الفرق بين الخوف الطبيعي والمرضي؟

الخوف المرضي

الخوف هو رد فعل طبيعي قد نشعر به عند التعرض لمواقف معينة، ولكن بالمقابل هناك خوف يكون مُفرط وغير منطقي، فمالفرق بين الخوف الطبيعي و الخوف المرضي؟ يُجيبنا على هذا السؤال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي في هذا المقال.

الفرق بين الخوف الطبيعي والمرضي؟

في الظروف العادية، يمكننا السيطرة على الخوف من خلال العقل والمنطق، حتى في المواقف التي تسبب لنا الخوف، فالخوف قد يكون مصدر حماية لنا من بعض المخاطر.[1]

ولكن إذا أصبح الخوف يُسيطر على حياة  الشخص بطريقة تؤثر عليه سلبيًّا، فهنا يُمكن القول بأنّه قد دخل في دوامة الخوف المرضي الذي يُسمى بالفوبيا أو الرهاب.[1]

ويكمُن الفرق بين الخوف الطبيعي والمرضي فيما يلي:

القدرة على التحكم في ردات الفعل والمشاعر

خلال الخوف الطبيعي يُمكن للشخص التحكم في خوفه من خلال التفكير المنطقي، أمّا بالنسبة للخوف المرضي فقد يصعُب عليه السيطرة على مشاعره حيثُ يكون الخوف لديه ومشاعر القلق شديدة بشكلٍ لا يتناسب مع مستوى الخطر الحقيقي.[1]

حتى أنّ مجرد التفكير في في الخوف أو الأشياء التي تؤدي إلى الخوف يمكن أن يتسبب في قلق مفاجئ وشديد.[1]

الخوف من أشياء محددة

عادة ما يسبب الرهاب أو الخوف المرضي الخوف من شيء أو موقف معين، لدرجة تدفع الشخص إلى قضاء الكثير من الوقت في القلق والتفكير في هذا الشيء.[2]

كما قد يبذل قصارى جهده لتجنب أي مكان قد يصادفه فيه، حتى لو كان ذلك يحد من حياته.[2]

الأعراض التي تظهر نتيجة الخوف المرضي

يُرافق الخوف المرضي أو الرهاب عادًة أعراض جسدية ونفسية شديدة تتمثّل بالآتي:[2]

  • التعرق المفرط.
  • الرعشة والارتجاف.
  • استفراغ و غثيان.
  • ألم الصدر.
  • صعوبة التنفس.
  • تسارع نبضات القلب.
  • الدوار أو الدوخة، أو حتى الشعور بالإغماء.
  • اضطراب المعدة.
  • الشعور بفقدان السيطرة أو الموت.
  • الحاجة إلى استخدام المرحاض.
  • نوبات ذعر.

اقرأ أيضًا: التوحد

مدة استمرار الأعراض

الخوف المرضي إذا تُرك دون علاج فقد يستمر لدى الشخص، بينما ينتهي الخوف الطبيعي بزوال المُسبب.[3]

اقرأ أيضًا: اضطراب القلق.

أسباب الخوف المرضي

في الواقع لا يوجد سببًا محددًا للخوف المرضي، ولكن هناك عوامل مختلفة قد تساهم في تطوير الخوف، وتشمل:[5]

  • العوامل الوراثية: حيث تزداد فرصة الإصابة في حال كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء) مُصابًا بالرهاب أو القلق.
  • مواجهة مواقف أو أحداث خطيرة: مثل التعرّض للغرق، أو لدغات الحيوانات، أو الارتفاعات الشاهقة، وغيره.
  • الإصابة بالأمراض: أو وجود بعض المخاوف الصحية.
  • السلوكيات المكتسبة: إذ يمكن اكتساب الخوف المرضي من البيئة المحيطة، خاصًة في مرحلة الطفولة.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب على الشخص مُراجعة الطبيب إذا كان لديه خوف مرضي (رهاب) يُرافقه ما يلي:[4]

  • تعارض الخوف المرضي مع أدائه ونوعية حياته الطبيعية، أو يمنعه من القيام بالأشياء التي قد يستمتع بها.
  • يسبب خوفًا شديدًا وقلقًا وهلعًا.
  • إدراك الشخص بأنّه خوف مفرط وغير معقول.
  • تجنب مواقف وأماكن معينة نتيجة الخوف الشديد.
  • استمرار أعراض الرهاب لمدة ستة أشهر على الأقل.

علاج الخوف المرضي

يتضمن علاج الخوف المرضي العديد من الخيارات العلاجية التي قد تكون فعّالة في تخفيف الأعراض ومنها العلاج النفسي أو الدوائي أو دمجها معًا، وفيما يلي بيان ذلك:[6] 

العلاج النفسي

العلاج السلوكي المعرفي، هو أحد أكثر أنواع العلاج نفسي شيوعًا، ينطوي على تعريض المريض بشكلٍ تدريجي للأمور التي تُثير مشاعر الخوف والقلق لديه في بيئة افتراضية.

وذلك يساعده على التخلص من الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة عن مخاوفه.

 العلاج بالأدوية

إذ تساعد بعض الأدوية  في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للشخص، وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب، ومنها:

  • مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI).
  • حاصرات بيتا.

نصائح عامة التعامل مع الخوف المرضي

يوجد بعض التقنيات التي تساعد في التغلب على الخوف المرضي من خلال التعامل مع الأعراض النفسية والجسدية، وتتضمن ما يلي: [5]

تعلم كيفية السيطرة على الذعر والقلق

قد يكون تعلم كيفية السيطرة على الذعر والقلق  أمرًا صعبًا في بداية الأمر، ولكن هناك العديد من التقنيات التي قد تُساعد على ذلك:

  • تعلم تقنيات الاسترخاء، إذ هناك العديد من تقنيات الاسترخاء المختلفة المتاحة، تشمل التأمل أو تمارين التنفس والتمدد.
  • التكيف مع نوبات الهلع، حيثُ ينصح باتباع بعض الاستراتيجيات أثناء نوبة الهلع، تشمل التركيز على التنفس أو الحواس. 

إجراء تغيرات على نمط الحياة

وتشمل كل مما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي، مع الحرص على الحد من كمية الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو الشوكولاتة وغيره.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم.

الحصول على الدعم

وذلك من خلال التحدث مع الأهل والأصدقاء، حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على التغلب على المخاوف.

هناك العديد من الفروقات التي تميز الخوف الطبيعي عن الخوف المرضي، فالخوف الطبيعي يحدث كرد فعل طبيعي للحماية من المخاطر التي قد نتعرض لها، وقد تزول أعراضه مع زوال المُسبب، أمّا الخوف المرضي فهو عبارة عن رد فعل مُفرط اتجاه أماكن أو مواقف معينة لدرجة قد تؤثر على حياة الشخص.

المصادر:

  1. Fritscher, L. (2024, January 10). Fear vs. Phobia: What's the Difference? Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/fear-or-phobia-2671982
  2. GoodRx – Error. (n.d.). https://www.goodrx.com/health-topic/mental-health/fear-vs-phobia
  3. Digital, A. (2022, May 26). Fear vs. Phobia. The Recovery Village Drug and Alcohol Rehab. https://www.therecoveryvillage.com/mental-health/phobias/fear-vs-phobia/
  4. Smith, M. (2023, November 17). Phobias and Irrational Fears. HelpGuide.org. https://www.helpguide.org/articles/anxiety/phobias-and-irrational-fears.htm
  5. What causes phobias? (n.d.). Mind. https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/phobias/causes-of-phobias/
  6. Wodele, A. (2019, March 23). Phobias. Healthline. https://www.healthline.com/health/phobia-simple-specific#causes
Tags: No tags

Comments are closed.