ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

الشخصية الحدية (Borderline personality)، هو اضطراب نفسي يؤثر بشكلٍ كبير على قدرة الشخص على إدارة عواطفه، ويمكن أن يؤدي إلى صعوبة في السيطرة على المشاعر والسلوك، وبالتالي زيادة الاندفاع، إلى جانب حدوث مشاكل في نظرة الشخص لنفسه، كما ويؤثر سلبًا على علاقاته مع الآخرين، وذلك نتيجة الغضب الحاد والحالات المزاجية المتقلبة للشخص المُصاب.[1] [2]

وفي هذا المقال سيُجيبنا الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي عن سؤال ماذا تعرف عن الشخصية الحدية.

أسباب الشخصية الحدية

من غير معروف إلى الآن السبب الرئيسي لاضطراب الشخصية الحدية، ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة، ومنها:[3]

  • التعرّض لصدمات نفسية أو إساءة معاملة أثناء الطفولة: إذ أنّ ما يصل إلى 70% من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية تعرضوا للإيذاء العاطفي أو الجسدي عندما كانوا أطفالًا.
  • الوراثة: إذ تشير الدراسات إلى أن اضطراب الشخصية الحدية ينتشر في العائلات، وهذا يعني أنّه إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، فمن المرجح أن يزداد خطر الإصابة بهذه الحالة.
  • تغيرات الدماغ: فقد وجد أنّ الأشخاص المُصابون باضطراب الشخصية الحدية، يكون لديهم مشاكل في تواصل أجزاء الدماغ التي تتحكم في المشاعر والسلوك، وعادًة ما تؤثر هذه المشاكل على طريقة عمل الدماغ.

أعراض الشخصية الحدية

عادًة ما تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع بداية مرحلة البلوغ، وقد تزداد سوءًا في مرحلة الشباب وتتحسن تدريجيًّا مع تقدم العمر.[2]

وتشمل الأعراض ما يلي:

خوف شديد من الهجر

غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالخوف من التخلي عنهم أو تركهم بمفردهم، حتى مع المواقف البسيطة، مثل وصول أحد أفراد الأسرة إلى المنزل متأخرًا من العمل أو الذهاب بعيدًا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، قد يثير لديهم خوفًا شديدًا.[4]

يمكن أن يدفع ذلك الشخص المُصاب إلى بذل جهود لإبقاء الشخص الآخر قريبًا منه، من خلال التشبث به أو بدء الشجار أو تتبع تحركاته أو حتى منعه جسديًا من المغادرة.[4]

مشاكل في العلاقات

يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية إلى إقامة علاقات قوية وقصيرة الأمد، حيثُ قد يقع في الحب بسرعة، معتقدًا أن كل شخص جديد هو الشخص الذي سيجعله يشعر بالكمال، وسرعان ما يُصاب بخيبة أمل.[4]

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أنني في علاقة سامة ؟

السلوك الاندفاعي

وقد تشمل ما يلي:[5]

  • الرغبة في إيذاء النفس: خاصة إذا كان المُصاب يشعر أيضًا بالحزن والاكتئاب الشديدين، ويمكن أن يؤدي هذا الدافع إلى الشعور بالرغبة بالانتحار أو محاولة الانتحار.
  • وجود دافع قوي للانخراط في أنشطة متهورة وغير مسؤولة: مثل الإفراط في شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، وغيره.

أفكار مضطربة

يمكن أن تؤثر أنواع مختلفة من الأفكار على الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، بما في ذلك:[5]

  • أفكار مزعجة تتمثل بفقدان الثقة بالذات وقد يظن الشخص بأنّه فظيع أو غير موجود.
  • سماع أصوات لمدة دقائق في كل مرة، قد تبدو في كثير من الأحيان وكأنها تعليمات لإيذاء النفس أو الآخرين.
  • الهلوسة مثل سماع أصوات غير موجودة.

تقلبات مزاجية شديدة

حيثُ قد تستمر لعدة ساعات أو لعدة أيام، وتتمثل في فرح كبير، أو ضيق، وشعور بالعار أو القلق.[2]

التشخيص

بدايةً يقوم الطبيب بالتحقق من الصحة النفسية ويسأل عن التاريخ الطبي والأعراض، كما قد يتحقق من التاريخ العائلي.[6]

ولتأكيد التشخيص يستخدم الطبيب عادًة الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، حيثُ قد يتم تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الحدية إذا كان الشخص يُعاني من خمسة على الأقل من الأعراض السابقة، وإذا استمرت لفترة طويلة وكان لها تأثير كبير على أجزاء مختلفة من الحياة للمُصاب.[6]

علاج الشخصية الحدية

يتم تحديد الخطة العلاجية بناءً على تقييم الطبيب لكل حالة على حِدا، واعتمادًا على العوامل التالية:[7]

  • عمر المريض، والصحة العامة، والتاريخ الطبي.
  • مدى تحمله للأدوية أو إجراءات أو علاجات محددة.
  • التوقعات الخاصة بمسار المرض.

وتشمل الخيارات العلاجية المتوفرة ما يلي:

العلاج النفسي

وهو العلاج الأكثر شيوعًا لهذه الحالة، ويتضمن ما يلي:[7]

  • العلاج السلوكي المعرفي: يُساعد هذا العلاج على التركيز على الأفكار والأفعال الخاطئة وكيفية تغييرها.
  • العلاج السلوكي الجدلي: يُركز على أن يكون المُصاب أكثر وعيًا باللحظة الحالية، مع تعليمه كيفية تقليل العواطف والأفعال المتطرفة.
  • العلاج بالمخططات المعرفية: يساعد على تغيير الطريقة التي يرى بها نفسه، وكيفية تحويل وجهات النظر السلبية إلى آراء أكثر إيجابية.
  • أنظمة التدريب على القدرة على التنبؤ العاطفي وحل المشاكل (STEPPS): يتضمن تدريب الشخص على السيطرة على ردود أفعاله تجاه مواقف معينة، كما ويتم تدريب العائلة والأصدقاء أيضًا.

أدوية لعلاج الشخصية الحدية

قد يوصي الطبيب في بعض الأحيان ببعض العلاجات الدوائية، خاصًة إذا كان الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية يعاني أيضًا من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب القلق، أو الاكتئاب.[8]

ومن الأمثلة عليها:[9]

  • مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب.
  • مضادات الذهان للمساعدة على تقليل القلق والغضب ومشاكل التفكير المرتبطة بالتوتّر.
  • الأدوية المضادة للقلق لعلاج القلق.

هل يوجد حاجة للعلاج في المستشفى؟

أجل في الحالات الشديدة، قد يحتاج الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية إلى الذهاب إلى المستشفى، للحصول على الرعاية المناسبة، وعادةً ما يوصى بهذا العلاج فقط كإجراء قصير المدى على وجه التحديد للمرضى المعرضين لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين.[8]

نصائح للتعامل مع أعراض الشخصية الحدية

يوجد العديد من النصائح التي يمكن القيام بها للمُساعدة في تحسين القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكلٍ طبيعي من خلال السيطرة على الأعراض، ومنها:[10]

الحصول على العلاج

يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض الشخصية الحدية وذلك للحصول على العلاج المناسب والمُساعدة على السيطرة على الأعراض.

الالتزام بخطة العلاج 

أظهرت الأبحاث أنه مع العلاج الجيد واتباع تعليمات الطبيب، يمكن تقليل أعراض اضطراب الشخصية الحدية بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: اضطراب الشخصية الهيستيرية.

التعرف على محفزات الأعراض

يمكن أن تشمل محفزات اضطراب الشخصية الحدية ذكريات تجربة سابقة أو الشعور بالرفض أو التخلي عن أحد أفراد العائلة أو صديق مقرب، لذلك يمكن أن يساعد التعرف على المحفزات في إنشاء استراتيجيات للتعامل معها بفعالية عند التعرض لها.

المصادر:

  1. Borderline Personality Disorder. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/topics/borderline-personality-disorder#:~:text
  2. Borderline personality disorder – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, December 13). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/borderline-personality-disorder/symptoms-causes/syc-20370237
  3. Professional, C. C. M. (n.d.). Borderline Personality Disorder (BPD). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9762-borderline-personality-disorder-bpd#symptoms-and-causes
  4. Smith, M. (2023, November 6). Borderline Personality Disorder (BPD). HelpGuide.org. https://www.helpguide.org/articles/mental-disorders/borderline-personality-disorder.htm
  5. Website, N. (2023, February 15). Symptoms – Borderline personality disorder. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/borderline-personality-disorder/symptoms/
  6. What is borderline personality disorder (BPD)? (n.d.). Mind. https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/borderline-personality-disorder-bpd/about-bpd/#WhenIsBPDDiagnosed
  7. Borderline Personality Disorder. (2023, February 1). Johns Hopkins Medicine. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/borderline-personality-disorder
  8. Borderline personality disorder (BPD). (n.d.). Traits, Symptoms and Diagnosis | Healthdirect. https://www.healthdirect.gov.au/borderline-personality-disorder-bpd#managed
  9. Fletcher, J. (2023, October 25). Borderline Personality Disorder. Healthline. https://www.healthline.com/health/borderline-personality-disorder#complications
  10. Salters-Pedneault, K. (2022, August 26). What Is Borderline Personality Disorder (BPD)? Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/what-is-borderline-personality-disorder-bpd-425487#toc-complications-of-borderline-personality-disorder
Tags: No tags

Comments are closed.