الأثر النفسي للحروب

الأثر النفسي للحروب

تحمل الحروب أعباءً لا تقتصر على الدمار الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل تتجاوز ذلك لتطال الأبعاد النفسية للإنسان، وحقيقةً؛ يظل الأثر النفسي هو الأكثر تأثيراً وتعقيداً، إذ تمثل الحروب تحدياً كبيرًا للصحة النفسية للأفراد والمجتمعات، فهي تشكل مصدراً للضغوط النفسية، وتؤدي إلى تغييرات عميقة في السلوك والتفكير، ويُناقش في هذا المقال الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي الأثر النفسي للحروب. [1]

الأثر النفسي للحروب

وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) فإنّ حوالي 10% من الأشخاص الذي سيتعرضون لأحداث صادمة خلال الحروب المسلحة تؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة، يتمثل الأثر النفسي للحروب من خلال تطور مجموعة من المشاكل النفسية، والتي نذكر من أبرزها ما يلي: [2]

اضطراب ما بعد الصدمة

وكما يُظهر المصطلح فإن هذا الاضطراب النفسي ينشأ عن التعرض لحدث صادم، كالأحداث التي ترافق الحروب، ونذكر من أبرز الأعراض التي قد تصاحب هذه المشكلة ما يلي: [3] [4]

  • البرود العاطفي.
  • مشاكل في الإدراك والذاكرة.
  • الانفصال عن الواقع.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالأمور التي كان الشخص يستمتع بها سابقاً.
  • آلام جسدية مستمرة؛ مثل الصداع.

القلق والاكتئاب

وقد يُرافق اضطراب ما بعد الصدمة أو قد يتطور وحده، وينشأ ذلك من الشعور بالوحدة وعدم الأمان بعد ما تعرض له الأفراد من قصف وحاجة للنزوح من بيوتهم، إلى جانب فقدان أفراد من الأصدقاء والعائلة أو الاضطرار لتركهم، ويترتب على ذلك ما يلي: [3] [4]

  • شعور بالتوتر والخوف الدائم.
  • ردود فعل غير طبيعية مع أبسط حركة؛ كالضجيج غير المألوف أو انغلاق الباب فجأة، وغيره.

 المشاكل العاطفية

فقد يتطور البرود العاطفي في نهاية المطاف نتيجة ما تتم مشاهدته من مظاهر العنف، ويترتب على ذلك اضطراب السلوك؛ فيُصبح العنف والعدوانية بالنسبة لهم أمراً مألوفًا وطبيعيًا، وهذا ما يؤثر في القدرة على بناء علاقات ناجحة مع الآخرين، عدا عن تسببه بانعزال وانطواء الأفراد، فبعض الأطفال قد يولودون وينشأون في ظل الحرب وهم يجهلون مفهوم صديق لأنهم لم يعيشوه. [4]

العدوانية

فلا يشك بأن النزعات المسلحة التي تتطلب تجنيد أعداد كبيرة تُحتم على العديد من الأشخاص ترك عائلاتهم لخوض حرب وقتال آخرين بعنف ودون رحمة، وهذا سيُشكل سمة العدوانية داخلهم، ولا يقتصر ذلك على الجنود فحسب بل الأطفال أيضًا ممن سيجدون أنفسهم غير قادرين على ممارسة أي أنشطة وأنهم مضطرين للبقاء طيلة الوقت في منازلهم أو الملاجئ. [4]

التفكير بإيذاء النفس

إن الأحداث الصادمة والتغييرات التي طرأت على حياة من يعيشون الحروب تدفعهم لمحاولة إيجاد وسيلة للهرب من واقعهم، لذا فهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات أو الكحول أو الانتحار، وغيرها من طرق إيذاء النفس. [5]

مشاكل نفسية أخرى

ومنها: [6]

  • الأرق واضطراب القدرة على النوم.
  • الكوابيس.
  • الشعور بالإحباط الدائم.
  • تجنب الأماكن أو الأشياء التي من المحتمل أن تُذكر بالماضي.

كم يستمر الأثر النفسي للحروب؟ 

لا يُمكن تعميم ذلك، فالتأثير النفسي يختلف باختلاف عوامل عدة، فالبعض قد ينتهي الأثر النفسي بعد انتهاء الحرب بفترةٍ، في حين أنّ العديد قد يُلازمهم الأثر النفسي للحرب التي عاشوها طيلة حياتهم. [6]

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للمعاناة من الأثر النفسي للحروب؟

يُذكر بأن الفئات التالية ستكون أكثر عرضة للمعاناة من الآثار النفسية للحروب: [2]

  • المدنيون ممن يعيشون في البلاد التي تحدث فيها الحرب.
  • الجنود المقاتلون.
  • الصحفيون وغيرهم ممن يعملون على إيصال الصور والأصوات ومقاطع الفيديو من خلال شاشات التلفاز أو منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها.

لا تترد في حجز موعدك في عيادة الدكتور أحمد دبور للحصول على أفضل استشارة.

المراجع:

Tags: No tags

Comments are closed.