الخوف من الارتباط كيف أتعامل معه؟

الخوف من الارتباط

الخوف من الارتباط هو شعور شائع يواجهه الكثير من الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم. 

قد يكون هذا الخوف ناجمًا عن تجارب سابقة مؤلمة، أو مخاوف من فقدان الحرية الشخصية، أو عدم اليقين بشأن المستقبل، ومهما كانت الأسباب يمكن أن يعوق هذا الخوف قدرتنا على بناء علاقات صحية ومستدامة. 

 في هذا المقال، يوضح لنا الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي الأسباب المحتملة لهذا الخوف، مع تقديم نصائح عملية للتعامل معه، وكيف يمكنك التغلب على هذه المشاعر لتحقيق حياة عاطفية متوازنة ومرضية.

الخوف من الارتباط: ما هو؟

الخوف من الارتباط، هو حالة نفسية يشعر فيها الشخص بقلق شديد أو خوف من الدخول في علاقة جدية أو الالتزام بشخص آخر على المدى الطويل. 

يمكن أن يؤدي هذا الخوف إلى تجنب العلاقات أو الانسحاب عند اقتراب العلاقة من مرحلة الالتزام.

ما أسباب الخوف من الارتباط؟

أسباب الخوف من الارتباط متعددة وتتنوع بين التجارب الشخصية والعوامل النفسية، وتشمل:

تجارب سابقة مؤلمة

تجارب سلبية في العلاقات السابقة، مثل الخيانة أو الانفصال المؤلم، يمكن أن يؤدي إلى خوف من إعادة تجربة الألم.

الخوف من فقدان الحرية

البعض يخشى من فقدان استقلاليتهم وحرية اتخاذ قراراتهم الخاصة عندما يكونون في علاقة جدية.

المشاكل العائلية

النمو في بيئة عائلية مضطربة أو معقدة يمكن أن يؤثر على نظرة الشخص للعلاقات والالتزام، وهذا ما يؤدي إلى الخوف من الارتباط.

قلة الثقة بالنفس

الأشخاص الذين يعانون من قلة الثقة بالنفس قد يشعرون بعدم الكفاءة أو بعدم الجدارة بالعلاقات الجدية.

الخوف من المستقبل

القلق بشأن المستقبل وما قد يحمله من تحديات ومسؤوليات يمكن أن يجعل الشخص مترددًا في الالتزام بعلاقة طويلة الأمد.

الخوف من التغيير

من أسباب الخوف من الارتباط أن بعض الأشخاص يشعرون بالراحة في حياتهم الفردية وقد يخشون التغيير الذي يمكن أن تجلبه العلاقة الجديدة.

التوقعات العالية

وضع توقعات غير واقعية بشأن العلاقة أو الشريك المحتمل يمكن أن يؤدي إلى خوف من عدم تحقيق هذه التوقعات، مما يدفع الشخص لتجنب الالتزام والارتباط.

الضغوط الاجتماعية

الشعور بالضغط من المجتمع أو العائلة من أجل الارتباط والدخول في علاقة يمكن أن يزيد من القلق والخوف من الالتزام.

من هم المعرضون لـ الخوف من الارتباط؟

تشمل عوامل الخطورة ما يلي:

  • الجنس: الإناث أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الخوف مقارنةً بالرجال.
  • التاريخ العائلي: إن رؤية أحد والديك أو أحد أحبائك يعاني من هذا الخوف أو اضطراب القلق قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بنفس المخاوف.
  • الوراثة: تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية تجعلهم أكثر عرضة لاضطرابات القلق والرهاب.
  • خوف آخر: يمكن أن يكون لديك أكثر من نوع واحد من الرهاب في نفس الوقت، على سبيل المثال: الشخص الذي يخاف من الحب قد يعاني أيضًا من الخوف من الالتزام (مثل رهاب الزواج)، أو من الخوف من الرفض، أو من الخوف من الهجر. 

هذه الحالات قد تتداخل وتؤثر على قدرة الشخص على الدخول في علاقات عاطفية صحية.

ما هي أعراض الخوف من الارتباط؟

يمكن تقسيم الأعراض كما يلي:

أعراض عامة

وتشمل:

  • الشعور بالقلق الشديد أثناء الدخول في علاقة.
  • الشعور بالقلق المستمر بشأن انتهاء العلاقة.
  • الشعور بالخوف من شريك الحياة أو من العواطف.
  • إبعاد الناس عنه أو إنهاء العلاقات فجأة.
  • الهروب من المواقف العاطفية.
  • التفكير السلبي حول العلاقات والالتزام.

أعراض جسدية

مثل:

  • الدوخة.
  • جفاف الفم.
  • الشعور الشديد بالخوف أو الرعب.
  • الغثيان أو القيء أو الإسهال.
  • التعرق الشديد.
  • زيادة سرعة التنفس.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • الرجفة.
  • ضيق التنفس.

كيف يتم تشخيص الخوف من الارتباط؟

تشخيص الخوف من الارتباط يتم عادةً من خلال تقييم شامل يجريه الطبيب النفسية بعد إجراء مقابلة شخصية لجمع المعلومات اللازمة حول المريض.

ثم يتم استخدام استبيانات أو مقاييس نفسية لتقييم مستوى القلق والخوف من الالتزام والعلاقات، هذه الأدوات تساعد في تحديد شدة الأعراض وتأثيرها على حياة الشخص.

ويستخدم الطبيب المعايير التالية لتشخيص الخوف من الارتباط، وتشمل:

  • استمرار الخوف من الحب لمدة ستة أشهر على الأقل.
  • الخوف الشديد أو القلق عندما يشعر الشخص بالحب.
  • ظهور أعراض الرهاب عندما يجد الشخص نفسه في موقف محبب.
  • القلق أو الخوف الذي يجعل الشخص يتجنب إعطاء أو تلقي الحب.

طرق علاج الخوف من الارتباط

إليك بعض الأساليب الشائعة لعلاج الخوف من الارتباط:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعد العلاج السلوكي المعرفي نهج فعال لعلاج الخوف من الارتباط، حيث أنه يساعد الشخص على التعرف على الأفكار السلبية والمشوهة التي تساهم في الخوف وتغييرها إلى أفكار أكثر إيجابية وواقعية.

العلاج بالتعرض

هذا النوع من العلاج يشجع الشخص على مواجهة مخاوفه تدريجيًا وبطريقة آمنة، على سبيل المثال، يمكن أن يبدأ الشخص بالتحدث عن الالتزام ثم يتقدم إلى خطوات صغيرة نحو بناء علاقة جدية.

العلاج النفسي الديناميكي

يساعد هذا العلاج الشخص على فهم الجذور العميقة لخوفه من الالتزام، بما في ذلك تجارب الطفولة والعلاقات السابقة التي قد تكون ساهمت في هذا الخوف.

العلاج الجماعي

يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الخوف لأنهم يستطيعون التفاعل مع الآخرين الذين يواجهون مشكلات مشابهة. 

بالإضافة إلى ذلك يتم تشجيع الشخص على التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل مفتوح وصادق، وهذا يمكن أن يساعد في تقليل القلق المرتبط بالالتزام.

العلاج الدوائي

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالدواء للمساعدة في إدارة القلق الشديد أو الاكتئاب المصاحب للخوف من الالتزام. 

الدعم من الأصدقاء والعائلة

دعم الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. يمكن أن يساعد الأشخاص المقربين في تقديم الدعم العاطفي وتشجيع الشخص على مواجهة مخاوفه.

وبشكل عام يجدر التنويه أنه من المهم متابعة العلاج بانتظام مع الطبيب لضمان تقدم العلاج وتعديل الخطط العلاجية حسب الحاجة.

اقرأ ايضًا: ما هي أنواع الفوبيا؟


في النهاية، يمكن القول إن الخوف من الارتباط هو عقبة نفسية يمكن التغلب عليها من خلال الوعي والجهود المستمرة. 

إذا كنت تعاني من هذا الخوف، فلا تتردد في طلب المساعدة والدعم اللازمين لتحقيق حياة مليئة بالحب والتواصل الصادق.

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-n). Philophobia (Fear of falling in love). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22521-philophobia-fear-of-falling-in-love
  2. What is philophobia? (2024b, February 25). WebMD. https://www.webmd.com/anxiety-panic/what-is-philophobia

Tags: No tags

Comments are closed.