ما سبب الحساسية المفرطة في المشاعر؟

الحساسية المفرطة

بعض الأشخاص قد يكونون أكثر تأثراً بالتجارب والمواقف السلبية مقارنةً بالآخرين، ويعبرون عن ردود فعل مبالغ فيها تجاه الضغوطات والمشكلات اليومية التي يواجهونها.تؤثر الحساسية النفسية على جوانب متعددة من الحياة اليومية ويجعل الشخص أكثر انغلاقًا في تفاعلاتهم الاجتماعية. ولكن ما هي سبب الحساسية المفرطة في المشاعر؟ لتعرف الإجابة سيقدمها الدكتور 

أسباب الحساسية المفرطة

الأسباب الدقيقة للحساسية المفرطة ليست مفهومة تمامًا، ولكن من المحتمل أن تلعب الوراثة والتجارب الشخصية دورًا مهمًا.

تتضمن بعض الأسباب المحتملة الأخرى للحساسية ما يلي:

التعب

عندما تكون مرهقًا، قد تكون أقل قدرة على التحكم في استجاباتك العاطفية، مما يجعلك أكثر حساسية تجاه سلوك الآخرين وعرضة لسوء تفسير أقوالهم.

انخفاض احترام الذات

إذا كنت تعاني من احترام ذاتي منخفض، قد تشعر بقلق زائد بشأن آراء الآخرين. مما يجعلك تأخذ الأمور بشكل شخصي وتبالغ في فهم ما يقوله الآخرون ويفعلونه.

المشاكل النفسية الأخرى

القلق والاكتئاب يمكن أن يجعلانك تشعر بمزيد من الحساسية.

الحديث السلبي مع النفس

من الصعب الحفاظ على نظرة إيجابية إذا كنت أكبر ناقد لنفسك. التقليل المستمر من شأن نفسك قد يجعلك تعتقد أن الآخرين يرونك بنفس الطريقة السلبية.

التعرض لصدمات نفسية سابقة

الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو الأحداث المؤلمة، مثل وفاة أحد الأحباء، وضغوطات الحرب، والتجارب الخطيرة. وبالتالي يمكن للصدمة أن تسبب حساسية عاطفية على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: الطفولة و تأثيرها على الصحة النفسية

السعي نحو الكمال

 السعي نحو الكمال يمكن أن يجعلك أكثر حساسية للنقد.

المرور بمرحلة انتقالية

قد تكون في خضم تغييرات كبيرة مثل تغيير وظيفتك، الانتقال إلى منزل جديد، أو تجربة الطلاق. التعامل مع هذه التحولات يتطلب كمية هائلة من الطاقة العقلية والعاطفية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر اضطراب روتينك اليومي ونقص النوم على قدرتك على العناية بنفسك، مما يزيد من مستوى القلق لديك خلال النهار. التغيرات الكبيرة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة ملحوظة في حساسيتك.

نصائح للسيطرة على مشاعر الحساسية المفرطة

في بعض الأحيان، تكون الحساسية ميزة إيجابية، لكن الحساسية المفرطة يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق العاطفي، مما يستدعي البحث عن طرق لعلاجها أو التخفيف منها. فيما يلي استراتيجيات قد تساعدك في تقليل حساسيتك:

الإدارة الذاتية

تتطلب إدارة الذات ووعي النفس إدراك لحظات عدم الراحة الشخصية. من خلال تحديد هذه اللحظات، يمكنك اتخاذ خطوات مناسبة للعناية بنفسك والتعامل مع مشاعرك بشكل أفضل.

التأكد من المحفزات

أحياناً تكون تجاربك السابقة هي ما يسبب لك حساسية مفرطة وليس المواقف الحالية. حاول التحقق من المحفزات الفعلية من خلال سؤال صديق مقرب للحصول على رأي موضوعي يساعدك في تقييم الموقف بدقة.

توجيه الرسائل الإيجابية للذات

تكرار العبارات الإيجابية يمكن أن يساعدك في تغيير أنماط التفكير حول المواقف التي تجعلك حساسًا. عبارات مثل “الجميع يرتكب الأخطاء”، “لا يمكن للجميع أن يحبك”، و”تطوير مهارات جديدة والتعرف على أشخاص جدد يستغرق وقتًا” قد تكون مفيدة.

التحدث مع الأشخاص المقربين

الحصول على دعم نفسي من أصدقاء مقربين ومتعاطفين يمكن أن يقلل من الوعي الذاتي الذي يعزز حساسيتك. دعم شخص يفهم مشاعرك ويسمعك بدون إصدار أحكام يمكن أن يكون مفيدًا.

التفاعل مع المواقف

التعرض التدريجي للمواقف التي تسبب الحساسية المفرطة يمكن أن يساعدك في تقليل ردود فعلك المبالغ فيها. من المهم أن يكون هذا التعرض تدريجيًا وبجرعات صغيرة لتجنب زيادة مستويات القلق، ويفضل التنسيق مع شخص داعم خلال هذه العملية.

تعلم كيفية تنظيم عواطفك

تنظيم العواطف هو القدرة على التحكم في مشاعرك وأفكارك وسلوكياتك. من خلال هذه القدرة، يمكنك التعامل بشكل أفضل مع المشاعر السلبية مثل الضيق والغضب. عندما تتدرب على تنظيم عواطفك، ستصبح أكثر قدرة على تقييم مشاعرك بموضوعية قبل اتخاذ أي تصرف، مما يساعد في تقليل الحساسية.

إحدى الطرق الفعالة لتعزيز تنظيمك العاطفي هي إعادة تفسير المواقف عمدًا للتحكم في ردود أفعالك العاطفية تجاهها. من خلال تغيير طريقة تفكيرك، يمكنك تعديل مشاعرك ورؤية الأمور من زاوية مختلفة، مما يساهم في معالجة الحساسية النفسية المفرطة.

تقبل نفسك كما هي

عندما تكون حساسًا للغاية، قد تكثر من انتقاد نفسك، مما يزيد من مشاعرك الداخلية السلبية. بدلاً من ذلك، حاول تقبل نفسك كما أنت وقلل من البحث المستمر عن دلائل النقد أو الرفض من الآخرين.

في رحلتك نحو قبول ذاتك، انتبه إلى النقاط التالية:

  • تقبل نفسك بجميع جوانبها، بما فيها الإيجابية والسلبية. لا يوجد شخص خالٍ من العيوب.
  • اكتشف نقاط قوتك وطورها، مع التركيز على عدم مقارنة نفسك بالآخرين.
  • حدد حدودًا واضحة لما تقبله وما لا تقبله من الآخرين.
  • حافظ على نظرة إيجابية وركز على استخدام الحديث الذاتي الإيجابي والتأكيدات المشجعة لتعزيز ثقتك بنفسك.
  • اعترف بأخطائك وامنح نفسك المساحة لمسامحة نفسك عن الماضي، مما يساعدك على التقدم نحو المستقبل.

العلاج النفسي

قد يكون سبب حساسيتك المفرطة هو كيفية تعاملك مع المواقف والأشخاص. يمكن للعلاج النفسي أن يساعدك في فهم أنماط تفكيرك وتقديم الملاحظات التي تعزز قدرتك على التعامل مع الأشخاص أو المواقف بدلاً من تجنبها.

قد يهمك أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

متى ينبغي اللجوء للطبيب النفسي؟

إذا قمت بمحاولة التغلب على حساسيتك المفرطة بنفسك دون تحقيق نتائج ملموسة، فقد يكون الوقت قد حان للبحث عن مساعدة متخصصة بدلاً من محاولة تجنب المواقف المحفزة أو تقييد حياتك.

يمكن أن يوفر العلاج النفسي المهارات الضرورية للتعامل مع ردود الفعل الجسدية الناتجة عن الحساسية المفرطة تجاه المحفزات في المواقف الاجتماعية، مما يساعدك على التخفيف من تأثيرها على حياتك.

المراجع:

  1. Why Am I So Sensitive? Advice from a Therapist. (n.d.). Choosingtherapy. https://www.choosingtherapy.com/why-am-i-so-sensitive/
  2. MSEd, K. C. (2023a, November 15). How to be less sensitive. Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/how-to-be-less-sensitive-7092743#toc-potential-causes-of-being-sensitive
Tags: No tags

Comments are closed.