التوحد.
  • متلازمة توريت.

المشاكل النفسية

ومنها نذكر:

  • الاكتئاب الشديد (MDD).
  • الوسواس القهري (OCD).
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب الشخصية الحدية (BPD).

الحالات أو الأعراض المتعلقة بالسمع

ومن الأمثلة عليها:

  • فقدان السمع.
  • طنين الأذن.
  • فرط السمع.

التاريخ العائلي

هناك أدلة على أن حساسية الأصوات قد تكون حالة وراثية تنتقل بين أفراد العائلة. وهناك أيضًا طفرة جينية واحدة على الأقل يعتقد الخبراء أنها تلعب دورًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت هذه الاحتمالات صحيحة.

طرق العلاج

بالرغم من عدم وجود علاج محدد لحساسية الصوت في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن إدارة الأعراض بفعالية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات التكيفية، والتي تشمل:

  • الاستماع إلى موسيقى هادئة أو أصوات مهدئة، أو استخدام الضوضاء البيضاء لتقليل تأثير المحفزات الصوتية.
  • تجربة استخدام سماعات لإلغاء الضوضاء وبالتالي تخفيف التأثيرات الصوتية المحيطة.
  • الطلب من الأشخاص المحيطين التوقف عن إصدار الأصوات التي تسبب الانزعاج.

يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مفيداً في تعديل الأنماط الفكرية المرتبطة بحساسية الصوت، من خلال معالجة وإعادة صياغة الأفكار وردود الأفعال غير المرغوب فيها. يساهم هذا النوع من العلاج في تسهيل التعامل مع المشاعر والأحاسيس الجسدية التي تثيرها الأصوات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تقنيات الاسترخاء مثل الراحة والتأمل يمكن أن تساعد في تقليل التوتر، مما يساهم في تخفيف الأعراض المرتبطة بحساسية الصوت.

المراجع:

  1. Cartreine, J., PhD. (2019, June 24). Misophonia: When sounds really do make you “crazy.” Harvard Health. https://www.health.harvard.edu/blog/misophonia-sounds-really-make-crazy-2017042111534#:~:text=What%20is%20misophonia%3F,and%20a%20desire%20to%20escape.
  2. Professional, C. C. M. (n.d.-l). Misophonia. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24460-misophonia#symptoms-and-causes
  3. What is misophonia? (2023, November 10). https://www.medicalnewstoday.com/articles/320682#triggers
Tags: No tags

Comments are closed.