كيف أعرف أني مريض بارانويا؟

البارنويا

البارانويا أو جنون الارتياب هو شعور مستمر وغير عقلاني يستولي على تفكير المُصاب بأن الأشخاص من حوله يراقبونه ويلاحقونه أو يحاولون أن ينالو منه أو يتجسسون عليه باستمرار. 

كما قد يشعر بأنه معرض للاضطهاد والتهديد، وهذا يجعله يفقد الثقة بالآخرين.

وفي هذا المقال يُجيب الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي عن سؤال كيف أعرف أني مريض بارانويا كما سيوضح كيفية العلاج وغيره من المعلومات.

كيف أعرف أني مريض بارانويا؟

يُعاني الشخص المُصاب من البارانويا من العديد من الأعراض التي قد تتراوح حدتها ما بين الخفيفة إلى الشديدة وتتضمن:

  • مواجهة صعوبة في الثقة بالآخرين.
  • عدم تقبل انتقادات الآخرين.
  • فهم ملاحظات الآخرين بشكلٍ خاطئ.
  • يكون المُصاب دفاعي جدًا وعدواني وكثير الجدل.
  • يواجه صعوبة في التسامح والنسيان.
  • يظن دائمًا بأن الأشخاص يتحدثون عنه بالسوء من وراء ظهره.
  • كثير الشك ودائمًا ما يعتقد أن الآخرين يكذبون أو يخططون لخداعه.
  • مواجهة صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية مع الناس.
  • يشعر بالاضطهاد من قبل جميع من حوله، ويؤمن بنظرية المؤامرة.

تشخيص البارانويا

في الواقع لا يُمكن تأكيد الإصابة بالبارانويا إلا من خلال التشخيص الذي يقوم به الطبيب والذي يتضمن:

  • تقييم الأعراض التي يُعاني منها الشخص.
  • التحقق من التاريخ الطبي.
  • إجراء الفحص البدني.
  • إجراء اختبار النفسي.

قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى للتأكد من وجود عدوى أو أي مشكلة أخرى قد تسبب نفس الأعراض ومن هذه الأعراض اختبارات الدم والبول.

كما يتم في بعض الأحيان إجراء فحوصات للدماغ، مثل التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

في حال كان هناك شكوك بأن الشخص مُصاب بأحد المشاكل النفسية التي تسبب هذه الأعراض، فـ عادًة ما يتم التحقق من الأمور التالية لتأكيد التشخيص:

  • تأثير الأعراض في القدرة على العمل وأداء الأنشطة اليومية.
  • مدة استمرار الأعراض.
  • تم استخدام أدوية نفسية سابقًا.
  • التاريخ العائلي.

أنواع البارانويا

هناك ثلاثة أنواع  من البارانويا والتي تتضمن:

اضطراب الشخصية المذعور

وهو أكثر الأنواع اعتدالًا، يظهر على شكل مشاعر وأفكار وسلوكيات مريبة تستمر لفترة طويلة، ولكن بالرغم من ذلك لا تؤثر هذه الأعراض على حياة الشخص اليومية ويُمكن له أن يعمل بشكلٍ جيد.

عادًة ما تتحسن الأعراض مع التقدم في العمر وقد يتعافى المُصاب عندما يصل إلى عمر الخمسينات.

اضطراب الوهم (جنون الارتياب)

يُعاني المُصابون من هذا النوع من نوع واحد من الوهم بحيثُ يكون مستمرًّا وثابتًا دون وجود أي علامات أخرى.

حيثُ قد يكون لدى الشخص اعتقاد غير عادي ومقتنع به، على سبيل المثال أن يقتنع بأنه مُصابًا بمرض خطير على الرغم من أنه يتمتع بصحة جيدة.

الفصام المصحوب بعقدة الاضطهاد

وهو أكثر الأنواع حدة يجعل الشخص يُعاني من أوهام وهلوسات مريبة وغريبة لدرجة قد تجعله يرى جميع العالم من حوله مربكًا وهذا يؤثر على حياته بشكلٍ كبير.

طرق علاج البارانويا

يعتمد علاج البارانويا على شدة الأعراض بالإضافة إلى السبب الكامن وراءه، وعادًة ما يوصي الطبيب بالعلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين معًا.

العلاج الدوائي

يمكن وصف الأدوية المضادة للذهان، خاصة إذا كان المريض تعاني من حالة نفسية كامنة مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب. تشمل الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج الأعراض:

  • مضادات الاكتئاب.
  • مثبتات المزاج.
  • الأدوية المضادة للقلق.

العلاج النفسي

يمكن أن يساعد العلاج النفسي بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي على تعليم المريض كيفية التعامل مع الأعراض التي يُعاني منها وقد يُساعده على تحسين قدرته على العمل.

من خلال العلاج النفسي، يمكن أيضًا للأشخاص الذين يعانون من البارانويا أن يتعلموا كيفية تطوير ثقة أكبر في الآخرين، وإيجاد طرق لإدارة مشاعرهم والتعبير عنها بطرق أكثر تكيفًا، وتحسين احترامهم لذاتهم وثقتهم.

هل يرتبط البارانويا بحالات أخرى؟

أجل يمكن أن يكون البارانويا أحد أعراض حالة صحية جسدية مثل مرض الدماغ أو السكتة الدماغية. كما قد يتواجد في بعض الأحيان مع بعض حالات نفسية أخرى، وخاصة تلك التي تنطوي على الذهان ومنها:

اضطراب الشخصية الحدية

يمكن أن يظهر البارانويا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية (BPD).

حيثُ تظهر الأعراض عادًة بشكلٍ عابر وعندما تكون مستويات التوتر أعلى.

اضطراب ثنائي القطب

حيثُ قد تظهر أعراض البارانويا أو جنون الارتياب أثناء نوبة الهوس أو الاكتئاب التي تُصيب المُصابون باضطراب ثنائي القطب.

ولكن هذا لا يعني بأن كل شخص مُصاب باضطراب ثنائي القطب سيُعاني من أعراض البارانويا.

الاضطرابات الذهانية

يمكن أن يكون البارانويا أو جنون الارتياب أحد أعراض أو علامات اضطراب ذهاني، مثل الفصام أو الاضطراب الفصامي العاطفي.

البارانويا هي مجرد نوع واحد من أعراض الذهان. تشمل الأعراض الأخرى للذهان ما يلي:

  • التحدث بكلام غير مفهوم.
  • التفكير المضطرب.
  • الهلوسة (وتعني سماع أو رؤية أو الشعور بأشياء غير حقيقية).

____________________________________________________

البارانويا أو ما يطلق عليه أيضًا جنون الارتياب هو أحد الاضطرابات النفسية التي تتميز بأفكار مستمرة وغير عقلانية تجعل الشخص يظن بأنه مُلاحق أو أنه تحديد التهديد أو أن الأشخاص من حوله يكذبون عليه. وهذا يدفعه لفقدان الثقة بهم.

لا يُمكن التأكد من الإصابة بالبارانويا إلا من خلال زيارة الطبيب النفسي والذي يقوم بإجراء الفحوصات المناسبة وتحديد العلاج الأفضل.

المراجع:

  1. Paranoia. (n.d.). Better Health Channel. https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/paranoia
  2. Pugle, M. (2024, January 5). Different Types of Paranoia. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/paranoia-5113652#toc-diagnosis
  3. Purse, M. (2022, April 28). What Is Paranoia? Verywell Mind. https://www.verywellmind.com/what-is-paranoia-378960#toc-treatment-of-paranoia
Tags: No tags

Comments are closed.