تعد عصبية المراهق من الظواهر الشائعة خلال مرحلة المراهقة، وهي جزء طبيعي من عملية النمو والتطور النفسي والعاطفي. في هذه الفترة، يواجه المراهق تغييرات جسدية وعاطفية كبيرة، تتسبب في تقلبات مزاجية واضطرابات في التعامل مع الضغوطات والمواقف اليومية.
في هذه المرحلة يشعر المراهق بالحاجة إلى الاستقلالية وتكوين هويته الشخصية، مما قد يؤدي أحيانًا إلى الانفعال والعصبية تجاه المحيطين به، سواء كانوا أفراد الأسرة أو الأصدقاء. على الرغم من أن هذه العصبية قد تُعتبر جزءًا من التحديات الطبيعية في هذه المرحلة، إلا أن من المهم أن يتم التعامل معها بحذر وفهم، من خلال تواصل فعال ودعم مناسب يساعد المراهق على التعامل مع مشاعره وتوجيه طاقاته بشكل إيجابي.
كيف أتعامل مع عصبية المراهق؟
أهم طرق التعامل مع عصبية المراهق تتلخص في الآتي:
تجنب توجيه الانتقادات
عدم انتقاد المراهق بشكل مفرط يعد من الخطوات المهمة التي تساهم في شعوره بالأمان والثقة عند اللجوء إليك بمشاعره أو مشكلاته. عندما يشعر المراهق بأنه يمكنه التحدث بحرية دون أن يُحكم عليه أو ينتقد، يصبح أكثر استعدادًا للانفتاح عليك.
كما ينبغي أن تتفهمي مشاعره المتضاربة والصراعات الداخلية التي يمر بها، ولا تقللي من شأنها أو تعتبرينها مجرد تصرفات غير هامة، فهي جزء من مرحلة النمو.
من الضروري أن يكون النقد موجهًا بشكل بناء ليعلم المراهق أين أخطأ، ولكن الإفراط في النقد قد يؤدي إلى تدمير ثقته بنفسه وزيادة تمرده. لذلك، يجب أن تختاري بعناية الوقت الذي توجهين فيه انتقاداتك أو تطلبين منه تحسين سلوكياته.
عدم استخدام أسلوب العنف أو الصراخ
الابتعاد عن أسلوب الصراخ أو الهجوم اللفظي يمكن أن يقلل من حدة التوتر بينكما، ويساعد في تهدئة الموقف بدلاً من تصعيده.
إظهار التعاطف
يُعد إظهار التعاطف مع مشاعر طفلك المراهق خطوة أساسية في بناء علاقة صحية. من المهم أن تتحقق من صحة مشاعر طفلك وتفهم سبب غضبه أو انزعاجه.
وبدلاً من الحكم عليه، حاول أن تجد نقطة يمكنك التعاطف معها. على سبيل المثال، قد تقول: “أستطيع أن أفهم شعورك بالإحباط إذا لم تتمكن من الخروج مع أصدقائك”، فهذا يساعد في تهدئة الموقف ويجعل المراهق يشعر بأن مشاعره مفهومة.
الاتساق في تطبيق العواقب
الوضوح والاتساق في التعامل مع الحدود أمر بالغ الأهمية مع المراهقين. من المهم تحديد قواعد واضحة وواقعية، مع التأكد من أن المراهق يعرف ما هو متوقع منه وما هي العواقب المحتملة عند عدم الالتزام.
الاتساق يجعل المراهقين يفهمون حدودهم وما هو متوقع منهم، ويعزز شعورهم بالثقة في القواعد.
على سبيل المثال، إذا حددت موعدًا لعودة المراهق إلى المنزل، فاشرح له مسبقًا ما سيحدث إذا تأخر عن الموعد المحدد.
من الأمثلة على عدم الاتساق أن تمنع المراهق من الخروج بسبب عدم تنظيف غرفته، ثم تسمح له في المرة القادمة بتجاهل نفس القاعدة دون أي عواقب. كذلك، إذا قررت منع المراهق من الخروج لمدة أسبوع، لا ينبغي السماح له بالخروج بعد يومين فقط.
اقرأ أيضًا: اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال
أخذ فترات راحة
من المفيد في الأوقات المتوترة أن تتدرب على توقف المحادثات بشكل مؤقت. هذا يظهر للمراهق أن من المقبول أن يأخذ الشخص استراحة عندما تكون المشاعر في ذروتها، حتى لا يندم لاحقًا على ما يُقال أو على العواقب المترتبة على ذلك.
يمكنك أن تقول شيئًا مثل: “أشعر أنني غاضب الآن. سأذهب إلى الحمام لمدة 15 دقيقة لأهدأ، وبعدها سنعود لنتحدث في الموضوع مجددًا.” هذه الطريقة تمنح كلا الطرفين الفرصة لأخذ نفس عميق، مما يساعد على التفكير بشكل أكثر هدوءًا ووضوحًا قبل استئناف النقاش.
مناقشة المواضيع الحساسة في أوقات هادئة
بعض المواضيع قد تثير الكثير من الجدل والتوتر، مثل الحديث عن الأشخاص المقربين، الهواتف، أو وسائل التواصل الاجتماعي. من الأفضل تجنب مناقشة هذه المواضيع في لحظات الانفعال.
يمكنك أن تقول “لنقم بمناقشة هذا الموضوع بعد المدرسة عندما نتمكن من أخذ وقت للتفكير. سيكون من الجيد أن نلتقي ونتحدث عن كيفية التعامل مع الأمر بشكل أفضل.”
من الأفضل طرح هذه المواضيع عندما يكون الجو هادئًا، مع وضع حدود واضحة قبل حدوث أي موقف عاطفي.
تعليم كيفية التعامل مع الغضب
من المهم تعليم المراهق كيف يهدئ نفسه عندما يشعر بالغضب. شارك مع طفلك الطرق التي تستخدمها لتفريغ غضبك بشكل صحي، ودعه يرى كيف تتعامل مع المشاعر السلبية.
تخصيص وقت ممتع مع العائلة
إذ يمكن أن يكون وسيلة رائعة لتعزيز العلاقة الأسرية، ما يعزز مشاعر الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة.
ولا تنسى أن تتعرف على اهتمامات ابنك المراهق، وتحاول المشاركة معه في الأنشطة التي يحبها، فهذا يسهم في بناء رابط قوي بينكما ويزيد من التواصل والفهم المتبادل.
شجع المراهق على العناية بنفسه
أحد الطرق الفعّالة التي يمكن للشخص المراهق اتباعها للتخفيف من المشاعر السلبية هو التركيز على صحته الجسدية. إليك بعض العادات الصحية التي يمكن أن تساهم في تحسين حالته المزاجية:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على من 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة.
- تناول طعام متوازن وصحي.
- المشاركة في الأنشطة والهوايات المفضلة.
اطلب الدعم
التعامل مع مراهق غاضب قد يكون مرهقًا، لذلك من المهم أن تجد الدعم المناسب. يُمكنك التواصل مع طبيب نفسي والذي قد يعطيك أهم النصائح للتعامل مع عصبية المراهق.
المراجع:
- Website, N. (2023, March 24). Teen aggression and arguments. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/children-and-young-adults/advice-for-parents/teen-aggression-and-arguments/
- U of U Health Authors & Marketing and Communication. (2022b, January 28). 8 Tips for Dealing with Your Angry Teenager. University of Utah Health | University of Utah Health. https://healthcare.utah.edu/healthfeed/2022/01/8-tips-dealing-your-angry-teenager