اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

 اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

يعد اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال من بين الاضطرابات النفسية التي قد تؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال وأسرهم. 

يعاني العديد من الأطفال من هذا النوع من الاضطرابات، والتي تتميز بتقلبات مزاجية حادة ومفاجئة تؤثر على سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية وأدائهم الأكاديمي.

يقدم لك الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي، في هذا المقال، سنقوم باستكشاف أسباب وعوامل الخطر المحتملة لاضطرابات التقلبات المزاجية التخريبية عند الأطفال، بالإضافة إلى تأثيراتها على حياتهم وحياة أسرهم. 

كما سنناقش كيفية التعرف على هذه الاضطرابات ومعالجتها، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح والاستراتيجيات للتعامل معها بشكل فعال وداعم.

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال عبارة عن حالة نفسية تسبب تهيجًا مزمنًا وشديدًا ونوبات غضب متكررة لدى الأطفال.

في حين أنه من الطبيعي أن يمر بعض الأطفال بفترات من التقلب المزاجي وأن يصبحوا عصبيين في بعض الأحيان، إلا أن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب تكون النوبات  أكثر حدة وتدوم لفترة أطول.

غالبًا ما تكون نوبات الغضب هذه غير متناسبة مع الموقف من حيث الشدة والمدة، وهذه الحالة قد تؤدي لتعطل حياة الطفل اليومية لأنها قد تكون أكثر حدة من المتوقع بالنسبة للأطفال في سنهم.

متى يظهر اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال؟

تبدأ عادةً أعراض أو علامات ظهور اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال قبل سن العاشرة.

وبشكل عام تتراوح أعراض اضطرابات التقلبات المزاجية التخريبية من التقلبات المزاجية السريعة بين الفرح والحزن إلى العدوانية والانفعالات الشديدة. 

وبينما يمكن أن تكون هذه التقلبات جزءًا من تطور الطفل الطبيعي، إلا أنها تصبح مشكلة عندما تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلى حياة أسرهم بشكل عام.

أعراض اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال؟

غالبًا ما يرافق هذا الاضطراب علامات وأعراض، مثل:

  • مزاج عصبي أو غاضب معظم اليوم، كل يوم تقريبًا.
  • نوبات غضب شديدة لفظية أو سلوكية لا تتناسب مع الموقف، وغالبًا ما تحدث هذه النوبات 3 مرات أو أكثر في الأسبوع.
  • نوبات غضب تحدث بانتظام لمدة 12 شهر على الأقل.
  • عدم القدرة على التحكم في الانفعالات الشديدة.
  • مشاكل في الأداء اليومي بسبب التهيج سواءً في المنزل أو المدرسة.

الأسباب

يعد هذا الاضطراب من الحالات الجديدة نسبيًا فلم يعرف إلى الآن أسبابه، على الرغم من وجود بعض عوامل الخطر التي يعتقد أنها تلعب دورًا، مثل:

  • الوراثة.
  • الحالات المزاجية.
  • الحالات العقلية المزمنة.
  • تجارب الطفولة.
  • عدم دعم الوالدين للطفل.
  • الصراعات العائلية.
  • المشاكل التأديبية في المدرسة.

وغالبًا ما يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعًا خلال الطفولة المبكرة ومن المحتمل أن يتزامن مع حالات نفسية أخرى.

التشخيص

يقوم الأخصائي النفسي بتشخيص اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال حسب معايير الحالة الموضحة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

بالإضافة إلى أن الأخصائي قد يطلب من الوالدين وصف سلوك الطفل في المنزل وفي الأماكن العامة، ومعرفة الأعراض التي تظهر عليه.

ويجدر التنويه مرةً أخرى أنه يجب أن تكون الأعراض موجودة قبل سن 10 سنوات للحصول على التشخيص، لا يمكن أن التشخيص في عمر أقل من 6 سنوات أو أكبر من 18 عامًا.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أني أحتاج طبيب نفسي؟

طرق علاج اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال

غالبًا ما يوصي الأخصائي النفسي بالعلاجات التالية:

العلاج النفسي

ويسمى أيضًا العلاج بالكلام، حيث أن العلاج يهدف إلى مساعدة الشخص على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات غير الصحية.

وتشمل الأنواع المختلفة من العلاج النفسي التي تساعد في التخفيف من أعراض اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعًا، حيث أن الطبيب يساعد الطفل على اكتشاف أفكاره وعواطفه لفهم كيف تؤثر أفكاره على أفعاله.

بالتالي من خلال العلاج السلوكي المعرفي يمكن للطفل التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتعلم كيفية تبني أنماط وعادات تفكير أكثر صحة.

العلاج السلوكي الجدلي (DBT)

يساعد العلاج السلوكي الجدلي في تعليم الطفل كيفية تنظيم عواطفه وتجنب النوبات الشديدة أو الطويلة.

تدريب الوالدين

قد يوصي الطبيب بدمج علاج الطفل مع تدريب الوالدين، حيث أنه يمكن تعليم الوالدين طرقًا أكثر فعالية للاستجابة للسلوك العصبي، مثل: توقع الأحداث التي قد تؤدي لحدوث نوبة لدى الطفل ومحاولة منعها.

بالإضافة إلى أن التدريب يركز على أهمية التوافق مع الطفل واستخدام التعزيز الإيجابي لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها وتعزيز السلوكيات الصحية.

الأدوية

لا يوجد إلى الآن دواء محدد لعلاج اضطراب تقلبات المزاج التخريبية عند الأطفال، ولكن قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية للمساعدة على تخفيف الأعراض، مثل:

  • المنشطات، مثل: ميثيلفينيديت (Methylphenidate)  لتقليل التهيج الناتج عن اضطراب تقلبات المزاج التخريبية.
  • مضادات الاكتئاب، مثل: سيتالوبرام (Citalopram) لعلاج مشاكل التهيج والمزاج التي قد يعاني منها الأطفال.
  • مضادات الذهان غير التقليدية، لعلاج الأطفال الذين يعانون من التهيج ونوبات شديدة من الغضب والعدوان.

يجدر التنويه أنه بمرور الوقت مع نمو الأطفال وتطورهم قد يعاني المراهق من أعراض أقل، لكنه قد تبدأ ظهور علامات وأعراض الاكتئاب أو القلق لذلك قد يتغير العلاج بمرور الوقت أيضًا.

اقرأ أيضًا: التعامل مع الأطفال في فترة الحروب

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-f). Disruptive Mood Dysregulation Disorder (DMDD). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24394-disruptive-mood-dysregulation-disorder-dmdd
  2. Disruptive Mood Dysregulation Disorder: The Basics. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/publications/disruptive-mood-dysregulation-disorder
  3. Felton, A. (2022, November 11). What is disruptive mood dysregulation Disorder? WebMD. https://www.webmd.com/children/what-is-disruptive-mood-dysregulation-disorder
  4. Admin. (2023, December 12). Quick guide to Disruptive Mood Dysregulation Disorder. Child Mind Institute. https://childmind.org/guide/disruptive-mood-dysregulation-disorder-a-quick-guide/
  5. MSEd, K. C. (2022, May 6). An overview of Disruptive Mood Dysregulation Disorder (DMDD). Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/disruptive-mood-dysregulation-disorder-4774447
Tags: No tags

Comments are closed.