الخوف من النوم أو ما يُعرف طبيّا بـ”هيبنوفوبيا، هو اضطراب نفسي يتمثل في الشعور بالقلق أو الذعر عند اقتراب وقت النوم أو مجرد التفكير في النوم. قد يعاني المصابون من أفكار متكررة ومزعجة، مثل الخوف من فقدان السيطرة، أو القلق من عدم الاستيقاظ مرة أخرى، أو رؤية كوابيس مزعجة.
هذا النوع من الرهاب يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، ويؤدي إلى الإرهاق، انخفاض التركيز، وتدهور الصحة النفسية والجسدية. في هذا المقال، سنتناول الأسباب الشائعة لهذا الاضطراب، ونقدّم طرقًا فعالة للمساعدة على التخلص منه.
ما هو الخوف من النوم؟
الخوف من النوم هو حالة نفسية تصيب بعض الأفراد وتجعلهم يشعرون بالخوف أو القلق المفرط من النوم. قد يظهر هذا الخوف على شكل:
- تأجيل النوم بشكل متكرر
- صعوبة في الاسترخاء رغم التعب
- شعور بالخطر عند محاولة النوم
- تسارع ضربات القلب أو نوبات هلع قبل النوم
- تجنب النوم في أماكن أو أوضاع معينة
في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الخوف من النوم إلى أرق مزمن أو اضطرابات في المزاج مثل الاكتئاب والقلق العام.
أسباب الخوف من النوم
هناك عدة عوامل يمكن أن تُسبب أو تُساهم في تطوّر رهاب النوم، ومن أهمها:
1. تجارب سلبية سابقة
الأشخاص الذين مرّوا بتجارب مؤلمة مرتبطة بالنوم، مثل الكوابيس المتكررة أو نوبات هلع ليلية، قد يربطون النوم بالخطر.
2. الخوف من فقدان السيطرة
بعض الأفراد يعانون من القلق المتعلق بفقدان التحكم في النفس أو المحيط أثناء النوم، مما يدفعهم إلى مقاومة الدخول في حالة النوم.
3. الكوابيس واضطرابات النوم
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل شلل النوم أو السير أثناء النوم، أو الذين يرون كوابيس مزعجة، قد يطورون خوفًا من النوم لتجنب هذه التجارب المؤلمة.
4. اضطرابات نفسية أخرى
في كثير من الحالات، يكون الخوف من النـوم مرتبطًا باضطرابات أخرى مثل:
- القلق العام
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
- الاكتئاب
أعراض الخوف من النوم
من المهم التعرّف على الأعراض المرتبطة بهذه الحالة، والتي قد تشمل:
- قلق شديد أو نوبات هلع عند التفكير في النوم
- تسارع ضربات القلب أو تعرّق قبل النوم
- أرق مستمر أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً
- تجنّب الذهاب إلى الفراش رغم الشعور بالتعب
- تغيرات في المزاج بسبب قلة النوم مثل العصبية أو الحزن
طرق التخلص من الخوف من النوم
التعامل مع الخوف من النوم يتطلب مزيجًا من العلاج النفسي وتغيير نمط الحياة. فيما يلي أهم الأساليب المجربة:
1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
هذا النوع من العلاج يُعتبر من أنجح الطرق في علاج الرهاب. يساعد المصاب على:
- فهم الأفكار السلبية المرتبطة بالنوم
- تحدّي هذه الأفكار واستبدالها بأفكار واقعية وإيجابية
- بناء عادات نوم صحية
2. العلاج بالتعرض التدريجي
يقوم على تعريض الشخص لمواقف مرتبطة بالنوم تدريجيًا وبطريقة منظمة حتى يقلّ الخوف تدريجيًا. يمكن أن يبدأ بتهدئة الفراش، ثم الاستلقاء فيه دون النوم، ثم محاولة النوم لفترات قصيرة، وهكذا.
3. الاسترخاء وتمارين التأمل
- تمارين التنفس العميق
- التأمل قبل النوم
كل هذه الوسائل تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق المرتبط بالنوم.
4. الروتين الليلي المنتظم
بناء روتين نوم منتظم يُرسل إشارات للجسم بأن وقت الراحة قد حان. يشمل هذا:
- النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا
- تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم
- استخدام الإضاءة الخافتة مساءً
5. الحد من المنبهات
تجنّب الكافيين، والنيكوتين، والسكريات العالية قبل النوم، لأنها قد تزيد من نشاط الدماغ وصعوبة الاسترخاء.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
إذا استمر الخوف من النوم لأكثر من عدة أسابيع، وبدأ يؤثر على الحياة اليومية، كالعمل أو العلاقات أو الصحة العامة، فذلك مؤشر مهم يستدعي استشارة طبيب نفسي.
قد يهمك: عسر المزاج: هل يرتبط بالاكتئاب؟
المراجع:
- Somniphobia (Fear of sleep). (2025, May 19). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22645-somniphobia
- Mph, Z. S. (2023, October 13). What to know about somniphobia. https://www.medicalnewstoday.com/articles/somniphobia