كيف يمكن التعامل مع آثار الانفصال العاطفي 

الانفصال العاطفي

الانفصال العاطفي هو حالة تتمثل في عدم القدرة أو الرغبة في التواصل مع الآخرين على المستوى العاطفي. بالنسبة لبعض الأفراد، يعد هذا الانفصال وسيلة لحماية أنفسهم من مشاعر القلق والتوتر.

بالنسبة لآخرين، قد لا يكون هذا الانفصال خيارًا طوعيًا بل نتيجة لأحداث معينة تجعلهم غير قادرين على الانفتاح أو الصدق بشأن مشاعرهم.

ينجم عن الانفصال العاطفي عادًة العديد من الآثار النفسية، ولكن كيف يمكن التعامل معها؟

كيف يمكن التعامل مع الانفصال العاطفي؟

إذا كنت تشعر بفقدان الاتصال بمشاعرك وتأثرت علاقاتك بذلك، فلا داعي للقلق. هناك خطوات عملية يمكنك اتخاذها لاستعادة هذا الاتصال العاطفي في حياتك. إليك بعض الطرق للتعامل مع الانفصال العاطفي:

تعزيز العلاقات

احرص على إحاطة نفسك بأشخاص داعمين وموثوقين. هذا الأمر يصبح ذا أهمية خاصة إذا كنت تعاني من الانفصال العاطفي نتيجة تجارب مؤلمة سابقة.

التعامل مع المواقف العاطفية

تذكر أن تغيير الأنماط العاطفية المتجذرة يستغرق وقتاً وصبراً. كن لطيفًا مع نفسك واحتفظ بنظرة إيجابية. وجود دعم من الأشخاص المحيطين بك سيساعدك في تحقيق تقدم مستمر في هذه الرحلة.

طلب المساعدة من أخصائي نفسي

الاستعانة بالمساعدة من أخصائي نفسي لا تعني أنك ضعيف. إذا كان الانفصال العاطفي يؤثر سلبًا على حياتك، فلا تتردد في التحدث إلى أخصائي نفسي. حيثُ يمكن له أن يساعدك في معالجة المشاعر الصعبة من خلال استخدام تقنيات وأساليب مدروسة علميًا، مما يمكن أن يعيد لك الاتصال بمشاعرك.

ممارسة اليقظة الذهنية

اليقظة الذهنية هي تقنية تهدف إلى التركيز على اللحظة الراهنة، مع الانتباه إلى الأفكار والمشاعر والأحاسيس الجسدية التي تراودك. يسهم هذا الأسلوب في تعزيز وعيك الذاتي وفهم ما يجري من حولك بشكل أعمق.

ما هي أسباب الانفصال العاطفي؟

غالبًا ما ينجم الانفصال العاطفي عن تراكم مشاعر سلبية مثل الغضب والإحباط والخيبة، التي تؤثر سلبًا على روابط العلاقة. ومن بين الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الانفصال العاطفي:

التعرّض لمواقف صادمة

حيث يعتبر الانفصال العاطفي ردة فعل على أحداث مؤلمة سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل التعرض للإساءة أو الفراق أو الحزن لفقدان شخص عزيز.

الخوف من التعرض للأذى

يلجأ البعض إلى الانفصال العاطفي كوسيلة لحماية أنفسهم من الألم، مفضلين بناء جدار عاطفي حول أنفسهم خاصة بعد تجارب مؤلمة في علاقات سابقة.

نشأة الشخص خلال مرحلة الطفولة

إذا نشأ الفرد في بيئة لا تُقدِّر المشاعر أو تُشجع على التعبير عنها، فمن المحتمل أن يحتفظ بهذه الصفات حتى مرحلة البلوغ. وقد يجد صعوبة في بناء علاقات عميقة أو حتى في فهم مشاعره الخاصة، مما يدفعه نحو الانسحاب العاطفي.

الصراع بين الأشخاص

قد تؤدي مشاعر الاستياء والإحباط إلى انسحاب الأفراد عاطفيًا من علاقاتهم، حيث يختارون تقليل أو قطع التواصل كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية التي يشعرون بها.

تناول بعض الأدوية

قد تسبب بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، شعورًا بالانفصال العاطفي كأثر جانبي. لذا، من المهم مناقشة أي تغييرات في المشاعر مع طبيبك إذا كنت تتناول دواءً.

ما هي الحالات النفسية التي قد ترتبط بالانفصال العاطفي؟

يمكن أن تترافق بعض الاضطرابات النفسية مع شعور الانفصال العاطفي، ومن هذه الحالات:

اضطراب الشخصية الفصامية

يتميز هذا الاضطراب بالميل إلى الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية والعاطفية، وغالبًا ما يظهر الأفراد المصابون سلوكيات تشير إلى عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري الأسباب الأعراض والعلاج

اضطراب ما بعد الصدمة

يؤدي هذا الاضطراب إلى مجموعة من الاضطرابات العاطفية، حيث قد يواجه بعض الأفراد صعوبة في التواصل مع مشاعرهم، بينما قد يعاني آخرون من عواطف قوية يصعب عليهم السيطرة عليها.

التعلق التفاعلي

يحدث اضطراب التعلق التفاعلي (RAD) نتيجة لتجارب مؤلمة في الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال. تؤثر هذه التجارب بشكل كبير على قدرة الطفل على تكوين علاقات صحية وبناء الثقة مع البالغين.

علاج الانفصال العاطفي

يعتمد علاج الانفصال العاطفي على ما يسببه. إذا كان ناجمًا عن حالة أخرى، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة، فينبغي علاج الحالة الأساسية.

قد يكون العلاج النفسي مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من الانفصال العاطفي. ويشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يتضمن تحديد وفحص الأفكار والسلوكيات غير الصحية وتعليم الشخص كيف يتعامل معها بطريقة صحيحة أكثر.

الخيار الآخر هو العلاج النفسي الديناميكي، والذي يركز على فهم العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، مع التركيز على كيفية تأثير التجارب الماضية على الحاضر. يعتمد هذا النوع من العلاج على مبادئ التحليل النفسي، ويهدف إلى مساعدة الأفراد على التعرف على الصراعات الداخلية والأنماط العاطفية التي قد تؤثر على حياتهم.

المراجع:

  1. What It Means to Be Emotionally Detached. (n.d.). Psychologytoday. https://www.psychologytoday.com/intl/blog/click-here-for-happiness/202302/are-you-emotionally-detached
  2. Jones, H. (2024, September 30). How to overcome emotional Detachment. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/emotional-detachment-5215195#toc-how-to-cope-with-emotional-detachment
Tags: No tags

Comments are closed.