ماذا تعرف عن إضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب

الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يُمكن أن يُسبّب تقلبات مزاجية شديدة تتمثّل بنوبات من الحزن الشديد أو الاكتئاب ونوبات أخرى من السعادة والطاقة غير الطبيعية وتسمّى هذه النوبات بالهوس.

يُمكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية على النوم والنشاط والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح، وفي هذا المقال سيجيبنا الدكتور أحمد دبور أخصائي الطب النفسي عن سؤال ماذا تعرف عن إضطراب ثنائي القطب .[1]

ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب

يُمكن تقسيم الأعراض كما يلي:

نوبة الهوس 

تستغرق نوبة الهوس مدة أسبوع واحد تقريبًا يكون فيها الشخص يمتلك طاقة أكثر من المعتاد وشديد الحماس أو سريع الانفعال في معظم اليوم وخلال معظم أيام الأسبوع، ويعاني على الأقل من ثلاثة من التغييرات التالية في السلوك:[2]

  • انخفاض الحاجة إلى النوم، حيثُ تظهر على المُصاب أعراض النشاط على الرغم من قلة النوم بشكل ملحوظ عن المعتاد.
  • زيادة أو سرعة الكلام.
  • أفكار متسارعة لا يمكن السيطرة عليها أو تغيير الأفكار أو المواضيع بسرعة عند التحدث.
  • زيادة السلوكيات المحفوفة بالمخاطر (مثل القيادة المتهورة، والإسراف في الإنفاق).
  • تفكير غير منظم ومعتقدات خاطئة مع أو بدون هلوسات.

اقرأ أيضًا: الهوس الاكتئابي.

يجب أن تمثل هذه السلوكيات تغييرًا عن السلوك المعتاد للشخص وأن تكون واضحة للأصدقاء والعائلة، بحيثُ تكون شديدة بما يكفي لتؤثر على العمل أو الأسرة أو الأنشطة والمسؤوليات الاجتماعية. 

أعراض الهوس الخفيف

تتميز نوبة الهوس الخفيف بأعراض هوس أقل حدة وغالبًا ما تستمر لمدة أربعة أيام متتالية فقط بدلاً من أسبوع، لا تؤدي هذه الأعراض عادًة إلى مشاكل كبيرة في الأداء اليومي.[2]

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الشخصية الحدية

نوبة الاكتئاب الشديد

نوبة الاكتئاب هي فترة لا تقل عن أسبوعين يعاني فيها الشخص من خمسة من الأعراض التالية على الأقل (بما في ذلك واحد على الأقل من العرضين الأولين):[2] [3]

  • الشعور بالحزن الشديد، أو اليأس، أو عدم القيمة.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها في السابق.
  • الشعور بعدم القيمة أو الذنب.
  • الشعور بالوحدة أو العزلة عن الآخرين.
  • التحدث ببطء شديد، أو الشعور بأنه ليس لديك ما تقوله، أو نسيان الكثير.
  • انخفاض الطاقة.
  • النوم أكثر من اللازم.
  • زيادة أو فقدان الشهية.
  • الأرق.
  • تباطؤ الكلام أو الحركة.
  • صعوبة في التركيز.
  • عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة وعدم القدرة على القيام حتى بالأشياء البسيطة.
  • التفكير في الموت أو الانتحار.

أسباب إضطراب ثنائي القطب

لم يتم إلى الآن معرفة السبب الرئيسي لـ إضطراب ثنائي القطب،  لكنهم يعتقدون أن هناك عوامل جينية (وراثية) قوية قد ترتبط بهذا الاضطراب، إذ أنّه وبحسب الدراسات فإنّ أكثر من ثلثي الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب لديهم قريب من الدرجة الأولى (أخ، أو أب، أو أم)، ولكن بالرغم من ذلك ليس من الضروري أن وجود أحد أفراد العائلة مُصابًا مصاب بالاضطراب ثنائي القطب، أن باقي أفراد العائلة سيصابون به.[4]

تشمل العوامل الأخرى التي يعتقد العلماء أنها تساهم في تطور الاضطراب ثنائي القطب ما يلي:[4]

  • التغيرات في الدماغ: إذ حدد الباحثون وجود اختلافات طفيفة في متوسط حجم أو تنشيط بعض هياكل الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب.
  • العوامل البيئية: مثل الصدمة والضغط النفسي، وهذا يعني أن التعرض لحدث مرهق، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أو مرض خطير، أو الطلاق، أو مشاكل مالية، وغيره، يُمكن أن يؤدي إلى نوبة هوس أو اكتئاب.

أنواع إضطراب ثنائي القطب

هناك 3 أنواع إضطراب ثنائي القطب وتشمل ما يلي:

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يتميز هذا النوع بحدوث نوبات هوس تستمر لمدة 7 أيام على الأقل – غالبًا كل يوم تقريبًا لمعظم اليوم – أو بأعراض هوس شديدة لدرجة أن الشخص يحتاج إلى رعاية طبية فورية.[5]

إلى جانب ما سبق قد تحدث نوبات اكتئاب أيضًا، وعادةً ما تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، كما قد يشتمل هذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب أيضًا على نوبات مختلطة أي نوبات هوس يتخللها نوبات اكتئاب.[5]

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

يتضمن هذا النوع نوبات اكتئاب ونوبات من الهوس الخفيف، بحيثُ تكون نوبات الهوس الخفيف أقل حدة من نوبات الهوس في الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.[3] [5]

اضطراب دَورويَّة المَزاج

تتضمن أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب المتكررة لكنها ليست شديدة أو طويلة الأمد، قد تستمر الأعراض عادةً لمدة عامين على الأقل عند البالغين ولمدة عام واحد عند الأطفال والمراهقين.[3]

كيف يقوم الطبيب بتشخيص إضطراب ثنائي القطب؟

لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، يتم إجراء العديد من الفحوصات ومنها:[4]

  • الفحص البدني.
  • أخذ تاريخ طبي شامل، والذي يتضمن السؤال عن الأعراض، والتاريخ العائلي.
  • الاختبارات الطبية، مثل اختبارات الدم، لاستبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراض مُشابهة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.

ولتأكيد التشخيص يستخدم الطبيب  الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (5-DSM)، حيثُ يجب أن يكون الشخص قد تعرض لنوبة واحدة على الأقل من الهوس أو الهوس الخفيف. [4]

علاج إضطراب ثنائي القطب

يعتبر اضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات المزمنة، التي تحتاج إلى رعاية مستمرة، حيثُ يتوفر العديد من العلاجات التي يُمكن أن تكون فعّالة في تخفيف الأعراض بشكلٍ كبير، فهي تشتمل على العلاج النفسي والعلاج بالأدوية والرعاية الطبية الجيدة، وتشمل الخيارات العلاجية لـ إضطراب ثنائي القطب ما يلي:

العلاج بالأدوية 

ويعتبر من العلاجات الرئيسية لـ إضطراب ثنائي القطب، وعادة ما يشمل ما يلي:[6] [7]

  • مثبتات الحالة المزاجية، مثل كاربامازيبين (Carbamazepine)، أو لاموتريجين (lamotrigine)، أو الليثيوم، أو فالبروات (Valproate).
  • مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، مثل فلوكستين-أولانزابين ( Fluoxetine-Olanzapine)
  • الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).
  • مضادات الذهان، مثل أولانزابين (Olanzapine)

 قد يحتاج المريض إلى تجربة العديد من الأدوية قبل ما يحدد الطبيب ما هو أفضل، بمجرد العثور على الدواء المناسب من المهم الاستمرار في تناوله والتحدث مع الطبيب قبل التوقف أو تغيير أي شيء.

العلاج النفسي

قد يكون مفيدًا عند دمجه مع العلاج الدوائي، ويشمل على ما يلي:[7]

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج بالكلام الذي يساعد على تحديد ومعالجة الأفكار الخاطئة، وتغيير أنماط السلوك غير المرغوب فيها.

يوفر هذا العلاج طُرق متعددة لمناقشة كيفية السيطرة على الأعراض، وذلك من خلال ما يلي:

  • فهم أنماط التفكير.
  • تعلم كيفية التخلص من المشاعر المؤلمة.
  • تعلم وممارسة استراتيجيات المفيدة للسيطرة على الأعراض.

التثقيف النفسية

التثقيف النفسي هو نهج علاجي يتمحور حول مساعدة المريض في التعرف على الحالة وعلاجها، يمكن لهذه المعرفة أن تختصر وقتًا طويلًا نحو مساعدة والأشخاص الداعمين في حياته من خلال التعرف على أعراض تقلبات المزاج المبكرة والسيطرة عليها بشكل أكثر فعالية.

علاج الإيقاع الشخصي المتناسق

يركز هذا العلاج على تنظيم العادات اليومية، مثل النوم والأكل وممارسة الرياضة، حيثُ أنّ تحقيق التوازن بين هذه الأساسيات اليومية يمكن أن يؤدي إلى تقليل عدد نوبات المزاج وأعراض أقل حدة.

تغيير نمط الحياة

تشير بعض الدراسات إلى أن تدابير نمط الحياة يمكن أن تساعد في تقليل شدة أعراض، وهي تشمل ما يلي:[7]

  • تناول نظام غذائي متوازن.
  • ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.
  • التخلص من الوزن الزائد.

المصادر:

  1. Bipolar disorder – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, December 13). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bipolar-disorder/symptoms-causes/syc-20355955
  2. What Are Bipolar Disorders? (n.d.). https://www.psychiatry.org/patients-families/bipolar-disorders/what-are-bipolar-disorders
  3. Bipolar Disorder. (n.d.). https://medlineplus.gov/bipolardisorder.html
  4. Professional, C. C. M. (n.d.). Bipolar Disorder. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9294-bipolar-disorder#symptoms-and-causes
  5. Bipolar Disorder. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/topics/bipolar-disorder#:~:text
  6. Bipolar Disorder. (2003, February 6). WebMD. https://www.webmd.com/bipolar-disorder/mental-health-bipolar-disorder#1-8
  7. Holland, K. (2023, January 25). Everything You Need to Know About Bipolar Disorder. Healthline. https://www.healthline.com/health/bipolar-disorder#treatment
Tags: No tags

Comments are closed.